غوتيريش يتجه إلى تكليف «اليونيفيل» استضافة مفاوضات ترسيم الحدود إذا تقررت

TT

غوتيريش يتجه إلى تكليف «اليونيفيل» استضافة مفاوضات ترسيم الحدود إذا تقررت

قال مصدر دبلوماسي لبناني لـ«الشرق الأوسط» إنه إذا نجحت المساعي الأميركية، ودقَّت ساعة انطلاق المفاوضات، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيكلّف قائد «اليونيفيل» استضافة المحادثات اللبنانية - الأميركية - الإسرائيلية، كما هو الوضع الحالي بالنسبة للجنة الثلاثية.
وكان قرار مجلس الأمن «1701» قد لحظ منذ صدوره، تكليف منظمة الأمم المتحدة معالجة موضوع كل ما هو حدود برية، ولم يكن هناك من ذكر لأي شيء اسمه «بحري»، باستثناء الدوريات البحرية، لمنع وصول السلاح إلى الشواطئ.
ولفت المصدر إلى أن «إسرائيل قبلت بأن تستضيف المنظمة الدولية المحادثات من دون أن تكون شريكاً، ما يعني تحت رعايتها وتحت علمها، ويحق لها تدوين محضر وهذا كله لا يشكّل مشكلة»، موضحاً أن «الجهة التي تدعو إلى جلسة المحادثات ليست هي الأمم المتحدة، وهنا يكمن الفرق مع الجهة التي تدعو إلى التفاوض، لأن الأخيرة تملك حق النظر والمناقشة والتقرير».
وأوضح المصدر أن «إسرائيل لم تقبل بمثل هذا الدور للمنظمة الدولية فيما كان يطالب لبنان بأن يتساوى الأفرقاء في حق التفاوض، كما هو الحال بالنسبة للترسيم البري».
وأشار إلى أن «لبنان يطالب بأن ترعى الأمم المتحدة المفاوضات التي تجري، إلا أن إسرائيل قبلت فقط بأن يستضيفها مقر (اليونيفيل)، وبالتالي هذه هي النقطة التي تستدعي المتابعة، إضافة إلى أن لبنان يتمسك بإنجاز الترسيم البحري والبري مرة واحدة، بينما تل أبيب تريد فقط في الوقت الحاضر إتمام الترسيم البحري، وبانتظار نتائج الاتصالات يتخذ قرار بالانصراف إلى تحديد موعد للجلسات وكيفية إدارتها، يلي ذلك تكليف الأمين العام غوتيريش قيادة (اليونيفيل) بهذه المهمة أو التريث».
وعن مهمة مدير قسم الشرق الأدنى بالوكالة السفير ديفيد ساترفيلد، وعما إذا كان سيعود إلى بيروت لاستكمال المحادثات توصلاً إلى اتفاق أم سيترك الأمر لواشنطن، وينصرف إلى تحضير نفسه لتسلم مهامه سفيراً جديداً لبلاده لدى تركيا، توقع المصدر أن تظهر النتائج في الأيام القليلة المقبلة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان ساترفيلد سيكمل مهمته كمسهّل للمحادثات أم أن ديفيد شنكر المكلف الجديد للحلول محل ساترفيلد سيكمل المهمة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.