أميركا تستعيد امرأتين و6 أطفال من مخيم لـ«الدواعش» في سوريا

زوجات وأطفال من عائلات عناصر {داعش} في مخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (إ.ب.أ)
زوجات وأطفال من عائلات عناصر {داعش} في مخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (إ.ب.أ)
TT

أميركا تستعيد امرأتين و6 أطفال من مخيم لـ«الدواعش» في سوريا

زوجات وأطفال من عائلات عناصر {داعش} في مخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (إ.ب.أ)
زوجات وأطفال من عائلات عناصر {داعش} في مخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (إ.ب.أ)

أعادت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا امرأتين أميركيتين وستة أطفال من عائلات المتشددين إلى الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، في وقت تضغط السلطات الكردية على الدول الغربية لتسلّم الآلاف من مواطنيها المرتبطين بتنظيم «داعش»، بعضهم مسجون وآخرون موجودون في مخيمات، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال عبد الكريم عمر الرئيس المشارك لمكتب العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية للأكراد إن الحكومات الأجنبية تبدي الآن استعداداً أكبر لاستعادة مواطنيها ولكن «لأسباب إنسانية فقط». وقال لـ«رويترز» إنه يتوقع إرسال المزيد من النساء والأطفال الأجانب إلى بلادهم في المستقبل القريب. وأكد المتحدث باسم دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الكردية كمال عاكف لوكالة الصحافة الفرنسية أن الامرأتين الأميركيتين والأطفال كانوا في مخيم الهول الذي يؤوي آلاف الأجانب المرتبطين بتنظيم «داعش».
ومنذ إعلانها هزيمة «داعش» في مارس (آذار)، تواجه السلطات المحلية الكردية شرق سوريا تحديات جسيمة ولا سيما الأوضاع في مخيمات النازحين المكتظة، بحسب ما لاحظت وكالة الصحافة الفرنسية. وتؤوي مخيمات شمال شرقي سوريا 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات المتشددين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصصة لهم ويخضعون لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين. ونددت واشنطن مراراً بتردد الدول الأوروبية في إعادة مواطنيها من سوريا.
وقال عاكف في بيان إن العملية تمت «بناء على طلب الحكومة الأميركية... والرغبة الحرة والطوعية للمواطنين الأميركيين في العودة إلى بلادهم دون أي ضغط أو إكراه». وأضاف أن إعادتهم تمت الأربعاء، من دون أن يكشف عن هوياتهم.
وتأتي هذه المبادرة بعد يومين من تسليم خمسة أيتام نروجيين من عائلات «الدواعش» إلى النرويج، وبعد أسبوع من استعادة أوزبكستان نحو 150 امرأة وطفلاً من عائلات عناصر التنظيم.
كذلك، وفي مبادرة هي الأولى من نوعها، سمح لمئات النساء والأطفال السوريين بمغادرة مخيم الهول حيث يوجد بحسب الأمم المتحدة 74 ألف شخص بينهم أكثر من 30 ألف سوري، غالبيتهم من النساء والأطفال. وتمت العملية بالتنسيق بين الإدارة الذاتية الكردية وشيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة، بحسب الوكالة الفرنسية.
وأعلنت واشنطن في يوليو (تموز) 2018 عن إعادة أميركيين، هما رجل وامرأة أم لأربعة أطفال، متهمين بالتعاون مع تنظيم «داعش»، إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهما.
لكن فيما يتعلق بمسألة هدى مثنى التي ترغب في العودة إلى الولايات المتحدة بعدما انضمت إلى «داعش»، تؤكد السلطات الأميركية بأنها لا تحمل الجنسية الأميركية رغم أنها ولدت على الأراضي الأميركية. وباشرت عائلتها إجراءات قضائية من أجل إثبات العكس وتمكينها من العودة.
وتطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة مواطنيها من قاطني مخيمات النزوح. وقد تسلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات المتشددين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وأخرى بأعداد محدودة مثل فرنسا التي قالت إنها ستعيد فقط على الأرجح الأيتام من أطفال المتشددين الفرنسيين.
وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات المتشددين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون المقاتلين الأكراد. وحتى الآن، لم تعد فرنسا سوى أطفال أيتام إلى أراضيها. وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية، فإن نحو 450 مواطناً فرنسياً مرتبطاً بـ«داعش» موقوفون في السجون أو محتجزون في مخيمات النازحين.
ويعاني مخيم الهول من نقص كبير في الخدمات ويعيش قاطنوه في أوضاع مأساوية، بحسب الوكالة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.