لافروف يتوعد «الإرهابيين» في إدلب بـ«رد ساحق»

الخسائر البشرية ارتفعت إلى 1468 شخصاً منذ نهاية أبريل الماضي

TT

لافروف يتوعد «الإرهابيين» في إدلب بـ«رد ساحق»

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والجيش السوري سيردان «رداً قاسياً وساحقاً» على «اعتداءات الجماعات الإرهابية من إدلب»، في وقت قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الخسائر البشرية ارتفعت إلى 1468 شخصاً ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في 30 أبريل (نيسان) الماضي، وحتى يوم الاثنين 10 يونيو (حزيران) الحالي.
وذكّر لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره من مالي تيبيلي درامي في موسكو، أمس، بأن «الإرهابيين ينفذون باستمرار هجمات استفزازية، ويقصفون بالصواريخ والطائرات المسيرة مواقع للجيش السوري في البلدات وقاعدة حميميم الجوية الروسية»، وأضاف: «بطبيعة الحال لن نترك، لا نحن ولا الجيش السوري، مثل هذه التصرفات دون رد قاسٍ وساحق».
وشدد لافروف بحسب ما نقلت «إنترفاكس»، على أنه من أجل وضع حد لاستفزازات المسلحين، لا بد من الفصل بأسرع وقت ممكن بين قوات المعارضة والإرهابيين في إدلب، وفقاً لما ورد في الاتفاق الروسي - التركي في سوتشي في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتابع: «الدور الأساسي (في تحقيق هذا الهدف) يعود لتركيا، ونعتقد أنه يجب الإسراع في ذلك، فالأمر طال انتظاره».
ويشهد ريفا حماة الشمالي وإدلب الجنوبي تصعيداً عسكرياً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وسط تكثيف الجماعات المسلحة هجماتها على عدة محاور هناك، حيث يتصدى الجيش السوري لها وينفذ هجمات مضادة بدعم من الطيران الروسي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 8 أشخاص استشهدوا وقضوا ضمن منطقة «خفض التصعيد» أمس (الاثنين)، بينهم 3 مقاتلين من جيش العزة قضوا جراء قصف طائرات روسيا الحربية على مدينة خان شيخون، في وقت أفادت فيه مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بمقتل 6 مدنيين وجرح 39 آخرين.
ومن بين الضحايا امرأة وطفلة جراء قصف طيران النظام الحربي على قرية معرة شورين بريف معرة النعمان، وامرأة وطفلة رضيعة جراء قصف طائرات النظام الحربية على قرية كفر بطيخ، وطفلة متأثرة بجراح أصيبت بها جراء قصف طيران النظام الحربي على مدينة أريحا قبل أيام، فيما لا يزال عدد الضحايا مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
وأوضحت المصادر أن الضحايا سقطوا جراء قصف على حقل زراعي كان فيه عاملون يجنون المحصول في مدينة خان شيخون وعلى سوق في بلدة معرة شورين بريف إدلب.
وحسب مراسل «الأناضول»، فإن قصف الطيران الحربي، طال أيضاً، بلدات التمانعة وشيخ إدريس والتح، بريف إدلب، ومدينتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة، وجميعها ضمن منطقة خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في مباحثات آستانة عام 2017.
من جانبه، قال مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن القصف الذي استهدف خان شيخون واللطامنة وكفرزيتا ومعرة شورين نفذته طائرتان روسيتان أقلعتا من مطار حميميم غرب البلاد.
في حين ارتفع إلى 23 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية منذ صباح الاثنين، مستهدفة كلاً من خان شيخون جنوب إدلب، واللطامنة ومورك وكفرزيتا والزكاة والجبين والصياد شمال حماة، كما ارتفع إلى 65 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية في محافظة إدلب وريفيها الجنوبي والشرقي، وكفرزيتا وتل ملح والجبين ومورك والزكاة بريف حماة الشمالي، ومحور كبانة في جبل الأكراد، كذلك ارتفع إلى 48 عدد البراميل التي ألقاها الطيران المروحي منذ ما بعد منتصف الليل على كل من كبانة في جبل الأكراد وعابدين والهبيط والركايا وخان شيخون ضمن القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي. كما تحدث المرصد عن ارتفاع عدد القذائف الصاروخية والمدفعية إلى 310 التي استهدفت خلالها قوات النظام مناطق في اللطامنة وكفرزيتا ولطمين وأماكن أخرى في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، بالإضافة لجبال الساحل والقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي والريف الحلبي.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 1468 شخصاً عدد من قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» منذ 30 أبريل الماضي، وحتى يوم الاثنين 10 يونيو (حزيران) الحالي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».