في غياب حامل اللقب ووصيفه تنطلق فعاليات النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم للشباب في بولندا اليوم بلقاء صاحب الأرض مع نظيره الكولومبي في مباراة الافتتاح الرسمي التي تسبقها مباراة بين منتخبي تاهيتي والسنغال.
ويشارك في البطولة 24 منتخبا من بينهم السعودي والقطري اللذين يرفعان الراية العربية في هذه النسخة.
وتترقب أنظار الملايين من مشجعي كرة القدم في العالم وكذلك كشافو النجوم هذه البطولة للتعرف على نجوم المستقبل واقتناص الفرصة للحصول على مواهب جديدة لدعم الأندية في أوروبا وخارجها.
وأوقعت قرعة هذه النسخة منتخب بولندا صاحب الأرض مع كولومبيا وتاهيتي والسنغال في المجموعة الأولى. وضمت الثانية المكسيك وإيطاليا واليابان والإكوادور. والثالثة هندوراس ونيوزيلندا وأوروغواي والنرويج، فيما تضم الرابعة قطر ونيجيريا وأوكرانيا والولايات المتحدة، وفي الخامسة السعودية وفرنسا ومالي وبنما. وفي المجموعة السادسة البرتغال وكوريا الجنوبية والأرجنتين وجنوب أفريقيا.
وتستضيف بولندا المنافسات في ستة استادات بست مدن هي جدينيا وبييلسكو بياوا وبيدغوشت وووتش ولوبلين وتيخي، وتستمر حتى 15 يونيو (حزيران) المقبل.
وتقام منافسات الدور الأول بنظام دوري من دور واحد بين المنتخبات الأربعة في كل مجموعة على أن يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني وأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث إلى دور الستة عشر.
ويغيب عن هذه النسخة من البطولة منتخبا إنجلترا وفنزويلا اللذين خاضا المباراة النهائية للنسخة الماضية عام 2017 في كوريا الجنوبية والتي توج فيها المنتخب الإنجليزي باللقب إثر فوزه 1 - صفر في النهائي على فنزويلا.
كما تفتقد هذه النسخة أحد أهم المنتخبات في تاريخ البطولة وهو المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) الذي يغيب عن البطولة للنسخة الثانية على التوالي رغم فوزه باللقب خمس مرات سابقة.
وعلى مدار 21 نسخة ماضية، كانت لقارة أميركا الجنوبية اليد العليا في بطولات كأس العالم للشباب حيث أحرزت اللقب 11 مرة مقسمة بين المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي فيما كانت ألقاب النسخ العشر الباقية من نصيب ثمانية منتخبات أخرى.
ويستحوذ المنتخب الأرجنتيني على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بكأس العالم للشباب، حيث أحرز اللقب (6 مرات) مقابل خمسة ألقاب لمنافسه التقليدي البرازيل، فيما كان المنتخبان البرتغالي والصربي هما فقط من توجا باللقب أكثر من مرة واحدة من بين جميع المنتخبات الأخرى. وفاز المنتخب الصربي باللقب عام 2015 وسبقه آخر عام 1987 باسم يوغسلافيا.
وسجلت منتخبات إنجلترا وإسبانيا والاتحاد السوفياتي السابق وألمانيا الغربية وفرنسا من القارة الأوروبية أسماءها في السجل الذهبي للبطولة برصيد لقب واحد فقط لكل منها مقابل لقب وحيد للقارة الأفريقية وكان من نصيب المنتخب الغاني.
ومع غياب المنتخب البرازيلي عن النسخة الجديدة، وعدم ظهور المنتخب الأرجنتيني بنفس المستوى الذي كان عليه كما في الماضي، تبدو الفرصة سانحة أمام القارة الأوروبية لإحراز اللقب الرابع على التوالي ومعادلة رصيد أميركا الجنوبية.
ورغم مرور 18 عاماً، لا يزال رقم النجم الأرجنتيني خافيير سافيولا صامداً كأبرز هداف في تاريخ بطولات كأس العالم للشباب حيث أحرز 11 هدفاً في نسخة 2001. التي استضافتها بلاده وتوجت باللقب عن جدارة.
ومنذ انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم للشباب للمرة الأولى في 1977. قدمت البطولة العديد من المواهب الهجومية والتهديفية التي أسعدت العالم بأهدافها لسنوات طويلة لاحقة.
ودائماً ما كانت بطولة العالم للشباب على موعد مع إطلاق نجوم تغنت الجماهير بأسمائهم بعد ذلك مثل النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا ومواطنيه ليونيل ميسي وسيرجيو أغويرو اللذين يسطعان حالياً في ملاعب الساحرة المستديرة.
