رئيس الجمهورية يصادق على قرار تعيين محافظ نينوى الجديد

مجلس كربلاء يقيل محافظها بدعوى الفساد

TT

رئيس الجمهورية يصادق على قرار تعيين محافظ نينوى الجديد

أصدر رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح، أمس، مرسوماً يقضي بتعيين منصور المرعيد محافظاً لنينوى، خلفاً للمحافظ السابق نوفل العاكوب الذي أقاله البرلمان الاتحادي على خلفية اتهامات بالفساد والإهمال بعد غرق عبارة في نهر دجلة بالموصل في مارس (آذار) الماضي.
وجاءت مصادقة رئاسة الجمهورية بعد 10 أيام من تصويت مجلس محافظة نينوى بالإجماع على اختيار المرعيد لمنصب المحافظ. وتشترط المادة «26» من قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم، إصدار مرسوم من رئيس الجمهورية بتعيين المحافظ.
ولم تنجح الاعتراضات التي صدرت عن «تحالف القرار» الذي يتزعمه السياسي الموصلي أسامة النجيفي، أو «تحالف النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي، في إيقاف ما «عُدّت» صفقة بين «تحالف البناء» و«الحزب الديمقراطي الكردستاني» لتمرير المحافظ الجديد منصور المرعيد الذي ينتمي إلى «تحالف العطاء» الذي يتزعمه مستشار الأمن الوطني ورئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض.
وترى بعض الاتجاهات الموصلية المعارضة لاختيار المحافظ منصور المرعيد أن «(الحشد الشعبي) بات يسيطر عملياً على نينوى، من خلال المنصب التنفيذي الأول ممثلاً بالمحافظ والنفوذ العسكري الذي يتمتع به في المحافظة».
من جانبه، يرى عضو مجلس محافظة نينوى ضحوي جفال الصعيب أن «في نينوى اليوم وبعد التخلص من (داعش)، لم تعد للجوانب الطائفية أهمية في اختيار هذه الشخصية أو تلك، والمحافظ الجديد من أبناء نينوى وإن كان ينتمي سياسياً إلى قائمة رئيس (الحشد الشعبي) فالح الفياض».
ويقول الصعيب في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مصادقة رئاسة الجمهورية على تعيين المحافظ إجراء روتيني نص عليه قانون المحافظات». ويقر الصعيب، وهو من الأعضاء المعترضين والمنسحبين من جلسة التصويت على المحافظ الجديد التي عقدت قبل 10 أيام، بأن «الجلسة كانت صحيحة من الوجهة القانونية؛ إذ أعلن عنها قبل يومين حسب الأصول المرعية، وتم التصويت بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس». لكنه يتوقع «عدم نجاح المحافظ الجديد في مهمته، نظراً لقصر المدة التي تفصلنا عن انتخابات المجالس المحلية، إلى جانب التحديات الكبيرة المتعلقة بالإعمار والأمن والاقتصاد التي سيواجهها في نينوى».
وبشأن الأسباب التي تقف وراء تفضيل منصور المرعيد منصب المحافظ على عضويته الحالية في مجلس النواب الاتحادي، يرى الصعيب أن «منصب المحافظ أفضل بكثير للطموحين من عضوية مجلس النواب، وهو منصة جيدة للفوز بالانتخابات اللاحقة، وسبق أن فضّل رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، منصب محافظ الأنبار على عضوية البرلمان في الدورة الماضية».
من جهة أخرى، صوت مجلس محافظة كربلاء (100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة بغداد) بالأغلبية المطلقة على إقالة المحافظ عقيل الطريحي على خلفية اتهامات بالفساد وسوء الإدارة والتقصير في أداء الواجب. وصوت بالإقالة 17 من أصل 26 عضواً هو عدد الحاضرين للجلسة الاستثنائية. وكان مجلس كربلاء صوت، الثلاثاء الماضي، على عدم قناعته بأجوبة المحافظ عقيل الطريحي غيابياً.
وسبق لمجلس كربلاء التصويت على إقالة الطريحي نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، لكن المحكمة الإدارية طعنت في قانونية جلسة التصويت حينذاك وقررت إعادته إلى منصبه.
وفي حين عدّ عضو المجلس محمد الموسوي، أمس، أن جلسة إقالة المحافظ «غير قانونية، لعدم حضور المحافظ في الجلسة»، وتوقع أن تقوم المحكمة الإدارية، مرة أخرى، برد قرار الإقالة، يقول العضو الآخر في مجلس كربلاء محمد الطالقاني إن «قرار الإقالة صحيح ومستوفٍ للشروط القانونية». ويوضح الطالقاني ذلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «في جلسة الإقالة السابقة كانت لدينا بعض الأخطاء؛ منها مثلاً: حضور 14 عضواً فقط، مما دفع المحكمة الإدارية إلى رد قرار الإقالة. أما هذه المرة، فلدينا الأغلبية المطلقة، ولا مجال لعودة المحافظ المقال مجدداً».
ويرى الطالقاني أن «عدم حضور المحافظ إلى جلسة التصويت والاستجواب لا يقدح في قرار إقالته، لأن المجلس سبق أن طلب منه الحضور مرتين فرفض، فكان واجب المجلس استجواباً غيابياً، ومن ثم التصويت على عدم القناعة بأجوبته».
وعن أهم الأسباب التي دفعت بالمجلس إلى إقالة المحافظ، كشف الطالقاني عن «وجود نحو 15 ملفاً ضد المحافظ، تتراوح بين الفساد والإهمال في أداء الوظيفة والهدر في المال العام». وبشأن توقعاته للمحافظ الجديد، أكد الطالقاني أن «المجلس مصمم هذا المرة على اختيار محافظ من بين أعضائه، وليس من الخارج كما حدث في حالة المحافظ المقال عقيل الطريحي».



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.