بعد احتفاء «غوغل» بذكرى اكتشافها... تعرف على «سفينة خوفو»

بعد احتفاء «غوغل» بذكرى اكتشافها... تعرف على «سفينة خوفو»
TT

بعد احتفاء «غوغل» بذكرى اكتشافها... تعرف على «سفينة خوفو»

بعد احتفاء «غوغل» بذكرى اكتشافها... تعرف على «سفينة خوفو»

احتفى محرك البحث «غوغل» اليوم (الأحد)، بالذكرى الخامسة والستين لاكتشاف سفينة خوفو التي عرفت بـ«مراكب الشمس» وتقع عند قاعدة الهرم الأكبر بأهرامات الجيزة.
وعدل «غوغل» شعاره الرسمي إلى صورة للمركب وعليه نقوش باللغة الفرعونية القديمة.
وفي عام 1954 اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، عُثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، كان عدد أجزاء المركب 1224 قطعة، من ضمنها خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه ومقصورة.
أُعيد تركيب سفينة الشمس الأولى فبلغ طولها 42 متراً، وسُميت بمركب الشمس وسُميت أيضاً سفينة خوفو.
ويشابه المركب في شكله مركب البردي، وقد استغرق إعادة تركيبه نحو 10 سنوات، ووضع في متحفه للعرض في عام 1982 بجانب الهرم الأكبر خوفو بالجيزة.
ويبلغ عمر السفينة الخشبية نحو 4600 عام، وقد ذُكر أنها مصممة تصميماً جيداً بحيث لا يزال بإمكانها الإبحار إذا تم إطلاقها في نهر النيل اليوم، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الإندبدندت» البريطانية.
وكانت السفن الجنائزية تستخدم في مصر القديمة للذهاب لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة.
ورغم اكتشاف القارب منذ 65 عاماً فإنه لا يزال لغزاً، ويعتقد المؤرخون أنه تم وضعه داخل هرم الفرعون خوفو الذي دُفن فيه للسماح له بالإبحار عبر السماء بعد موته مع إله الشمس رع.
وتبين وجود خدوش على المركب عند استخراجه، كما لو كان يستخدم في عهد الملك، ولكن الملاخ يعتقد بأن المركب لم ينزل إلى الماء. كما توجد آثار وبقايا لأخشاب في موقع الهرم تدل على أن مركب الشمس قد تمت صناعته في ذلك الموقع.
وفي عام 1987 بيّنت كاميرات صغيرة أدخلت في الحفرة الثانية أن مركباً آخر موجود ومفكك. ويعتقد عالم الآثار الألماني «هاس» أنها لمركب شراعي، وبعد عدة سنوات من التجهيزات بدأ في عام 2009 مجموعة من الباحثين اليابانيين من جامعة واسيدا، طوكيو، وبالتعاون مع وزارة الآثار المصرية فحص محتويات الحفرة الثانية. وبدأ استخراج أجزاء المركب من الحفرة الثانية في يونيو (حزيران) 2013.
يذكر أن العالم المصري كمال الملاخ الذي درس الآثار في معهد الآثار وحصل على ماجستير الآثار المصرية وفقه اللغة المصرية القديمة على يد عالم الآثار الفرنسي أيتيندريتون، قد اكتشف «مراكب الشمس» وإخراجها إلى النور بعد أن ظلت في باطن الأرض نحو 4600 سنة.
وأحدث هذا الكشف صدى هائلاً لدى الدوريات المهتمة بالآثار القديمة وتعرف قيمتها، فظهرت صورة الملاخ على غلاف مجلة «التايم» البريطانية وأفردت له العديد من صفحاتها.
وأصدرت الدار المصرية اللبنانية عن هذا الاكتشاف كتاباً بعنوان «مراكب خوفو حقائق لا أكاذيب» للمؤلف مختار السويفي الذي تناول عرضاً رائعاً وشاملاً عن قصة مراكب الملك خوفو مع مجموعة كبيرة ونادرة من الصور.
ونال الملاخ تقديراً محلياً ودولياً، فقلّده الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وساماً رفيعاً، كما فاز بجائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلات عام 1972 وجائزة الدولة التقديرية.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».