قامت مدينة صقلية ببيع العديد من المنازل القديمة الفارغة، والتي كانت قد عرضتها للبيع مقابل يورو واحد في بداية العام الجاري، ونالت العروض إعجاب العديد من الأجانب على الرغم من أن أسعار المنازل تعدت يورو واحد في المزاد الذي أقيم بجنوب إيطاليا.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، عرضت عشرات المنازل للبيع بمنطقة سامبوكا - التي تقع على تل كبير يطل على مشاهد خلابة في إحدى جزر البحر المتوسط - بقيمة تقل عن سعر فنجان قهوة واحد.
والصفقة المثيرة للتعجب، ليست سوى محاولة لإنعاش منطقة هجرها سكانها في السنوات الأخيرة إلى مدن أكبر. وبحسب مسؤولين محللين، فبإمكان أي راغب في الشراء أن يحصل على ما يريد فورا، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وقال نائب رئيس بلدية سامبوكا، غيوسيبي كاسيوبو في ذلك الوقت: «إذا لم يشارك أحد في المزاد، فسيتم بيع المنازل بسعر الكرواسون»، في إشارة لـسعر واحد يورو الذي عرضت به.
وانتشر الخبر سريعا بعد الإعلان عن المزاد، وفي اليوم التالي وصل مئات الأشخاص من المملكة المتحدة ودبي وبنما وروسيا إلى سامبوكا، التي تبعد نحو ساعة بالسيارة من العاصمة باليرمو، لزيارة الممتلكات.
وفي الوقت نفسه، لم تتوقف هواتف مكتب المجلس المحلي الذي تبنى الإشراف على المزاد وعملية البيع، عن الرنين لأسابيع.
وقال كاسيوبو لصحيفة الغارديان: «كانوا يتصلون من سيدني ولندن ونيويورك، وبعد أسابيع قليلة من الإعلان، تلقينا ما يقرب من 100000 رسالة بريد إلكتروني من العديد من المشترين المحتملين الذين يحاولون قنص أول رحلة طيران متاحة إلى صقلية لمعاينة المنازل».
أعلن العمدة أمس (الأربعاء) عن بيع أول 16 منزلاً تملكها البلدية أرخصها هو 1000 يورو، والأغلى مقابل 25000 يورو. أما الباقي فقد بلغ متوسطه بين 5000 و10000 يورو.
من بين المالكين الجدد عائلات بريطانية وروسية وتشيلية. وأضاف أنه تم بيع 50 منزلا آخر من القطاع الخاص للمشترين الأجانب.
وعلق قائلا: «لم نتوقع أن ينجح الأمر بهذا الشكل، لكن ماذا يمكنني أن أقول؟ هذا غير عادي، بين المنازل الخاصة والمنازل التي تملكها البلدية، تلقينا استثمارات بلغ مجموعها مليون يورو. إنه كنز حقيقي لمدينة صغيرة مثل مدينتنا».
ويذكر أن مدينة سامبوكا كانت ذات يوم مدينة صاخبة يسكنها 9000 شخص، وتقع داخل محمية طبيعية تحيط بها الغابات والجبال.
وفي يناير 1968. ضرب زلزال وادي بيليس في جنوب غربي صقلية، مما أسفر عن مقتل 231 شخصاً وجرح أكثر من 1000 شخص وتشريد 100000 شخص. تم هدم أربع مدن بالكامل وتعرضت مدن أخرى، مثل سامبوكا، لأضرار جسيمة، مما تسبب في هجرة المزيد من العائلات لمنازلها.
وقد حاولت قرى إيطالية أخرى معرضة للخطر أن تصبح مدينة مهجورة تسكنها الأشباح، إلى اتباع نفس الاستراتيجية التي ابتاعتها مدينة سامبوكا في عرض منازلها للبيع لمقاومة التدهور، بما المدن التي تطل على نهر غانغي شمال صقلية وفي الغرب بالقرب من مارسالا وأولاي في سردينيا.
بعد عرضها للبيع بسعر يورو واحد ... الأجانب يستحوذون على «منازل صقلية»
بعد عرضها للبيع بسعر يورو واحد ... الأجانب يستحوذون على «منازل صقلية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة