نقابة العمال التونسية تخطط لنشر 4 آلاف نقابي لمراقبة الانتخابات

TT

نقابة العمال التونسية تخطط لنشر 4 آلاف نقابي لمراقبة الانتخابات

أعلن اتحاد الشغل التونسي (نقابة العمال) أنه يخطط لنشر ما لا يقل عن أربعة آلاف مراقب لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات التي ستجرى في البلاد أواخر السنة الحالية. وهي المرة الأولى منذ عام 2011 التي ينشر فيها الاتحاد هذا العدد من المراقبين.
وذكرت مصادر نقابية قريبة من قيادات اتحاد الشغل أنه يخشى حصول تأثير على سير الاقتراع ونتائجه لمصلحة الائتلاف الحكومي الحالي نتيجة التداخل بين أجهزة الدولة وأجهزة «حركة تحيا تونس» الحزب الذي يرأسه رئيس التونسية يوسف الشاهد.
وفيما حسم نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مسألة تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة بعد نحو ثلاثة أشهر في تونس، مؤكداً أن الهيئة ماضية في تنفيذ رزنامة الانتخابات دون تغيير يذكر على رغم التعديل الأخير المثير للجدل الذي منع مرشحين من خوض الاقتراع، أكد كمال الجندوبي، الرئيس السابق لهيئة الانتخابات ورئيس الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان في تونس، أن تعديل القانون الانتخابي قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات «غير معقول»، على حد تعبيره. ولمح الجندوبي إلى إمكان تأجيل الانتخابات، قائلاً إن الهيئة غير جاهزة للتعامل مع هذه التغييرات القانونية المهمة التي قد تضطرها إلى إرجاء الاقتراع.
وتتبنى أحزاب سياسية تخشى خوض الانتخابات وهي في حالة انشقاق وخلافات داخلية، على غرار حزب «النداء» الليبرالي وتحالف «الجبهة الشعبية» اليساري، دعوات ضمنية إلى تأجيل الانتخابات، وتتهمها أحزاب الائتلاف الحاكم، خصوصاً حركة «النهضة» و«تحيا تونس»، باختلاق مشاكل على مستوى الحكم المحلي ممثلاً في المجالس البلدية وإغراق أنشطة هيئة الانتخابات بنحو 70 انتخابات بلدية جزئية نتيجة استقالات متكررة تحصل في تلك المجالس.
ويتمسك اتحاد الشغل (نقابة العمال)، من جهته، بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها. وفي هذا الشأن، قال بوعلي المباركي، القيادي في نقابة العمال، إن الاتحاد يرفض بشكل قاطع تأجيل الانتخابات، مؤكداً عدم وجود أسباب سياسية أو أمنية تدعو إلى تأجيل الاستحقاقات الانتخابية.
في المقابل، أعد اتحاد الشغل برنامجاً اقتصادياً واجتماعياً وصفه المباركي بأنه يرقى إلى مرتبة البرنامج الانتخابي، مضيفاً أن الاتحاد سيدعم الحزب السياسي الذي سيتبنى هذا البرنامج ويسعى إلى تحقيقه، مفضلاً عدم الترشح بصفة مباشرة في الانتخابات المقبلة.
وكان اتحاد الشغل من أهم داعمي مطلب إسقاط حكومة يوسف الشاهد خلال الأزمة السياسية التي عرفتها الساحة التونسية نهاية السنة الماضية، حيث دعم بقوة مطلب حزب «النداء» الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الحالي، بالإطاحة بحكومة الشاهد.
من جهة أخرى، حدد مجلس شورى حركة «النهضة» الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، مواصفات المترشح للانتخابات الرئاسية الذي سيتمتع بدعم الحزب. وأكد عبد الكريم الهاروني أن راشد الغنوشي، رئيس «النهضة»، سيكون مرشحها في حال قررت الدفع بمرشح من قياداتها للمنافسة على كرسي الرئاسة، غير أن «النهضة» لم تحسم بعد هذا الأمر. لكنه أوضح أنها تمكنت خلال اجتماعاتها الأخيرة من تحديد «مواصفات» المرشح وهي أن يكون مؤمناً بثورة 2011 ومدافعاً عن الديمقراطية وقادراً على تجميع التونسيين، وأن يكون مناهضاً للفساد. واستبعد الهاروني الشخصيات المرتبطة بالنظام السابق من قائمة المرشحين الذين ستدعمهم حركة «النهضة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.