وثائق إسرائيلية تثير شكوكا حول صحة الاتهامات لحماس بالتخطيط لانقلاب في الضفة

استطلاع فلسطيني: تقدم شعبية الحركة على فتح لأول مرة منذ 2006

وثائق إسرائيلية تثير شكوكا حول صحة الاتهامات لحماس بالتخطيط لانقلاب في الضفة
TT

وثائق إسرائيلية تثير شكوكا حول صحة الاتهامات لحماس بالتخطيط لانقلاب في الضفة

وثائق إسرائيلية تثير شكوكا حول صحة الاتهامات لحماس بالتخطيط لانقلاب في الضفة

أثارت وثائق تحقيق إسرائيلية شكوكا كبيرة حول صحة اتهامات جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) لحركة حماس بالتحضير لانقلاب في الضفة الغربية على السلطة الفلسطينية، وذلك في وقت أظهر فيه استطلاع للرأي أجراه مركز فلسطيني للبحوث في الضفة وغزة تقدم شعبية حماس على سواها من الفصائل الفلسطينية لأول مرة منذ فازت في الانتخابات التشريعية في 2006.
ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نص وثائق للتحقيق مع ناشط من حماس يدعى رياض ناصر، كُشفت خلال عرضها على المحكمة العسكرية في معتقل «عوفر» الإسرائيلي غرب رام الله، وقال فيها ناصر إن «حماس هيأت نفسها لملء الفراغ الذي يمكن أن تتركه حركة فتح كسلطة حاكمة في الضفة الغربية انطلاقا من الفرضية القائلة إن أيام حكم السلطة الفلسطينية أوشكت على نهايتها». وتشير الوثائق إلى أن التحقيق مع ناصر تضمن حديثا في القضايا السياسية، بما في ذلك وضع حركة حماس في الضفة الغربية والعلاقة مع السلطة ومع الخارج وحال التنظيم وأسماء نشطاء، ولا يوجد فيه نص صريح بالتخطيط للانقلاب. وكتبت «هآرتس» أنه بالتدقيق في شهادة ناصر يتضح أن «(الشاباك) تعامل مع الأمر بكثير من التضخيم والمبالغة».
وكان «الشاباك» أعلن الشهر الماضي أنه أحبط محاولة للانقلاب على السلطة الفلسطينية، من خلال ضبط شبكة لحماس كانت تخطط لذلك. وهو الأمر الذي نفته حماس فورا معلنة أنها مهتمة بالوحدة الوطنية والاستمرار في طريق المصالحة، ومتهمة إسرائيل بمحاولة ضرب علاقة الحركة بالسلطة، خصوصا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمر بمتابعة الأمر آنذاك. واتضح لاحقا أن إسرائيل أبلغت عباس بالأمر وأنه عاتب حماس على ذلك.
وشهدت العلاقة أخيرا بين حماس والسلطة توترا كبيرا، إثر اتهامات للحركة الإسلامية بالاعتداء على عناصر فتح في غزة وتشكيلها حكومة ظل، وطلبت حماس من فتح التوقف عن «تشويه المقاومة».
وفي هذا الوقت، أظهر استطلاع حديث للرأي أن حركة حماس ستفوز في الانتخابات التشريعية لو جرت اليوم، بحيث يتفوق نائب رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية على كل من الرئيس محمود عباس، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، في الانتخابات الرئاسية. وقال المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، الذي أجرى الاستطلاع، إنه «لو جرت انتخابات رئاسية اليوم فإن إسماعيل هنية سيفوز بسهولة على الرئيس عباس، وستحصل حماس على النسبة الأكبر من الأصوات في الانتخابات البرلمانية». وأضاف «من اللافت للنظر أن حجم الازدياد في شعبية حماس وقادتها غير مسبوق منذ عام 2006».
وحسب الاستطلاع، فإنه «لو جرت انتخابات رئاسية جديدة اليوم وترشح فيها اثنان فقط هما محمود عباس وإسماعيل هنية، فسيحصل هنية، ولأول مرة منذ السؤال عن شعبيته قبل ثماني سنوات، على أغلبية كبيرة تبلغ 61 في المائة، ويحصل عباس على 32 في المائة فقط. حيث تبلغ نسبة التصويت (الفرضية) لهنية 53 في المائة في قطاع غزة، و66 في المائة في الضفة، أما عباس فيحصل على 43 في المائة في القطاع و25 في المائة في الضفة».
وجاء أيضا «أما لو كانت المنافسة بين الرئيس عباس والبرغوثي وهنية، فإن هنية سيحصل على 48 في المائة، والبرغوثي على 29 في المائة، وعباس على 19 في المائة، وتبلغ نسبة التصويت 80 في المائة».
وردا على سؤال لو جرت انتخابات برلمانية جديدة بمشاركة كل القوى السياسية، اتضح أن 78 في المائة سيشاركون بها وتحصل قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس على النسبة الأكبر 46 في المائة، وفتح على 31 في المائة، وتحصل كل القوائم الأخرى مجتمعة على 7 في المائة، وتقول نسبة 17 في المائة إنها لم تقرر بعد لمن ستصوت.
وقالت أغلبية من 69 في المائة إنها تريد إجراء الانتخابات خلال بضعة أشهر وحتى ستة أشهر، و14 في المائة يريدون إجراءها بعد سنة أو أكثر، و12 في المائة لا يريدون إجراء انتخابات. وجاء هذا التفوق بعد أيام من نهاية حرب استمرت 50 يوما في غزة.
وقال المركز «تشير نتائج هذا الاستطلاع الخاص بالحرب في قطاع غزة إلى تحولات دراماتيكية في مواقف الجمهور من قضايا أساسية، ولا شك أن الحرب على غزة هي الدافع وراء هذه التغيرات». وأضاف «كما كان متوقعا وكما رأينا في الاستطلاعات السابقة التي قمنا بها أثناء أو مباشرة بعد حروب سابقة ضد حركة حماس، فإن النتائج تشير إلى ارتفاع كبير في شعبية حماس وقادتها وانخفاض كبير في شعبية حركة فتح والرئيس عباس».
وتبيّن أن 79 في المائة من الفلسطينيين يعتقدون أنّه على الرغم من عدد القتلى الكبير، فإن حماس قد انتصرت في حرب غزّة. ويعتقد 63 في المائة أن اتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة تلبّي المتطلّبات الفلسطينية، وأغلبية ساحقة بلغت 86 في المائة تؤيد استمرار إطلاق النار من غزة في حال استمر الحصار عليها. ويعتقد 94 في المائة ممن أجروا الاستطلاع أن حماس تدبّرت الحرب بصورة جيدة.
أما حول دعم القطاع، فقال 64 في المائة إن «إيران وتركيا وقطر هم مَن وقفوا إلى جانب قطاع غزة، في حين يعتقد 9 في المائة فقط أن مصر هي من ساعدت القطاع في ذلك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.