المعارضة تطالب بإعادة انتخابات إسطنبول «كاملة» واقتراعي الرئاسة والبرلمان

غل وداود أوغلو اعتبرا قرار اللجنة العليا للانتخابات «انتهاكاً للإرادة الشعبية»

مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو
مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو
TT

المعارضة تطالب بإعادة انتخابات إسطنبول «كاملة» واقتراعي الرئاسة والبرلمان

مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو
مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو

قدّم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، طلبا رسميا إلى اللجنة العليا للانتخابات لإلغاء نتائج الانتخابات المحلية في عموم إسطنبول التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي ونتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة التي أجريت في 24 يونيو (حزيران) 2018.
وجاء طلب الإعادة، الذي تقدّم به الحزب أمس (الأربعاء) بعد أن أصدرت اللجنة العليا للانتخابات، قرارا يوم الاثنين الماضي بإلغاء نتائج التصويت على رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى فقط، بموجب طلب من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقال الحزب في طلب الإلغاء إنه في حال وُجدت مخالفات قانونية في الانتخابات المحلية بإسطنبول، فإن تلك المخالفات يجب أن تشمل التصويت على رئاسة البلدية والأقضية وأعضاء مجالس البلديات، على اعتبار أن جميع البطاقات الانتخابية توضع في ظرف واحد، ومن ثم تلقى في الصندوق الانتخابي.
كما طلب الحزب إلغاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي أجريت في 24 يونيو الماضي، استنادا إلى أن المسؤولين عن الصناديق في الانتخابات المحلية هم أنفسهم الذين أشرفوا على الصناديق في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأبدت المعارضة التركية دهشتها من إلغاء الانتخابات بالنسبة لمنصب رئيس البلدية فقط، الذي فاز به مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو على منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم.
وسادت توقعات بأن ترفض اللجنة العليا للانتخابات طلب حزب الشعب الجمهوري بإعادة الانتخابات في إسطنبول بالكامل وإعادة الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، استنادا إلى الرفض المباشر للجنة لطلب مماثل قدمه حزب «الجيد» الذي تتزعمه السياسية ميرال أكشنار، أول من أمس. وكانت أكشنار انتقدت قرار إعادة الانتخابات على رئاسة بلدية إسطنبول، واعتبرته «انقلابا مدنيا راحت ضحيته الإرادة الوطنية، وتاريخا لمهانة الأمة التركية في العالم».
والاثنين الماضي، قررت اللجنة العليا للانتخابات، إلغاء انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وإعادة إجرائها في 23 يونيو المقبل. وتعهدت المعارضة بالفوز بالانتخابات من جديد، وسط اتّساع مساحة التعاطف مع أكرم إماما أوغلو الذي تسلّم منصبه رئيسا للبلدية في 17 أبريل (نيسان) الماضي بعد أعمال مراجعة وفحص وتدقيق وإعادة فرز في أنحاء إسطنبول بموجب طعون من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في نتائج الانتخابات والتشكيك فيها والادعاء بحدوث تلاعب، في ظل استنكار شعبي ودولي واسع لرفض الحزب الحاكم قبول نتائج الانتخابات، ومحاولة القفز على إرادة الناخبين.
وعبّر رئيس الجمهورية السابق عبد الله غل عن رفضه قرار اللجنة العليا للانتخابات، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع «تويتر»، قال فيها: «شعرت إزاء قرار اللجنة العليا للانتخابات بالمشاعر نفسها التي انتابتني إزاء قرار المحكمة الدستورية الذي صدر عام 2007، وألغى الجولة الأولى من انتخابي رئيسا للدولة».

