طلاب الطب المغاربة يتظاهرون في الرباط ويهددون بمقاطعة الامتحانات

TT

طلاب الطب المغاربة يتظاهرون في الرباط ويهددون بمقاطعة الامتحانات

تظاهر مئات الطلبة الأطباء المغاربة، أمس، في مسيرة احتجاجية بالرباط لمطالبة الحكومة بالاستجابة لمختلف المطالب التي ينادون بها منذ فبراير (شباط) الماضي، وهددوا بمقاطعة الامتحانات وتسجيل سنة بيضاء في مختلف كليات الطب بالبلاد.
وتأتي المسيرة استجابة للدعوة التي وجهتها التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، انطلاقا من مقر وزارة الصحة في اتجاه البرلمان، والتي ردد فيها المحتجون شعارات غاضبة من الحكومة ووزارتي الصحة والتعليم، وحملوهم مسؤولية الوضع.
ويطالب الطلبة الأطباء الحكومة بعدم السماح بإدماج طلاب القطاع الخاص في التداريب بالمستشفيات العمومية، بالإضافة إلى منع خريجي كليات الطب الخاصة من الترشح لاجتياز المباراة الداخلية وللإقامة إلى جانب طلاب الجامعات العمومية، معتبرين أن هذا الأمر «ضرب لمبدأ تكافؤ الفرص وإزالة الضبابية عن النظام الجديد لدراسة الطب».
وندد الطلبة الأطباء بـ«المنع» الذي حال دون سفر زملائهم من طلاب جامعة أكادير (جنوب البلاد) إلى الرباط، للمشاركة في المسيرة الوطنية، من دون الكشف عن الجهة التي منعتهم من السفر. وأعلن عدد من الطلبة الأطباء في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم فوجئوا بقرارات المنع من السفر؛ حيث أكدوا أن العاملين في «شبابيك التذاكر الخاصة بشركات النقل امتنعوا عن منحهم التذاكر الرابطة بين أكادير والرباط».
وتأتي المسيرة الاحتجاجية للطلبة الأطباء بعد يوم واحد من الاتهامات التي وجهتها الحكومة لجهات من خارج الجامعات بدفعهم إلى الاحتجاج ومقاطعة الامتحانات، واتهمت ممثليهم في جلسات الحوار مع وزارتي الصحة والتعليم بحجب حقيقة العرض الذي تقدمه الحكومة لهم.
وعقد وزيرا الصحة والتعليم، أول من أمس، لقاء صحافيا حول الموضوع أكّدا فيه على أن الحكومة تواجه مشكل غياب مخاطب حقيقي يمكن أن يلتزم بمخرجات الحوار مع الحكومة؛ حيث أفاد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بأن «المخاطب ليست له سلطة تقريرية من أجل التوصل إلى حل للملف».
وقال أمزازي إن الحكومة استجابت بأزيد من 90 في المائة من مطالب الطلبة الأطباء، معتبرا أن تمسكهم بمقاطعة الدراسة والامتحانات يتم لـ«ظروف أخرى لا علاقة لها بالجانب التربوي»، مؤكدا استعداد الحكومة للتحاور بشأن النقطتين الخلافيتين.
ودعا أمزازي أسر الطلاب من أجل العمل على إقناع أبنائهم بضرورة اجتياز الامتحانات، مشددا على أن الحكومة حريصة على توفير الشروط والظروف المواتية لإجراء الامتحانات في موعدها المحدد، و«من سيقاطع، سيعتبر راسبا ولن تكون هناك سنة بيضاء».
وأضاف أمزازي في رسالة للطلبة والآباء: «نناشد الآباء من أجل تجاوز هذه الأزمة التي ليست في مصلحة أي طرف، لا الدولة ولا الطلبة ولا المجتمع»، مشددا على الحاجة إلى «الأطباء من أجل سد النقص الحاصل في القطاع الصحي».
من جانبه، قال وزير الصحة أنس الدكالي إن الحكومة عقدت خمس جلسات حوار مع الطلبة الأطباء من دون التوصل إلى حل رغم الاستجابة لغالبية مطالبهم، لافتا إلى أن هناك جهات من خارج الطلاب تسيرهم وتدفعهم إلى التصعيد. وأضاف الدكالي: «لا نحس بأننا مع طلبة، ولا نلمس نية حقيقية لديهم للوصول إلى نتائج»، وحذر من مقاطعة الامتحانات واعتبرها «مغامرة». كما أشار إلى أن جهات لم يسمها «لا تعترف بالمؤسسات ولا يهمها مصلحة الوطن تعمل على استغلال الوضع الاجتماعي والتوترات التي تشهدها بعض الملفات». وجدد المسؤول الحكومي التأكيد على أن الحكومة حسمت قرارها، وملتزمة بأن «سيناريو السنة البيضاء لن يقع والامتحانات ستتم في وقتها، ومن سينجح سينجح، ومن سيقاطع سيكرر السنة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.