تونس تقر خطة أمنية لتأمين الشواطئ وحماية المدن السياحية

تحسباً لهجمات إرهابية

TT

تونس تقر خطة أمنية لتأمين الشواطئ وحماية المدن السياحية

أعلنت ثلاث وزارات تونسية هي الداخلية والدفاع والسياحة بدء تنفيذ خطة أمنية خلال الموسم السياحي الحالي تحسباً لهجمات إرهابية قد تفسد هذا الموسم الذي تتوقع من خلاله تونس استقبال نحو 9 ملايين سائح، وهو رقم قياسي في تاريخ السياحة التونسية. ويجري تنفيذ هذه الخطة في ظل مخاوف من هجمات مماثلة لما حدث سنة 2015 حين شن إرهابيون هجمات على المتحف الوطني باردو (غرب العاصمة التونسية) وفندق سياحي بمدينة سوسة الساحلية، مما خلّف عشرات الضحايا من السياح الأجانب.
وأكدت مصادر أمنية تونسية تجنيد أكثر من 30 ألف عون أمن لتأمين الشواطئ التونسية ومراقبة الدخول إلى المدن السياحية الكبرى ومتابعة التحركات في محيط الفنادق، علاوة على تسهيل حركة حافلات النقل السياحي. في المقابل، من المنتظر أن تتولى وحدات من الجيش التونسي تأمين المناطق السياحية في بعض جهات الجنوب الصحراوي المتاخم للحدود الليبية - التونسية وكذلك على الحدود الصحراوية التي تربط تونس مع الجزائر.
وفي السياق ذاته، تولت وزارة السياحة خلال الفترة الأخيرة، وضع خطة تقوم على دعم جميع الوحدات الفندقية والمنتجعات السياحية والملاهي والمطاعم السياحية وتجهيزها بكاميرات مراقبة بالتزامن مع برنامج آخر لتكوين أعوان الحراسة يتم تنفيذه بالتنسيق مع الوحدات المختصة بوزارة الداخلية التونسية.
يذكر أن فندقاً سياحياً في مدينة سوسة (وسط شرقي تونس) تعرض يوم 26 يونيو (حزيران) 2015 إلى هجوم إرهابي هو الأكثر دموية ضمن الهجمات الإرهابية التي عرفتها البلاد. فقد أقدم الإرهابي التونسي سيف الدين الرزقي على فتح نيران سلاح كلاشنيكوف على مجموعة من السياح الأجانب مما أسفر عن وفاة 39 منهم معظمهم من السياح البريطانيين. وقد اتهم أعوان الأمن التونسي المسؤولين على تأمين المنطقة السياحية بمدينة سوسة بعدم تقديم النجدة لأشخاص في حالة خطرة، وما زال ملف القضية جارياً بالتوازي مع قضية الهجوم الإرهابي الذي استهدف يوم 18 مارس (آذار) من السنة نفسها المتحف الوطني بباردو (غرب العاصمة التونسية). وخلّف هذا الهجوم 23 قتيلاً 22 منهم من السياح الأجانب بالإضافة إلى أحد أفراد الأمن التونسي.\



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.