تحمل الإصدارات الجديدة من أنظمة أندرويد وأنظمة iOS التشغيلية مئات الميزات الجديدة. وفيما يلي، ستتعرفون إلى بعض هذه الميزات. وتعلن شركتا أبل وغوغل عاما بعد عام، عن تحديثات كبيرة في أنظمة هواتفهما التشغيلية، ما يعني أن النظام المسؤول عن عمل هاتفكم على وشك التغيّر، مجدّداً.
- ميزات جديدة
هذه التغييرات تحمل معها أشياء جديدة يجب تعلّمها. تساهم التحديثات السنوية المجّانية في تحسين أجهزتكم من خلال حلّ الأخطاء البرمجية وتعزيز الأمن، ولكنّها قد تكون مربكة بعض الشيء لأنّ كلّ واحد منها يضمّ مئات الميزات الجديدة.
يتضمّن الإصدار الجديد من أبل iOS 13 التي أعلن عنه أخيرا في الأسبوع الأول من يونيو (حزيران)، ميزات جديدة من بينها ما يعرف بوضع النمط المظلم dark mode لتخفيف قوة إضاءة وسطوع الشاشة على عينيكم. أمّا تحديث «أندرويد كيو» من غوغل، والذي أعلن عنه الشهر الفائت، فقد أدخل إيماءات جديدة للتحكّم بأجهزة الأندرويد وبعض التعزيزات لحماية خصوصية المستخدم.
لحسن الحظّ، لا يزال لدينا بضعة أشهر للتحضّر لهذه التحديثات، إذ إنّ العمل بالإصدارين لن يبدأ قبل الخريف المقبل.
وللتعرّف إلى أهمّ التغييرات، فقد اختبر بريان تشين نسخة أولية من «أندرويد كيو» وiOS 13، وإليكم ما يجب أن تعرفوه.
> هواتف آيفون. الأنواع الجديدة منها والقديمة، ستكتسب سرعة إضافية. ولنبدأ بأقلّ التغييرات حجماً ولكن أكثرها أهمية: السرعة.
سيشهد الكثير من هواتف الآيفون، من تلك التي تعود إلى أربع سنوات أي الآيفون 6S إلى أحدثها، زيادة في سرعتها مع تحديث iOS 13. وكشفت شركة أبل أنّها حسّنت النظام التشغيلي الذي سيزيد سرعة تشغيل التطبيقات مرّتين أكثر، بينما سيساهم النظام البرمجي الجديد بتقليص حجم بيانات التطبيقات، مما سيزيد بدوره سرعة الجهاز. علاوة على ذلك، سينخفض حجم تحميل التطبيقات بنسبة 50 في المائة مع تراجع حجم التحديثات البرمجية بنسبة 60 في المائة. أمّا بالنسبة لمالكي الأجهزة الحديثة، فستزيد سرعة فتح قفل الهاتف بمسح الوجه بنسبة 30 في المائة.
> «وضع النمط المظلم» في أندرويد وiOS. يُصمم الكثير من التطبيقات مع خلفيات بيضاء، مما قد يسبب إجهاداً للعينين في بعض الظروف. ولكنّ هواتف الآيفون وأندرويد ستصبح مجهّزة بوضع النمط المظلم الذي يمكن تعديله من خلال النقر على اختصار، بعد أن عمدت الشركتان إلى استبدال الخلفيات البيضاء من خلال أخرى ذات ألوان داكنة تتراوح من الرمادي إلى الأسود في الإصدارين.
ولكن ما الهدف؟ يعتبر «وضع النمط المظلم» مفيداً لأسباب كثيرة، أوّلها تخفيف استهلاك البطارية لأنّ هذا الوضع يحتاج إلى إضاءة عدد أقلّ من البيكسلات، إلى جانب منح العينين مزيداً من الراحة أثناء القراءة في الظلام.
في الوقت الذي قدّمت فيه أبل وأندرويد تطبيقاتهما للعمل في النمط المظلم، سيتوجب على مطوّري تطبيقات الطرف الثالث استخدام أدوات الشركتين لتمكين تطبيقاتهم من العمل في هذا الوضع. ومع حلول موعد إطلاق الإصدارين، سيكون هناك الكثير من التطبيقات التي بدأت حقّاً بالاستفادة من الوضع الجديد.
- تعزيزات الخصوصية
تعتبر الخصوصية من أبرز المواضيع التي تسيطر على عالم التقنية في السنوات الأخيرة، لذا وعدت شركتا غوغل وأبل زبائنهما بتعزيزات على صعيد الخصوصية في أنظمتهما التشغيلية القادمة.
