المعارضة تتهم الرئيس الموريتاني بمحاولة «اختطاف» الانتخابات لصالح صديقه

TT

المعارضة تتهم الرئيس الموريتاني بمحاولة «اختطاف» الانتخابات لصالح صديقه

قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن الائتلاف السياسي لأحزاب الأغلبية الرئاسية في البلاد «متماسك وقوي»، مشيراً إلى أنه سيقف وراء محمد ولد الغزواني، المرشح للانتخابات الرئاسية، التي ستجري في غضون شهر واحد، وهو الموقف الذي ترفضه المعارضة وترى فيه «إخلالاً بحياد الدولة والإدارة».
وجاءت تصريحات ولد عبد العزيز خلال حفل سياسي أقيم ليلة أول من أمس في مدينة النعمة، أقصى شرق البلاد، خلال جولة عمل دشن فيها عددا من المشاريع، كما التقى سياسيين ووجهاء محليين، طلب منهم دعم ولد الغزواني الذي كان يرافقه في الرحلة.
وتوصف المناطق الشرقية من موريتانيا بأنها «خزان انتخابي» تتحكم فيه السلطة الموريتانية، وهي المناطق التي تضم أكبر عدد من الناخبين بعد العاصمة نواكشوط، المحسوبة تقليدياً على المعارضة.
وقال ولد عبد العزيز مخاطبا الوجهاء التقليديين والسياسيين المحليين في هذه المنطقة: «لقد جئتكم واجتمعت بكم لأقدم لكم صديقي وأخي محمد ولد الغزواني، وأطلب منكم دعمه في الانتخابات»، مناشدا الجميع «رص الصفوف في الانتخابات الرئاسية لدعم محمد ولد الغزواني»، قبل أن يضيف أن الوفد المرافق له ضم جميع أطياف الأغلبية الرئاسية لتأكيد وحدة صفها خلف هذا الخيار، على حد تعبيره.
وأبرز ولد عبد العزيز أن صديقه ولد الغزواني هو «الخيار الأمثل لاستمرار النهج»، الذي بدأ قبل عشر سنوات، معتبراً أن على الجميع الوقوف في وجه أي احتمال آخر لأنه يهدد أمن واستقرار البلاد، في إشارة إلى مرشحي المعارضة، وخاصة المرشح المدعوم من طرف حزب «تواصل» المحسوب على جماعة «الإخوان المسلمين»، سيدي محمد ولد ببكر، وهو وزير أول سابق، ويوصف بأنه «منافس جدي» في هذه الانتخابات.
من جانبه، قال ولد الغزواني في تعقيب على حديث ولد عبد العزيز إن «العلاقة التي تربطني بأخي محمد ولد عبد العزيز علاقة لا تشوبها أي شائبة. فقد جمعتنا تجارب تمتد لعدة عقود، وأثبتت بما لا شك فيه أنها علاقة قوية لأنها تأسست على المصالح العليا للوطن، وتوفير الأمن والتنمية والاستقرار، ولم تؤسس يوما على المآرب والمصالح الفردية، أو الخاصة».
واستغرب ولد الغزواني المواقف التي تنتقد دعم الرئيس له، بقوله: «هل هناك مرشح ضمن المرشحين الحاليين يرفض دعم النظام والرئيس له، بل على العكس... جميعهم يتمنون ذلك، وهذا أمر طبيعي»، مشيراً إلى أن «التجارب الديمقراطية توضح أن المرشح للرئاسة يحتفي بدعم سلطته الوطنية ورئيسه المنتخب».
وأضاف ولد الغزواني: «أنا فخور بدعم أخي محمد ولد عبد العزيز، وهو دليل على الثقة الكبيرة التي تجمعنا»، لكنه شدد على أن هذا الدعم «لن يؤثر على حياد الدولة والإدارة في الانتخابات المقبلة»، كما تعهد بأنه لن يستغل موارد الدولة، ولا وسائلها في حملته الانتخابية.
وعلى الرغم من التطمينات التي قدمتها الحكومة والسلطات في موريتانيا للمعارضة حول شفافية الانتخابات المقبلة، فإن «التحالف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية» عبر عن قلقه، واتهم النظام بمحاولة «اختطاف» الانتخابات لصالح ولد الغزواني.
وقال التحالف، الذي يضم أحزاباً سياسية وحركات حقوقية ومنظمات من المجتمع المدني، إنه سبق أن دخل في مفاوضات مع الحكومة استعداداً لتنظيم الانتخابات، وضمان توفير الحد الأدنى من الشفافية. لكن هذه المفاوضات توقفت عندما اعترضت الحكومة على أسماء قدمتها المعارضة لعضوية اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، بحجة أنها تضم شخصا غير مرغوب فيه.
وقال التحالف المعارض إن «النظام كشف في نهاية المطاف عن نيته الحقيقية، وإرادته الثابتة لاختطاف العملية الانتخابية والتحكم فيها، ووصل به الأمر لحد التدخل في تحديد من تختاره المعارضة ممثلا لها»، مضيفا أن النظام «يستمر في عملية اختطاف ممنهجة للمسار الانتخابي، ويواصل وبشكل فج توجيه هذا المسار لتحقيق أجندته، المتمثلة في إعادة إنتاج طبعة منه».
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستة مرشحين، يتقدمهم ولد الغزواني المدعوم من طرف تحالف الأغلبية الرئاسية الحالية، فيما دفعت المعارضة بعدة مرشحين، هم الوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد ببكر والمعارض التاريخي محمد ولد مولود، والناشط الحقوقي الأشهر في البلاد بيرام ولد الداه اعبيدي، والنائب البرلماني السابق كان حاميدو بابا.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.