على الرغم من تواصل المعارك على كل الجبهات مع «داعش»، فإن التنظيم يواصل عمليات تهريب وبيع النفط من الآبار النفطية الموجودة في سلسلة جبال حمرين، فبعد أن قطعت القوات الكردية الطريق عليه في قضاء طوزخورماتو وناحية سليمان بيك، وجد التنظيم طريقا آخر لتجارة النفط عن طريق تكريت وناحية رشاد التابعتين لمحافظة كركوك ومنهما إلى الموصل وسوريا وتركيا.
بدوره، قال عدي خدران قائمقام قضاء خالص (55 كلم شمال شرقي بغداد) المطل على الطريق الاستراتيجي الرابط بين كركوك وبغداد، القريب من سلسلة جبال حمرين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «ينفذ تنظيم (داعش) عمليات تهريب كبرى للنفط من حقول البوعجيل وجبال حمرين باتجاه قضاء تكريت. (داعش) يستغل هذه الحقول منذ 3 أشهر، وهي تمثل تمويلا يوميا للتنظيم، حيث يهرب هذا التنظيم يوميا ما بين 100 و150 صهريجا من النفط الخام».
وكشف خدران أن حمولة هذه الصهاريج تباع بعد تهريبها من كركوك إلى الموصل بأكثر من 10 آلاف دولار للصهريج الواحد، الذي يشكل مصدر تمويل مادي قويا لـ«داعش»، مبينا: «نبهنا من قبل الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية حول هذه العمليات وخطورتها، لأنها ستؤدي إلى تقوية تنظيم (داعش) اقتصاديا، ويجب قطع الطريق عليهم».
وأضاف خدران، قائلا: «بعد سيطرة قوات البيشمركة والجيش العراقي على ناحية سليمان بيك تمكنا من إغلاق الطريق الذي كان (داعش) يستخدمه لتهريب النفط عن طريق قضاء طوزخورماتو، لكن (داعش) وجد طريقا آخر لتهريب النفط إلى الموصل، حيث يستخدم المسلحون طريق قرى ديبكة ودبس باتجاه قرية فامور وسميقة باتجاه طريق رغيدة وحليوة واتجاها إلى ناحية الرشاد التابعة لكركوك والالتفاف نحو المناطق الشمالية باتجاه الموصل ومنها إلى سوريا، فيما يجري تهريب البعض منه أحيانا عن طريق إقليم كردستان، وهذه المناطق تقع تحت سيطرة تنظيم (داعش)، لذا يجب استهداف هذه الصهاريج المهربة بالطائرات».
ومضى خدران في القول إن «عدد الآبار الموجودة في حمرين التي استغلها (داعش) تبلغ 33 بئرا نفطية، وأدى استخدام (داعش) للطرق البدائية في استخراج النفط إلى إلحاق الضرر بهذه الآبار والأنابيب الناقلة للنفط في المنطقة».
وأكد خدران: «المعلومات الموجودة لدينا تبين أن النفط المهرب من قبل (داعش) يجري بيعه عن طريق حلقات متصلة من المهربين، الذين هم من أصحاب الصهاريج والسكان المحليين من مناطق الحفنية والبوغنام وسليمان بيك وطوزخورماتو، إضافة إلى مهربين أكراد وعرب، ومن ثم إلى تجار أتراك وسطاء، حيث يجري التهريب باتجاهين؛ الاتجاه الأول عن طريق سوريا، والآخر عن طريق تركيا»، مبينا أن القضاء على هذه الظاهرة يجري من خلال تنسيق مشترك بين قوات البيشمركة والقوات العراقية الموجودة في هذه المنطقة، وقطع الطريق أمام هذه المركبات، إلى جانب تنسيق عال بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية لمنع تهريب النفط باتجاه كردستان وباتجاه محافظة نينوى، والبدء بعملية عسكرية مشتركة بين قوات البيشمركة والقوات العراقية للسيطرة على هذه الحقول.
من جانبه، قال الرائد فاروق أحمد، مسؤول قوات الأسايش (الأمن الكردي) في طوزخورماتو لـ«الشرق الأوسط»: «حدود قضاء طوزخورماتو مغلقة تماما بوجه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم (داعش). منذ اندلاع المعارك بين قوات البيشمركة ومسلحي التنظيم، لا نسمح بمرور أي شخص من المناطق التي يسيطر عليها (داعش) في حمرين باتجاه قضاء طوز، وتوقفت منذ مدة طويلة عمليات تهريب النفط عن طريق طوز، لأننا سيطرنا على الموقف وقطعنا طرق المهربين كافة. الآن لا توجد أي حركة تنقل بين المناطق التي يسيطر عليها (داعش) باتجاه مناطقنا، لأننا منعنا مرور كل أنواع السيارات والعجلات من تكريت إلى طوز».
8:9 دقيقه
بعد انتكاساته الميدانية الأخيرة.. «داعش» يجد طريقا آخر لتهريب نفط العراق
https://aawsat.com/home/article/178951
بعد انتكاساته الميدانية الأخيرة.. «داعش» يجد طريقا آخر لتهريب نفط العراق
يسيطر على 33 بئرا بمنطقة حمرين ويبيع الصهريج بـ10 آلاف دولار
- أربيل: دلشاد عبد الله
- أربيل: دلشاد عبد الله
بعد انتكاساته الميدانية الأخيرة.. «داعش» يجد طريقا آخر لتهريب نفط العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