وكانت النسخة الأولى التي استضافتها تونس عام 1977 مؤشراً على نجاح كأس العالم للشباب، حيث شهدت تنافساً هائلا أسفر عن فوز منتخب الاتحاد السوفياتي باللقب بعد تغلبه 9 - 8 بركلات الترجيح على نظيره المكسيكي في المباراة النهائية التي انتهت بالتعادل 2 - 2. بينما شهدت النسخة الثانية سطوع النجم الأرجنتيني الشهير دييغو مارادونا الذي قاد بلاده للقب لتبدا أسطورة نجم التانغو. أما البطولة الرابعة فأقيمت عام 1983 بالمكسيك واستغلها المنتخب البرازيلي لتدوين اسمه في سجل الذهب على حساب منافسه التقليدي الأرجنتين 1 - صفر في النهائي. وشهدت البطولة بزوغ عدد من النجوم منهم البرازيليان كارلوس دونغا وبيبيتو والهولندي ماركو فان باستن والإيفواري يوسف فوفانا.
وشهدت النسخة السابعة التي استضافتها السعودية عام 1989 وفازت بها البرتغال، إطلاق الجيل الذهبي للكرة البرتغالية بقيادة لويس فيغو ومعه روي كوستا وجواو بينتو وغيرهم ممن تركوا بصمة حقيقية على الساحتين الأوروبية والعالمية لسنوات عديدة.
وفي نسخة ماليزيا عام 1997، التي فاز بها المنتخب الأرجنتيني انطلقت نجومية استيبان كامبياسو وخوان رومان ريكيلمي وبابلو إيمار نجوم التانغو، والأوروغواياني مارسيلو زالاييتا والإنجليزي مايكل أوين والفرنسي تييري هنري.
وكانت النسخة الثانية عشرة التي استضافتها نيجيريا عام 1999 وفاز بها منتخب إسبانيا هي الأكثر إفرازاً للنجوم وشهد بروز أسماء تشافي هيرنانديز وكارلوس مارشينا، كما شهدت البطولة تألق نجوم آخرين مثل البرازيلي رونالدينهو والإنجليزي آشلي كول والمالي سيدو كيتا والأوروغواياني دييغو فورلان.
واستضافت الأرجنتين النسخة الثالثة عشر في عام 2001 التي فازت بلقبها بفضل الهداف خافيير سافيولا الذي أحرز 11 هدفاً. كما أفرزت البطولة عدداً من النجوم مثل البرازيلي ريكاردو كاكا والفرنسي غبريل سيسيه والأرجنتيني أندريس دي أليساندرو.
وفي بطولة 2003 استعادت البرازيل الهيمنة، لكن النجومية كانت للإسباني أندريس إنييستا.
وشهدت نسخة 2005 بزوغ نجم الأسطورة ليونيل ميسي الذي قاد الأرجنتين للقب، بل وحصل على جائزتي الهداف وأفضل لاعب. وفي النسخة السادسة عشرة عام 2007 بكندا، قدم المنتخب الأرجنتيني نجاحاً جديداً ونجماً آخر هو سيرخيو أغويرو الذي ساهم في فوز بلاده بلقب سادس من خلال الفوز 2 - 1 على التشيك في النهائي.
وبعدما عاند الحظ القارة الأفريقية في النهائي أربع مرات بواقع مرتين لكل من المنتخبين الغاني والنيجيري، حالف الحظ القارة السمراء أخيراً وتوج المنتخب الغاني بلقب النسخة السابعة عشرة للبطولة والتي استضافتها مصر عام 2009.
واستحق الغاني دومينيك أدياه، الذي سجل ثمانية أهداف الفوز بجائزتي الهداف وأفضل لاعب.
ولكن المنتخب البرازيلي استعاد لقبه العالمي لفئة الشباب عبر النسخة الثامنة عشر التي استضافتها كولومبيا عام 2011 وشهدت بزوغ بعض النجوم أيضاً مثل البرتغالي نيلسون أوليفيرا والفرنسي ألكسندر لاكازيت.
وكانت المفاجأة الكبيرة هي غياب المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني سوياً عن فعاليات النسخة التالية التي استضافتها تركيا في 2013 وفازت بها فرنسا ونال خلالها بول بوغبا جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب عن جدارة.
وأقيمت فعاليات النسخة العشرين في نيوزيلندا عام 2015، وفازت صربيا باللقب، ونال المالي أداما تراوري جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب.، كما انطلقت نجومية البرازيليين دانيلو وغابرييل جيسوس والبرتغالي أندري سيلفا والإيفواري سليماني كوليبالي. واستضافت كوريا الجنوبية النسخة الحادية والعشرين في 2017 وشهدت وجهين جديدين في النهائي هما إنجلترا وفنزويلا وتوج المنتخب الإنجليزي باللقب للمرة الأولى في تاريخه بعد الفوز 1 - صفر. ولعب دومينيك سولانكي دوراً كبيراً في فوز المنتخب الإنجليزي باللقب واستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب، ونال الإيطالي ريكاردو أورسوليني جائزة الهداف (5 أهداف)، والمثير أن أياً من اللاعبين لم يترك بصمة على الساحة الدولية بعد هذه البطولة.
بولندا تقص شريط افتتاح مونديال الشباب بمواجهة كولومبيا اليوم
أوروبا تواصل تهديد الهيمنة الأرجنتينية ـ البرازيلية على البطولة في غياب إنجلترا حاملة اللقب
بولندا تقص شريط افتتاح مونديال الشباب بمواجهة كولومبيا اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة