المعارضة السودانية «منفتحة» على عودة التفاوض مع «العسكري» بشروط

بعد وساطة إثيوبية

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع مبعوث الاتحاد الإفريقي  محمد الحسن لبات خلال زيارتهما للخرطوم (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع مبعوث الاتحاد الإفريقي محمد الحسن لبات خلال زيارتهما للخرطوم (إ.ب.أ)
TT

المعارضة السودانية «منفتحة» على عودة التفاوض مع «العسكري» بشروط

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع مبعوث الاتحاد الإفريقي  محمد الحسن لبات خلال زيارتهما للخرطوم (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع مبعوث الاتحاد الإفريقي محمد الحسن لبات خلال زيارتهما للخرطوم (إ.ب.أ)

دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عقب انتهاء محادثاته بشكل منفصل مع المجلس العسكري الحاكم وقادة الحركة الاحتجاجية، اليوم (الجمعة)، إلى انتقال «ديمقراطي سريع» في السودان، لافتا إلى أن المحادثات اتسمت بـ«المسؤولية العالية والوعي بخطورة المرحلة».
وقال آبي أحمد في بيان رسمي: «يجب أن يتحلى الجيش والشعب والقوى السياسية بالشجاعة والمسؤولية، باتخاذ خطوات سريعة نحو فترة انتقالية ديمقراطية وتوافقية في البلد».
وأضاف أن «واجب الجيش السوداني والمنظومة الأمنية كلها هو أن تركز جهودها للدفاع عن حرمة الوطن وسيادته وأمن المواطنين وممتلكاتهم، كما أن واجب القوى السياسية هو أن تركز على مصير البلاد في المستقبل، وليس أن تبقى رهينة العقبات ومعوقات الماضي البائدة».
ووصف طبيعة المحادثات التي أجراها مع المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بـ«المسؤولية العالية والوعي بخطورة المرحلة».
وسيعود آبي أحمد للسودان من جديد «قريباً»، وفقاً لمستشاره، الذي أوضح أن «المحادثات سارت بشكل جيد».
من جانبه، رحب ‏المجلس العسكري بمساعي آبي أحمد للوساطة.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي، تأكيده أن المجلس «منفتح للجلوس والتفاوض للوصول إلى حل في أي وقت».
وأضافت الوكالة أن عددا من أعضاء المجلس كانوا في وداع رئيس الوزراء الإثيوبي بالمطار لدى مغادرته البلاد.
بينما رهن تحالف لجماعات المعارضة الرئيسية في السودان موافقته على استكمال المُباحثات المُستقبلية ببعض الشروط للعودة للتفاوض.
وأشار في بيان أصدره اليوم إلى أنهم «منفتحون» على وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي بينهم وبين قادة المجلس العسكري وفق شروط معينة.
وشملت هذه الشروط أن «يتحمل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم مسؤولية فض اعتصام يوم الاثنين، والذي أسفر عن سقوط قتلى، وإجراء تحقيق دولي في الواقعة وإطلاق سراح السجناء السياسيين»، كما ذكر البيان.
كما طالبوا «بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وأسرى الحرب، وإتاحة الحريات العامة وحرية الإعلام، ورفع الحصار المفروض على الشعب السوداني بسحب المظاهر العسكرية من الشوارع في كل أنحاء السودان ورفع الحظر عن خدمة الإنترنت قبل الحديث عن أي آفاق للعملية السياسية».
وقاد رئيس الوزراء الإثيوبي، الذي وصل للعاصمة اليوم، وساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بعد توقف المفاوضات بينهما عقب فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية.
وأجرى خلال زيارة للخرطوم استغرقت يوما واحدا، اليوم الجمعة، عددا من اللقاءات مع المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، كل على حدة، لتقريب وجهات النظر والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وذكرت مصادر حزبية أن قوات الأمن اعتقلت قياديا في المعارضة السودانية بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإثيوبي في الخرطوم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.