أنقرة تعزز قواتها في ادلب وتواصل الاتصالات مع موسكو حول إدلب

TT

أنقرة تعزز قواتها في ادلب وتواصل الاتصالات مع موسكو حول إدلب

أكدت تركيا استمرار الاتصالات مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا وتحقيق الاستقرار في أقرب وقت ممكن.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: «تستمر اتصالاتنا الوثيقة مع الروس لوقف مأساة استهداف النظام للمدنيين في إدلب وتحقيق وقف لإطلاق النار مرة أخرى، وننتظر منهم ممارسة نفوذهم والضغط على النظام لوقف هذه الهجمات المنفذة من الأرض والجو على الفور».
وأشار أكار، في تصريحات ليل الأربعاء - الخميس، إلى أن استهداف النظام السوري لإدلب أدى إلى نزوح آلاف المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، موضحاً أن هذه المأساة غير مرغوب بها، وتركيا تواصل جهودها في إطار مسار آستانة واتفاق سوتشي من أجل منعها.
في السياق ذاته، تواصل تركيا تعزيز نقاط المراقبة العسكرية التابعة لها في محافظة إدلب، مع التصعيد الذي تتعرض له المنطقة من قبل قوات النظام والطيران الروسي.
وأفادت مصادر بدخول رتل تابع للجيش التركي، أمس (الخميس)، يتألف من 30 آلية من معبر كفرلوسين واتجه إلى 3 نقاط مراقبة تركية في العيس والصرمان ومورك بريف حماة الشمالي.
ويتزامن تعزيز النقاط التركية مع استمرار القصف الجوي من جانب النظام بدعم روسي، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين في الأيام الماضية.
ورغم التطورات التي تشهدها محافظة إدلب لم تسحب تركيا نقاط المراقبة الـ12 التي نشرتها بموجب اتفاق آستانة، واستمرت بتعزيزها خصوصاً نقطة شير المغار في جبل شحشبو التي قصفتها قوات النظام ومحيطها أكثر من مرة ما أدى إلى إصابة جنديين تركيين.
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن الجيش التركي لن يسحب عناصره من نقطة شير المغار أو من أي مكان آخر.
واتفقت تركيا وروسيا في سوتشي، في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام بعمق 15 كيلومتراً في إدلب و20 كيلومتراً في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على سحب الأسلحة الثقيلة للفصائل وإخراج المجموعات المتشددة من إدلب وفتح الطرق الرئيسية حولها. واتهمت موسكو أنقرة مراراً بالتقصير في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق لا سيما فيما يتعلق بإخراج المجموعات المتشددة والإرهابية، وفي مقدمتها جبهة النصرة، وفتح الطرق وكذلك إقناع «النصرة» بتسيير روسيا دوريات عسكرية في إدلب.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، في جلسة أمام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، إن «الحديث لا يدور عن عملية واسعة النطاق في إدلب وذلك لن يحدث»، مشدداً على التزام روسيا بالاتفاق المبرم مع تركيا.
ولفت إلى أن نفوذ هيئة تحرير الشام انتشر على 99% من مساحة منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال 6 أشهر، بعد أن كان يمثل 60% حتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وحذرت هيئة تحرير الشام (التي تشكّل «النصرة» قوامها الرئيس)، والتي تسيطر على جزء كبير من إدلب، من وصول الجيش السوري إلى الحدود التركية، داعية أنقرة إلى تعزيز مواقعها بالمنطقة، واتباع سياسة تقوم على التدخل بصورة أكبر لمنع تقدم قوات النظام، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إلى زيادة تسليح الفصائل المسلحة الموالية لتركيا من جانب أنقرة للتصدي لقوات النظام.
وقال فواز هلال، قائد الهيئة التي تطلق على نفسها اسم حكومة التحرير وتتبع هيئة تحرير الشام، إنه يتوجب على تركيا تعزيز نقاط المراقبة الاثنتي عشرة بشكل عاجل، محذراً من تقدم قوات الأسد إلى الحدود التركية في حال عدم استجابة تركيا لذلك.
وأشار هلال، في مقابلة مع «رويترز»، إلى إصابة جنديين تركيين جراء النيران التي أطلقها الجيش السوري مطلع مايو (أيار) الحالي، مضيفاً: «سُمح بإقامة المواقع التركية على أمل أن توفر الحماية للمدنيين، لكن الحقائق تعكس عجز هذه المواقع عن حماية نفسها. نأمل أن يحمي الجانب التركي هذه المواقع والمناطق التي دخلها وأن يتم منع تحليق وقصف الطيران السوري والروسي لتلك المناطق».
وفر 180 ألفاً على الأقل مع احتدام القتال في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، وأودى قصف القوات الحكومية بحياة العشرات على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
على صعيد آخر، أعلنت جامعة غازي عنتاب التركية أنها ستفتتح عدداً من كليات تعليمية تابعة لها في مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» التي تسيطر عليها تركيا وفصائل سورية موالية لها شمال سوريا.
وقال رئيس الجامعة علي غور، إن جامعة غازي عنتاب تولت خدمات التعليم العالي في مناطق شمال سوريا، مشيراً إلى تحسن الأوضاع التعليمية في المنطقة يوماً بعد آخر، وإنهم يبذلون جهوداً كبيرة لتلبية احتياجات المنطقة في المجال التعليمي، لافتاً إلى افتتاحهم العام الماضي معهداً عالياً للتعليم المهني في مدينة جرابلس.
وذكر أنهم تواصلوا مع المجالس المحلية في شمال سوريا، ومع السلطات التركية المشرفة على المنطقة، للتنسيق حول افتتاح الكليات وأنه زار المنطقة بنفسه واطّلع على الوضع التعليمي هناك واحتياجات المنطقة في هذا الخصوص.
وتابع: «تقدمنا بطلب لمجلس التعليم العالي التركي لافتتاح كليات في مدن الباب وإعزاز ومارع، وسنبدأ بقبول الطلاب السوريين فور الموافقة على طلبنا. كما نعتزم إضافة أقسام أخرى إلى المعهد المهني في جرابلس، وسيتم القبول وفق قواعد مجلس التعليم العالي التركي».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.