وكان غل هنّأ إمام أوغلو عند تسلمه منصبه رئيسا لبلدية إسطنبول الكبرى، الذي فاز به في الانتخابات المحلية الأخيرة قبل قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات على المنصب ذاته، كما أصدر قبل ذلك بيانا عبّر فيه عن رفضه التشكيك في نتائج الانتخابات في إسطنبول. وكان هذا البيان أول تصريحات يدلي بها غل في شأن عام بالدولة منذ شهر يناير (كانون الثاني) 2018، الذي شهد خلافات بينه وبين إردوغان رفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم حول أحد القوانين التي تضمنت مواد تبقي على بعض أحكام الطوارئ في البلاد.
وجاءت هذه الانتقادات وسط مزاعم بدأت تتردد في الأروقة السياسية خلال الأشهر الماضية، حول اتجاه غل وعدد من قيادات حزب العدالة والتنمية، من بينهم رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان الذي يعد مهندس الطفرة الاقتصادية في تركيا في السنوات العشر الأولى لحكم العدالة والتنمية، لتأسيس حزب سياسي جديد.
في السياق ذاته، أعرب داود أوغلو، عن استنكاره قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الاقتراع على منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى. وقال في سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي بموقع «تويتر»، إن من اتخذوا هذا القرار بعد مرور نحو 36 يوماً على إجراء الانتخابات المحلية الأخيرة «أصابوا قيمنا الأساسية في مقتل».
وشدّد على ضرورة التمسك بشرعية الصناديق، قائلا إنه رغم وجود كل أوجه القصور في الديمقراطية والحياة السياسية بتركيا، فإن قوتنا في شرعية الصناديق، فدائماً ما كانت إرادة شعبنا من خلال الصناديق هي من تخرجنا من جميع الأزمات الصعبة والمنعطفات الحرجة.
وأضاف أن «القيمة الأساسية لتقاليدنا السياسية جوهرها أن إرادة الأمة تظهر من خلال صندوق الاقتراع، بغض النظر عن مبرراتهم وأعذارهم، فإن ما حدث بعد انتخابات 31 مارس (آذار) الماضي وقرار اللجنة العليا للانتخابات إلغاء نتيجة الانتخابات بإسطنبول أدى إلى تدمير هذه القيمة الأساسية».
وأكد داود أوغلو أن القرار الذي أعلنته اللجنة العليا للانتخابات، الاثنين: «يجب التغلب عليه بالمشاركة الإيجابية، والتصويت بنضج؛ حفاظاً على الديمقراطية»، موضحا أن «أكبر خسارة يمكن أن تمنى بها الحركات السياسية هي فقدان الضمير الاجتماعي والتفوق الأخلاقي... ما يجب فعله الآن، هو إجراء عملية تصويت بنضج يليق ببلادنا، لتجنب التوتر والاستقطاب ومنع المزيد من تآكل ديمقراطيتنا». وأكد أن «الكلمة الأخيرة هي لإرادة الأمة التي تظهر من خلال صندوق الاقتراع».
ويعد هذا ثاني تعليق من داود أوغلو، الذي لايزال نائبا بالبرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، على شأن عام في تركيا، بعد بيان أصدره يوم 22 أبريل الماضي، شن فيه هجوما حادا على ممارسات إردوغان، على خلفية مماطلته، وإصراره على عدم الاعتراف بهزيمته في الانتخابات المحلية.
ولفت داود أوغلو، في البيان الذي عنونه بأنه توصيات واستنتاجات حول الانتخابات المحلية والأوضاع في تركيا جاءت فيما يقرب من 20 صفحة، إلى دخول إردوغان في سجالات سياسية حادة أغلب الوقت، وظهوره كأحد الأطراف، على الرغم من أنه يتعين عليه الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، لكونه رئيسا للجمهورية، موضحا أن ذلك تسبب في قطيعة نفسية بين الرئاسة ونصف المجتمع على الأقل.
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده سترسل سفينة تنقيب ثانية، إلى شرق البحر المتوسط، وأنها لا تبالي بتهديدات قبرص، في تحد جديد للرفض الدولي لإطلاق تركيا أعمال تنقيب عن النفط والغاز في منطقة غرب قبرص تقول حكومتها إنها تقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لها.
ولفت جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القرغيزي جنكيز أيداربيكوف، مساء أول من أمس، إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن ضرورة تقاسم احتياطات النفط والغاز حول الجزيرة بين شعبيها (القبارصة اليونانيين والأتراك). وجاء ذلك ردا على سؤال بشأن تقديم الحكومة القبرصية شكوى إلى الأمم المتحدة، على خلفية بدء تركيا أعمال تنقيب شرق المتوسط وتهديدها بإصدار مذكرات اعتقال دولية بحق عاملي سفينة الفاتح التركية للتنقيب. وأضاف: «سنرسل سفينة أخرى إلى المنطقة، وسنبدأ التنقيب، لقد انتهت مرحلة المسح الزلزالي، وبدأ عهد التنقيب، وعازمون على إرسال سفينتا الثانية... لا نبالي بمثل هذه التهديدات، فليفعلوا ما بوسعهم، فلم نتنازل يوما أمام هذه المراوغات والخطابات، وسنفعل ما نراه ضروريا».
وأعربت واشنطن، الأحد الماضي، عن قلقها من نيات تركيا إجراء عمليات تنقيب عن النفط والغاز، قبالة سواحل قبرص. كما صدرت تحذيرات عن الاتحاد الأوروبي ومصر وروسيا من الاستفزاز التركي في المنطقة.
وعلّق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على هذه الدعوات والتحذيرات، أول من أمس، قائلا إن تركيا ستواصل تنفيذ برنامجها الخاص بها، وإنها لا تأبه بتعليمات أو تقييمات بعض الدوائر.
كما أعربت الخارجية التركية عن رفضها للانتقادات الفرنسية لأنشطة أنقرة في شرق المتوسط، قائلة إن الأنشطة التركية المتعلقة بالتنقيب عن الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط، تستند إلى حقوق تركيا المشروعة النابعة من القانون الدولي.
ويعتزم رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس إخطار قادة الاتحاد الأوروبي بشأن أنشطة الحفر غير القانونية التي تقوم بها تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص في شرق البحر المتوسط، خلال القمة الأوروبية غير الرسمية التي تعقد اليوم (الخميس) في بوخارست.
ووصف أناستاسياديس أعمال الحفر التركية بأنها غزو ثان بعد احتلال القوات التركية للجزيرة القبرصية عام 1974.
وتناول الرئيس القبرصي، في لقاء مع وزير الدفاع اليوناني إيفانجيلوس أبوستولاكيس، أمس، تطورات الوضع غير المستقر الذي تسببت فيه تركيا في شرق البحر المتوسط، بعد انتهاكها للقانون الدولي وتنقيبها غير القانوني في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، بحسب وكالة الأنباء القبرصية.
وتمركزت سفينة الحفر التركية «الفاتح»، التي ترافقها 3 سفن خدمات، على بعد 40 ميلا بحريا تقريبا إلى الغرب من شبه جزيرة أكاماس القبرصية و83 ميلا بحريا من السواحل التركية.



الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)

أطلَّ الإرهاب بوجهه مجدداً في أكثر من قارة وتحت أكثر من سبب، مع اقتراب أعياد نهاية السنة الميلادية؛ ففي وقت كُشف فيه أنَّ الاستخبارات الأسترالية سبق لها أن حقَّقت في ارتباط أحد منفذي هجوم شاطئ بونداي في سيدني بتنظيم «داعش»، أعلن هذا التنظيم المتطرف مسؤوليتَه عن هجوم على قوات الأمن السورية بمعرة النعمان في محافظة إدلب، غداة هجوم آخر تسبب في مقتل 3 أميركيين، ونفذه عضو «متطرف» في الأمن العام السوري.

وأفيد أمس بأنَّ منفذي هجوم سيدني الذي أوقع 15 قتيلاً خلال احتفال يهودي؛ هما ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم، في وقت كشفت فيه هيئة الإذاعة الأسترالية أنَّ الاستخبارات حقَّقت قبل 6 سنوات في صلات نافيد بـ«داعش». وتزامناً مع ذلك، وصف والدا أحمد الأحمد، السوري الذي صارع نافيد وانتزع منه سلاحه خلال هجوم سيدني، ابنهما، بأنَّه بطل.

وأعلن «داعش» أمس، مسؤوليته عن قتل 4 عناصر أمن سوريين بهجوم في محافظة إدلب، ما يشير إلى أنَّه يحاول إحياء نشاطه في سوريا.