> إصدار «أبل». يقدّم لكم الإصدار الجديد من نظام أبل التشغيلي ميزة «ساين إن وذ أبل» (Sign In With Apple)، إحدى أهمّ ميزات الخصوصية الجديدة، وهي عبارة عن زرّ لاستخدام هوية من أبل (Apple ID) لتسجيل الدخول إلى تطبيقات iOS والمواقع الإلكترونية. تتنافس هذه الميزة مع أدوات مشابهة طورتها غوغل وفيسبوك تتيح لكم استخدام حساباتكم في غوغل وفيسبوك لتسجيل دخولكم إلى مواقع وتطبيقات مختلفة.
ولكن أبل تتبنّى مقاربة فريدة.، فعندما تفتحون حساباً على موقع أو تطبيق ما بواسطة هويتكم من أبل، سيضمّ إصدار iOS 13 خياراً لإخفاء البريد الإلكتروني المرتبط بهويتكم. خلال العملية، ستعمد أبل إلى ابتكار عنوان بريد إلكتروني وهمي لفتح الحساب وإخفائه عن الأطراف الثالثة. وهكذا، في كلّ مرّة يحاول تطبيق أو موقع ما التواصل معكم، سيرسل رسائله الإلكترونية إلى هذا البريد، لتعيد أبل إرساله إلى عنوان بريدكم الإلكتروني الحقيقي. بمعنى آخر، إذا حاولت شركة ما إرسال رسائل مزعجة إلى عنوان بريدك الإلكتروني الوهمي، فستتمكن من حذف الأخير، دون تمكّن هذه الشركة من الوصول إلى عنوان بريدكم الحقيقي.
> إصدار «غوغل». من جهة ثانية، تسعى غوغل عبر نظام «أندرويد كيو» إلى اللحاق بأبل في موضوع الخصوصية، إذ سيركّز التحديث البرمجي الجديد على منح الناس مزيداً من السيطرة على كيفية مشاركة موقعهم، إذ وعندما يطلب تطبيق ما إذنكم للوصول إلى بيانات موقعكم، ستسألكم غوغل ما إذا كنتم تريدون مشاركتها في الوقت الحقيقي طوال الوقت، أو فقط أثناء استخدام التطبيق، أو لا ترغبون بمشاركتها على الإطلاق. (في السابق، كانت تتيح لمستخدميها خيارين فحسب هما إمّا مشاركة الموقع دائماً وإما عدم مشاركته على الإطلاق).
علاوة على ذلك، أدخل نظام أندرويد على إصداره الجديد لائحة خيارات جديدة في تطبيق الإعدادات تحت اسم «خصوصية»، ستجدون فيها لوحة من الأدوات التي تتضمن خياراً يتيح معرفة التطبيقات التي تستخدم موقعكم إلى جانب تمكينكم من التخلّص من الاستهداف الإعلاني داخل التطبيقات.
- تقارب الأندرويد مع الآيفون
>ميزة في أندرويد مماثلة لـ«أبل». تعمل كلّ من أبل وغوغل ومنذ سنوات كثيرة على نسخ برنامج هاتف الأخرى. ولكن هذه المرّة، سيقترض أندرويد الكثير من خاصية وسيط المستخدم التي تعتمد على الإيماء.
عندما تعملون على تطبيق في «أندرويد كيو»، يكفي أن تمسحوا على الشاشة من الأسفل إلى الأعلى للعودة إلى الشاشة الرئيسية. ويساعدكم المسح إلى الأعلى وتثبيت إصبعكم على الشاشة لبعض الوقت على فتح خريطة للتطبيقات تساعدكم على التبديل بينها عبر المسح يميناً أو يساراً. هذه الإيماءات هي طبعاً نفسها التي يستخدمها حاملو هواتف آيفون الخالية من زرّ الوسط الأساسي.
> خرائط أبل ستصبح أقرب إلى خرائط غوغل. وأخيراً، في iOS 13. ستقدّم لكم أبل تعديلاً كبيراً على برنامج خرائطها سيساعدها في الارتقاء إلى جودة خرائط غوغل. قالت شركة أبل إنها استثمرت ميزانية كبيرة ووقتاً ثميناً في تحسين خرائطها وخاصة في الولايات المتحدة. تقدّم لكم هذه الخرائط، في بعض المناطق، زرّاً على شكل منظار، وعند النقر عليه، ستحصلون على رؤية ثلاثية الأبعاد للشارع الذي توجدون فيه لتتطلعوا على ما يحيط بكم، في خطوة تحاكي ميزة «ستريت فيو» من غوغل والمتوفرة منذ سنوات.
علاوة على ذلك، ستبدأ خرائط أبل بتوفير معلومات في الوقت الحقيقي لمسارات النقل في بعض المدن. ففي حال كانت الحافلة التي تستقلونها تعاني من التأخير مثلاً، سيزوّدكم التطبيق بتحديث يُظهر أحدث جداول الحافلة. بدأت غوغل بتوفير ميزة مشابهة تسمّى «كوميوت» العام الماضي في تطبيق خرائطها.
- خدمة «نيويورك تايمز»