الإعدام لفرنسي رابع في العراق... وباريس تعارض العقوبة «من حيث المبدأ»

بعد إدانته بالانتماء لـ«داعش»

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد (أرشيف - أ.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد (أرشيف - أ.ب)
TT

الإعدام لفرنسي رابع في العراق... وباريس تعارض العقوبة «من حيث المبدأ»

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد (أرشيف - أ.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد (أرشيف - أ.ب)

أصدرت محكمة في بغداد اليوم (الاثنين) حكما بالإعدام على فرنسي رابع دين بالانتماء إلى تنظيم «داعش» غداة الحكم على ثلاثة آخرين بعد إدانتهم بالتهمة نفسها، فيما أعلنت باريس معارضتها لعقوبة الإعدام من حيث المبدأ، مؤكدةً احترامها لسيادة العراق. 
وقال القاضي أحمد محمد علي، للفرنسي المدان مصطفى المرزوفي إن «الدلائل والاعترافات تظهر أنك انضممت لتنظيم داعش، وعملت في فرعهم العسكري، ونحكمك بالإعدام شنقا بحسب القانون 4 إرهاب».
إلى ذلك، علقت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم على أحكام الإعدام في العراق، وقالت إنها تعارض عقوبة الإعدام من حيث المبدأ، لكنها أضافت أنها تحترم السيادة العراقية.
وقالت الوزارة في بيان: «السفارة الفرنسية في العراق، بموجب دورها في تقديم الحماية القنصلية، تتخذ الخطوات الضرورية لإيضاح موقفها (المعارض لعقوبة الإعدام) للسلطات العراقية».
وأضافت الوزارة أنها تحترم سيادة السلطات العراقية وأن من ينتمون لـ«داعش» «يجب أن يعاقبوا على جرائمهم» التي تصل عقوبتها إلى الإعدام في العراق.
وكانت محكمة في بغداد قد أصدرت أمس (الأحد)، أحكاما بالإعدام للمرة الأولى على ثلاثة فرنسيين أدينوا بالانتماء إلى «تنظيم داعش»، بحسب ما قال مسؤول قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأشار المسؤول إلى أن المحكومين هم كيفن غونو وليونار لوبيز، وسليم معاشو، الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، ونقلوا مع تسعة فرنسيين آخرين إلى العراق في فبراير (شباط) الماضي.
وكان لوبيز، وهو من سكان باريس في الثانية والثلاثين من عمره، يعمل في مكتبة لبيع الكتب الإسلامية خلال العقد الأول من القرن الحالي، وأحد العناصر الأكثر نشاطا في موقع «أنصار الحق»، أبرز منصات المتشددين الذين يتحدثون الفرنسية.
وقد اتخذ لوبيز لنفسه لقب «أبو إبراهيم الأندلسي» بعد انتمائه إلى «تنظيم داعش» وعاش مع متشددين شجع لديهم التطرف ونفذوا في فرنسا هجمات دامية.
غادر لوبيز فرنسا في يوليو (تموز) 2015 أثناء خضوعه للمراقبة القضائية بسبب نشاطاته على الموقع، مع زوجته وطفليهما، وعاش في البدء بالموصل شمال العراق، ثم انتقل إلى سوريا، وفق المحققين الفرنسيين.
حكم عليه في يوليو 2018 غيابيا بالسجن خمس سنوات في ملف «أنصار الحق»، وصدرت أوامر باعتقاله من قبل المحاكم الفرنسية. لكن أجهزة المخابرات تتبعت نشاطاته خصوصا منذ تأسيسه جمعية «سنابل» التي حلتها الحكومة الفرنسية نهاية عام 2016 لمساهمتها بتحويل السجناء إلى متطرفين تحت غطاء عملها لتقديم مساعدات لهم.
أما كيفن غونو المولود في بلدة فيجاك جنوب غربي فرنسا (32 عاما)، واعتقل في سوريا مع أخيه غير الشقيق توماس كولانغ (31 عاما) ووالدته وزوجته، فقد قال في اعترافاته التي أدلى بها للسلطات في العراق، إن والده انضم إلى «داعش» وقتل خلال معارك في الرقة. وأضاف أنه دخل إلى سوريا بشكل غير شرعي عبر تركيا والتحق فور وصوله بجبهة النصرة قبل أن يبايع زعيم «تنظيم داعش» أبو بكر البغدادي.
وتقول السلطات القضائية العراقية إن هذا الرجل الذي يطلق على نفسه اسم «أبو سفيان»، شارك في القتال إلى جانب المتشددين في سوريا والعراق. وصدر بحقه في فرنسا حكم غيابي بالسجن تسع سنوات، حسب مركز تحليل الإرهاب في باريس.
والمحكوم الثالث سليم معاشو البالغ من العمر 41 عاماً، التحق بكتيبة «طارق بن زياد» التابعة لـ«تنظيم داعش» بقيادة عبد الإله حيميش وهو من لونيل، وفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي.
وبحسب السلطات الأميركية، ضمت هذه الكتيبة 300 عنصر من الأجانب الأوروبيين منفذي الهجمات في العراق وسوريا وغيرها.
ووفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي، استضاف معاشو في الرقة جوناثان جيفروا وهو فرنسي أعتقل في سوريا وتم تسليمه للقضاء الفرنسي.
وكشف جيفروا وهو من تولوز عن الكثير من المعلومات، خصوصا فيما يتعلق بالأخوين كلان. ويشار إلى أن ابنة شقيقهما متزوجة من كيفن غونو.
ومن المفترض أن يحاكم قريبا تسعة فرنسيين ممن تورطوا في الانتماء إلى التنظيم الإرهابي.
وأعلن العراق مؤخرا استعداده لمحاكمة المتشددين الأجانب الذين قبض عليهم في العراق أو في سوريا، وخصوصا الموجودين في قبضة قوات سوريا الديمقراطية بعد استعادة السيطرة على آخر جيب لـ«تنظيم داعش» شرق البلاد.
وينص القانون على عقوبة الإعدام بتهمة الانتماء إلى الجماعات الارهابية حتى لغير المشاركين في أعمال قتالية.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.