إردوغان: سنواصل الاتصالات مع جميع الأطراف الخارجية إزاء شمال غربي سوريا

TT

إردوغان: سنواصل الاتصالات مع جميع الأطراف الخارجية إزاء شمال غربي سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا تواصل مباحثاتها مع كل من له علاقة بخصوص سوريا وإدلب ومنبج وشرق الفرات وما سماه «الحزام الإرهابي المزمع»، في إشارة إلى مناطق سيطرة الأكراد قرب الحدود التركية في منبج وشرق الفرات.
وأضاف إردوغان، في تصريحات للصحافيين في إسطنبول أمس (الثلاثاء)، أن مواقف تركيا ثابتة وأنها ستبقى كذلك، مؤكداً استعداده للتباحث مع نظيريه الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين «عند أي حالة طارئة بخصوص إدلب».
وأعرب عن أمله في وقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة في إدلب، مبدياً أسفه لما يجري هناك.
وقال الرئيس التركي إن لدى بلاده شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وأخرى تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، معرباً عن أسفه لدعم الولايات المتحدة ما سماها «تنظيمات إرهابية» في سوريا بالسلاح والعتاد، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، والتي ترغب تركيا في إبعادها عن حدودها.
وأضاف إردوغان: «هذا الدعم ليس بالقليل، ومن جهة أخرى؛ نحن نطلب شراء هذه الأسلحة بأموالنا؛ إلا إنها لا تبيعنا (الولايات المتحدة) إياها، وفي الحقيقة هذا أمر مثير للتفكير».
في سياق التطورات في إدلب، قال رئيس «مركز الدراسات الإسلامية» في «معهد التنمية المبتكرة» في روسيا، كيريل سيمينوف، إن تركيا يمكن أن توافق على تسليم محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، في حالة واحدة، وهي إنشاء منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا.
ورأى سيمينوف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية أمس، أنه حتى إذا نجحت تركيا في حل مشكلة «هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)»، «فمن المستبعد أن يتم حل الأزمة في إدلب بسرعة، فدمشق مصرة على استعادة السيطرة الكاملة على البلاد، وهي عازمة على استعادة جميع المناطق».
وأضاف الخبير الروسي: «بالنسبة لتركيا، من المهم الحفاظ على الوضع الحالي في إدلب، لأنه يضمن مراعاة مصالحها في المفاوضات، لكن يمكن أن توافق تركيا على تسليم إدلب، مقابل دعم مقترح إقامة المنطقة الآمنة لحل مشكلة الأكراد».
وتابع أن «القضاء على (هيئة تحرير الشام) الآن مكلف للغاية ولا يتوافق مع مهام أنقرة... كما أن موقفها منها مختلف عن موقف موسكو، فهناك يعتقدون أن للتنظيم جناحاً معتدلاً، يتألف من أولئك الذين لا يشاركون (النصرة) الآيديولوجية، لكنهم انضموا إليها لأسباب تكتيكية».
من ناحيته، عدّ رئيس «قسم دراسة الصراعات في الشرق الأوسط» في «معهد التنمية المبتكرة»، أنطون مارداسوف، أن الوضع الحالي في إدلب يعود إلى أن مذكرة سوتشي الروسية - التركية «تترك مجالاً لتأويلات مختلفة وتحتوي عناصر يصعب جداً تنفيذها، خصوصاً تلك المتعلقة بالفصل بين المتشددين والمعتدلين من فصائل المعارضة».
ورأى خبير «المجلس الروسي للشؤون الدولية»، تيمور أحمدوف، أن موسكو يمكنها التأثير على دمشق ومنع القيام بعملية واسعة النطاق في إدلب. وقال إن «أي عملية في إدلب، ستكون دموية دون دعم من سلاح الجو الروسي». وبالنظر إلى عزلة إيران، فسيكون من الصعب على دمشق تعزيز نجاح العملية في الساحة الدبلوماسية من دون مساعدة موسكو».
وبينما عدّ الخبير أنطون مارداسوف أنه لا مصلحة لروسيا في عملية في إدلب، «بل من مصلحتها تقليص المنطقة غير الخاضعة لسيطرة دمشق من دون إفساد العلاقات مع أنقرة، ومع ضمان تشغيل طريقي حلب - اللاذقية وحلب - حماة».
على صعيد آخر، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن بلاده تدعم عمليات العودة الطوعية للاجئين إلى مناطق عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» في شمال سوريا.
وأضاف صويلو، عقب مباحثات مع المفوض الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة ديميتريس أفراموبولوس، في إسطنبول، ليل الاثنين - الثلاثاء، أن عدد اللاجئين السوريين الذين فضلوا العودة طواعية إلى منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، بلغ نحو 331 ألف لاجئ.
وأشار إلى أن تركيا لا تعمل على مبادرة لمنع الهجرة غير النظامية إلى أوروبا فحسب، «لكنها أيضاً تدعم عمليات العودة الطوعية إلى منطقتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون).
ولفت صويلو إلى أن حالة عدم الاستقرار التي تسود بعض مناطق العالم، تنعكس على بلدان الجوار على شكل هجرة غير نظامية، وأن إنهاء حالة عدم الاستقرار في تلك المناطق يعدّ أفضل وسيلة لمكافحتها، مضيفاً: «نتوقع من أوروبا، على وجه الخصوص، أن تتفهم الموقف التركي بشكل أفضل، لا سيما أن الظروف الدولية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم». وقال إن بلاده نفذت كثيراً من الإجراءات الناجحة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.