المستشار القضائي يهدد نتنياهو بتقديم لائحة اتهام خلال أسبوع

تسريبات من ملف تحقيقات الفساد تكشف أن الراشي «شعر بالقرف» من أسلوب المرتشي

المستشار القضائي يهدد نتنياهو بتقديم لائحة اتهام خلال أسبوع
TT

المستشار القضائي يهدد نتنياهو بتقديم لائحة اتهام خلال أسبوع

المستشار القضائي يهدد نتنياهو بتقديم لائحة اتهام خلال أسبوع

نشرت في تل أبيب، أمس الجمعة، مواد أخرى من التحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في قضايا الفساد وتظهر كم كان ملحاحاً في طلب «الهدايا». وتزامن النشر مع تقارير عن أن المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، يشتعل غضباً من تصرفات نتنياهو وكيفية محاولته عرقلة الإجراءات القضائية ضده، لدرجة أنه هدده بتقديم لائحة اتهام ضده في غضون أسبوع.
وقالت مصادر في وزارة العدل إن مندلبليت لا ينظر براحة إلى محاولات نتنياهو تأجيل جلسة الاستماع، وإنه سُمع يقول «إن من يجري حسابات صحيحة يجد أن المهلة التي أعطيت لنتنياهو بلغت سنتين عملياً. ولذلك لا يستحق أي تأجيل إضافي. وعليه أن يحضر إلى جلسة الاستماع في مطلع أكتوبر (تشرين الأول)». وتابعت المصادر أن مندلبليت توجه إلى محامي نتنياهو مهدداً: «عليكم إبلاغي فوراً إن كنتم ستمثلون في جلسة الاستماع في موعدها المقرر. فإذا لم أتلق جواباً حتى مطلع الأسبوع القريب، فسأوجه لائحة اتهام لنتنياهو في غضون أسبوع واحد».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت تسريبات جديدة من ملفات التحقيق في قضية نتنياهو، وهذه المرة من التحقيق مع رجل الأعمال الأميركي، أرنون ميلتشين، فظهرت معلومات تدل على أن نتنياهو نفسه، وليس زوجته فقط، كان يطلب الهدايا من ميلتشين وكذلك من رجل أعمال آخر من أستراليا يدعى جيمس باكر، وتم رصد هدايا بقيمة 700 ألف شيكل منهما وحدهما، أي ما يعادل 200 ألف دولار، وأنه كان يطلب منهما السيجار والشمبانيا والمعاطف الفاخرة.
ويظهر في البروتوكول، الذي سجل في نهاية العام 2016. أن المحقق سأل ميلتشين: كيف كنت تشعر عندما يتصل بك نتنياهو أو زوجته يطلبان منك الهدايا؟ فأجاب: «أشعر بالقرف. لكن يبدو أن راتبه لم يكن كافياً لذلك كانت طلباته زائدة». وسأله المحقق: «نتنياهو يقول إنه هو أيضاً كان يشتري لك هدايا، فماذا تقول؟». فأجاب ميلتشين: «هل تعرفه كرجل مشهور بإعطاء الهدايا حقاً؟ واضح أن هذا غير صحيح»، فسأله المحقق مجدداً: «وهل سارة نتنياهو جلبت لك الهدايا؟»، وكان جوابه: «هل تريد أن أقع أرضاً من الضحك؟ لم تحضر لي هدية في أي مرة».
وفي موضوع آخر، روى ميلتشين أنه لاحظ أن نجل نتنياهو، يائير، يكثر من زياراته إلى عائلة باكر في أستراليا التي كانت تتم على حساب الملياردير، ويكثر من السفر إلى الخارج على حساب رجل الأعمال، فأشرك والده بهذا القلق وقال له إن هذه التصرفات ليست سليمة وأنها بدأت تثير تذمرات وانتقادات. لكن نتنياهو الأب صدم ميلتشين إذ أجابه: «يائير أصبح رجلاً، وأنا لا أستطيع أن أقرر له كيف يختار أصدقاءه».
وقد رد مكتب نتنياهو على هذا النشر بالقول إنه التسريب رقم 125 وهو غير قانوني وغير صحيح. وادعى أنه هو أيضاً كان يشتري الهدايا لرجلي الأعمال المذكورين. وأما فيما يتعلق بطلبه تأجيل جلسة الاستماع فقال نتنياهو إن لديه نموذجاً صارخاً للتمييز ضده في النيابة. فهناك قاض عربي من عكا (يقصد القاضي زيد فارس فلاح) مشتبه ببناء من غير ترخيص وقد منحته النيابة سنتين لجلسة الاستماع وما زالوا في النيابة ينتظرون بصبر. وردت النيابة على هذا الادعاء بالنفي القاطع، وأكدت أن الاستماع للقاضي جرى قبل سنة وعشرة شهور.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».