الحسكة تسيطر على حرائقها

TT

الحسكة تسيطر على حرائقها

سيطرت الإدارة الذاتية الكردية على الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة ضمن أراضٍ زراعية في ريف محافظة الحسكة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي و«قوات سوريا الديمقراطية»، بمشاركة كبيرة من كل مكونات وأطياف المواطنين الموجودين في منطقة القحطانية وريفها بريف الحسكة، وذلك بعد ساعات من العمل المتواصل، حيث كانت النيران قد التهمت أراضي زراعية على مساحات واسعة، حسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس.
كان مسؤول كردي في شمال شرقي سوريا قد طلب، الاثنين، مساعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ «داعش»، بهدف السيطرة على نيران تلتهم حقول قمح حيوية في المنطقة. وقال الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية التابعة لـ«قسد»، سلمان بارودو، إن «الحرائق التهمت مئات الهكتارات من محصول القمح في مدينة القحطانية، وما زالت مستمرة»، مطالباً التحالف الدولي بالتدخل عن طريق الطائرات الخاصة.
وتسعى السلطات الكردية بعد ثماني سنوات من اندلاع النزاع للحفاظ على قدر من الحكم الذاتي في المناطق، التي تسيطر عليها في شمال شرقي سوريا، وهي غنية غالباً بالنفط ومناسبة لزراعة الحبوب والقمح.
وقال سلمان بارودو، لوكالة الصحافة الفرنسية: «التهمت الحرائق اليوم مئات الهكتارات من محصول القمح في مدينة تربسبية (القحطانية باللغة العربية)، وما زالت الحرائق مستمرة». وحذّر من أنّ ما يحصل «يشكّل خطراً كبيراً على المنطقة، لأنّ النيران تقترب من الآبار والمحطات النفطية».
وقال مراسل الوكالة إنّ الدخان كان يتصاعد من الحقول المتفحمة، بينما كان رجال يسعون لوقف تمدد ألسنة النار مستعينين بإطفائيات، ومجارف أيضاً، على بعد أمتار من حفارة نفط. وأضاف أنّ أعمدة الكهرباء المنتشرة بين الحقول التهمتها النيران. وسعى رجل باستماتة لحفر الأرض من خلال جرافته منعاً لتمدد النيران نحو حقل مجاور.
وتقدر المساحة الزراعية التي التهمتها النيران، حسب المرصد، بأكثر من 40 ألف دونم، أي نحو 70 في المائة من إجمالي الأراضي الزراعية في القحطانية وريفها، وهو أكبر حريق تشهده المنطقة على الإطلاق، إذ واجه العاملون على إخمادها صعوبة بالغة جداً، نظراً لتوسعها وامتدادها بشكل سريع بفعل الرياح.
وكان رائد الصالح مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، قد طالب بتسهيل وصول الفرق التابعة له لإطفاء الحرائق التي تلتهم حقول المزارعين في شمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة «قسد».
وقال في تصريح لموقع «ليفانت نيوز»: «نحن على استعداد تام للتوجه مع كامل فرقنا إلى مناطق الجزيرة السورية، لإخماد تلك الحرائق»، لافتاً إلى أنه تم التواصل مع عدة جهات دولية لتقديم الضمانات، وتأمين الطريق، «لسهولة وصول فرقنا الخاصة إلى مناطق الجزيرة السورية، حيث نمتلك المعدات والسيارات اللازمة والإمكانات التقنية والبشرية، لإخماد تلك النيران التي التهمت حقول المزارعين».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.