إسرائيل تدفع بمشروع «القطار الهوائي» في القدس

سائحون يطلون على القدس القديمة من جبل الزيتون في القدس مارس الماضي (إ ف ب)
سائحون يطلون على القدس القديمة من جبل الزيتون في القدس مارس الماضي (إ ف ب)
TT

إسرائيل تدفع بمشروع «القطار الهوائي» في القدس

سائحون يطلون على القدس القديمة من جبل الزيتون في القدس مارس الماضي (إ ف ب)
سائحون يطلون على القدس القديمة من جبل الزيتون في القدس مارس الماضي (إ ف ب)

صادقت اللجنة القُطرية للبنى التحتية في إسرائيل، على مشروع إقامة قطار هوائي معلق لنقل اليهود والزوار إلى باحة حائط البراق في المسجد الأقصى في القدس، المسمى لدى اليهود حائط المبكى.
ورفضت اللجنة عشرات الاعتراضات التي تلقتها بهذا الشأن، وحوّلت المشروع إلى الحكومة الإسرائيلية للمصادقة عليه من أجل الشروع الفوري بتنفيذه.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع الذي بادرت إليه وزارة السياحة، ويكلف نحو 200 مليون شيكل (نحو 60 مليون دولار)، بناء 3 محطات؛ الأولى بالقرب من مجمع المحطة القديمة بالقرب من مسرح الخان، والمحطة الثانية بالقرب من موقف للسيارات قرب جبل الخليل، والثالثة على سطح مجمع «كيدم» قرب باحة حائط البراق.
وحسب المخططات، سوف تكون كل سلة قادرة على نقل 10 ركاب، وفي أوقات الذروة ستكون نحو 70 سلة تعمل على الخط، وسيبلغ طوله نحو 1400 متر. ويخطط القائمون على المشروع أن يتمكن القطار الهوائي من نقل 3000 راكب كل ساعة في أوقات الذروة.
ويعرض طاقم التخطيط لمشروع القطار الهوائي، المشروع كوسيلة من وسائل المواصلات العامة التي تهدف إلى حل مشكلة المواصلات في أرجاء البلدة القديمة، وخاصة ازدحام الحافلات السياحية هناك.
وترفض السلطة الفلسطينية هذا المشروع. وأرسلت وزارة الخارجية الفلسطينية في وقت سابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، بالتدخل السريع والعاجل لوقف تنفيذ المشروع الاستيطاني التهويدي «القطار الهوائي» بمدينة القدس المحتلة، وطرحه على جدول أعمال المجلس التنفيذي لها وإدانته واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقفه فوراً.
وعدّت الخارجية المشروع «خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية وقراراتها، وتحدياً لقرارات منظمة اليونيسكو الأممية، ولتوصيات المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية». واتهمت الخارجية «دولة الاحتلال بمؤسساتها وأذرعها المختلفة بمواصلة تعميق عمليات تهويد القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، بشتى الوسائل والأساليب».
وتعدّ مصادقة اللجنة القطرية خطوة مهمة للأمام. وقال وزارة السياحة الإسرائيلية إن المشروع سيغير وجه القدس، و«يتيح الوصول السهل والمريح للسياح والزوار إلى حائط المبكى».
وقال مسؤولون في وزارة السياحة إنهم يقدرون بأن الانتهاء من بناء التلفريك سيتم في غضون عامين. وسيكون هذا التلفريك جزءاً من نظام النقل العام في القدس. وسيربط التلفريك أحياء القدس بالبلدة القديمة. والمسار المخطط للتلفريك بمحطاته المختلفة يبلغ 1400 متر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.