الائتلاف قد يؤجل جلسة انتخاب رئيس للحكومة المؤقتة لتفادي فشل اختيار شخصية توافقية

30 مرشحا للمنصب بينهم طعمة وهيتو

الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري يجيب على أسئلة الصحافيين بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية أمس في القاهرة (ا.ف.ب)
الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري يجيب على أسئلة الصحافيين بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية أمس في القاهرة (ا.ف.ب)
TT

الائتلاف قد يؤجل جلسة انتخاب رئيس للحكومة المؤقتة لتفادي فشل اختيار شخصية توافقية

الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري يجيب على أسئلة الصحافيين بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية أمس في القاهرة (ا.ف.ب)
الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري يجيب على أسئلة الصحافيين بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية أمس في القاهرة (ا.ف.ب)

قد يتّجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى تأجيل جلسة انتخاب مقررة منتصف الشهر الحالي لانتخاب رئيس الحكومة المؤقتة الجديد إلى نهاية الشهر أو بداية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وفق ما أشار إليه عضو الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط».
وتنقسم الآراء في الائتلاف، الذي عقدت هيئته السياسية اجتماعات أمس وأول من أمس، بين مؤيد للتأجيل ومعارض له. إذ يرى المؤيدون أنّه من الأفضل للائتلاف أن يتوجه بزيارات إلى بعض دول أصدقاء سوريا قبل الاجتماع، لا سيما أن رئاسة الائتلاف وبعد شهرين من انتخاب الرئيس لم تقم بأي نشاط من هذا القبيل، ومن المتوقّع أن تُحدّد مواعيد قريبة لزيارة بعض الدول العربية وأهمّها السعودية وقطر والأردن، وفق رمضان.
في المقابل، يعتبر المعارضون للتأجيل أن عدم عقد الاجتماع منتصف الشهر الحالي سيؤدي إلى خرق النظام الداخلي للائتلاف الذي ينص على ضرورة أن يعقد اجتماع الهيئة كل شهر.
وبينما أظهر التصويت الذي أجري في الهيئة العامة إلكترونيا أنّ العدد الأكبر من الأعضاء يؤيدون عدم التأجيل، لفت رمضان إلى أنّ رئيس الائتلاف هادي البحرة يدفع باتجاه التأجيل، فيما يؤيّد أمين عام الائتلاف نصر الحريري عقد الاجتماع منتصف الشهر الحالي، مشيرا إلى أن الضغوط التي تمارس للتأجيل هي بهدف تفادي الفشل المتوقّع في التوافق على انتخاب رئيس للحكومة.
وبين هذا الرأي وذاك، سيكون الائتلاف، بحسب رمضان، أمام مشكلة إذا عقد اجتماع الهيئة العامة لانتخاب رئيس للحكومة، وذلك بسبب عدم التوافق على شخصية لتولي هذا المنصب الذي قدّم الترشيح له نحو 30 شخصا، 95 في المائة منهم من خارج الائتلاف، وبينهم رئيس الحكومة المقال أحمد طعمة، ونائبه رياض قدسي، ورئيس الحكومة السابق غسان هيتو، إضافة إلى وزير الاتصالات والصناعة محمد ياسين نجار. مع العلم بأن الائتلاف يحاول ومنذ إقالة حكومة طعمة في 22 يوليو (تموز) الماضي، بذل الجهود لاختيار شخصية توافقية تستطيع أن تحظى بإجماع الأفرقاء وتملك خبرة وكفاءة إدارية لتجنّب التجارب السابقة، وهو الأمر الذي لا يزال يؤخّر الانتخابات.
ووفق معلومات أشار إليها أعضاء في الائتلاف في وقت سابق، فإن بعض الدول تؤيّد إعادة انتخاب طعمة مع تغيير في المناصب الوزارية، فيما نفى آخرون الأمر معتبرين أنّ عودته غير مطروحة، لا سيّما أن الانتقادات حول عمل حكومته تطاله شخصيا، والمطلوب اليوم من الحكومة المقبلة أن تقوم بعملها من الداخل السوري ويستطيع وزراؤها أن يوجدوا في سوريا لفترة طويلة لتقديم الخدمات اللازمة إلى الشعب السوري من الإغاثة إلى الطبابة والتعليم والدفاع المدني.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري أقالت الحكومة المؤقتة، برئاسة طعمة، والمؤلفة من 12 وزيرا، بأغلبية 66 صوتا مقابل 35 صوتا مؤيدا لبقائه، في خطوة فسّرها البعض بأنّها محاولة للحدّ من نفوذ «الإخوان المسلمين» في المعارضة السورية، فيما قالت الهيئة في بيان لها إن «هدف الإقالة هو الرقي بعمل الحكومة لخدمة شعبنا، والعمل على تحقيق أهداف الثورة».
وأعلنت رئاسة الائتلاف حينها أنها فتحت باب الترشح لمدة أسبوعين على أن تقوم الهيئة العامة بتشكيل الحكومة الجديدة خلال ثلاثين يوما من تاريخ الإقالة، انتهت في 22 أغسطس (آب) الماضي. وحسب القانون الداخلي للائتلاف، تستمر الحكومة في تصريف الأعمال إلى أن ينتخب الائتلاف رئيس الوزراء الجديد ويشكل حكومته وتطرح على التصويت وتمنح الثقة.
من جهة أخرى، طالب الأمين العام للائتلاف نصر الحريري، أثناء لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، بـ«الاعتراف القانوني للائتلاف وعدم الاكتفاء بالاعتراف به من الناحية السياسية»، بحسب ما أعلن الحريري. وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد دعا أثناء اللقاء الائتلاف الوطني السوري لشغل مقعد الجامعة غدا والتكلم باسم الشعب السوري. وعلّق الحريري على وعود نبيل العربي بإصدار قرار يقضي بضرورة مواجهة الإرهاب وتنظيم «داعش» في اجتماع الجامعة الوزاري المقبل بقوله «بما أن محاربة الإرهاب لا تكون بالتقسيط، لذا فإننا نطالب بأن يضمّ القرار أيضا وجوب محاربة إجرام (الرئيس السوري) بشار الأسد الذي يعتبر أساس الإرهاب في المنطقة. وذلك، لأنّ عدم القضاء على الإرهاب بطريقة متكاملة لا يحلّ المشكلة، بل ربما يساعد في تأمين المناخ المناسب للتطرف في منطقة المشرق العربي».
وتباحث الحريري مع الأمين العام للجامعة العربية، بحضور هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف وعدد من أعضاء الوفد، حول الأوضاع الميدانية والانتصارات المتتالية للجيش الحر في مختلف الجبهات القتالية، والتي تصدرها تقدم الكتائب المقاتلة في الجهة الجنوبية لسوريا، وفق ما قال الحريري.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.