وفي لوس أنجليس، أعلنت السلطات اعتقال 4 أشخاص يُشتبه في أنَّهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنَّهم كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات منسقة في ليلة رأس السنة بكاليفورنيا. وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أنَّ الشكوى الجنائية ضدهم ذكرت أنَّهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين. (تفاصيل ص 3)


ألبانيزي: اعتداء سيدني يبدو مدفوعا بـ«أيديولوجية تنظيم داعش»

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
TT

ألبانيزي: اعتداء سيدني يبدو مدفوعا بـ«أيديولوجية تنظيم داعش»

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بأيديولوجية تنظيم داعش».

وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم داعش بالإضافة إلى قنابل. وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم داعش» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالا يهوديا بعيد حانوكا على الشاطئ الشهير مساء الأحد. ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

لكن ألبانيزي قدّم الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب «مذبحة جماعية» وقال «يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم داعش... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي».

وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين» لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها. وأشار إلى أنه «تم توجيه الاتهام إلى اثنين من الأشخاص الذين كان على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام».

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاما وتقتله. أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى حيث يرقد في حالة حرجة.


زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه عبّر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة ستساعد كييف في التوصل إلى حل وسط.

وأضاف في حديثه للصحافيين في برلين أن أوكرانيا مستعدة للعمل العادل الذي يؤدي إلى اتفاق سلام قوي، وأن مفاوضي كييف سيواصلون التحدث إلى نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقدان مؤتمراً صحافياً في المستشارية ببرلين 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«قضايا معقّدة»

وتحدث الرئيس الأوكراني عن موقفين «مختلفين» بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكان تنازل كييف عن أراضٍ لموسكو بهدف إنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي إثر اجتماع بين مفاوضين أوكرانيين وأميركيين في برلين «هناك قضايا معقدة، خصوصاً تلك المتصلة بالأراضي... فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة».

وأكد زيلينسكي أن المحادثات بين مفاوضي السلام الأميركيين والأوكرانيين لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة، وإن روسيا تستخدم هجماتها على أوكرانيا كوسيلة ضغط في تلك المحادثات.
وأضاف زيلينسكي أنه لم تَسلَم محطة طاقة واحدة في أوكرانيا من الضربات الروسية على منظومة الطاقة في البلاد

«إحراز تقدم حقيقي»

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة حول الخطة الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا، الاثنين «إحراز تقدم حقيقي»، وذلك إثر الاجتماع المغلق في برلين.

وكتب رستم عمروف على منصة «إكس» أن «المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدّم حقيقي. نأمل أن نتوصل إلى اتفاق يقرّبنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم».

لكن المكتب الإعلامي لرستم عمروف عاد وأوضح للصحافيين أنه من غير المتوقع التوصل لأي اتفاق، الاثنين، وأن المقصود هو أنه «يأمل في مواءمة مواقفه» مع موقف الوفد الأميركي.

وقال عمروف إن الموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر «يعملان بشكل بنَّاء جداً لمساعدة أوكرانيا في إيجاد طريق نحو اتفاق سلام دائم».

جاريد كوشنر (يمين) صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (يسار) يغادران فندق أدلون في برلين في 15 ديسمبر 2025 لحضور اجتماع في المستشارية لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)

«ضمانات أمنية قوية»

إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأبدت ثقة بأن روسيا ستقبل بذلك، بينما وصفته واشنطن بأنه اختراق على مسار إنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون أميركيون المحادثات التي استمرت ساعات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في برلين بأنها إيجابية، وقالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتصل في وقت لاحق، الاثنين، بكلّ من زيلينسكي والأوروبيين للدفع قُدماً بالاتفاق.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي مع المفاوضين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكويتش من القوات الجوية الأميركية... في برلين 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه يتعيّن على أوكرانيا أيضاً القبول بالاتفاق الذي قالوا إنه سيوفّر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف «الناتو» التي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجوماً على الجميع.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إن «أسس ذلك الاتفاق تستند بشكل رئيسي إلى وجود ضمانات قوية حقاً، على غرار المادة الخامسة (من معاهدة الحلف)، إضافة إلى ردع قوي للغاية» بحجم الجيش الأوكراني.

وأضاف: «تلك الضمانات لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد. إنها مطروحة الآن إذا جرى التوصل إلى خاتمة جيدة».

وسبق أن استبعد ترمب انضمام أوكرانيا رسمياً إلى الحلف الأطلسي، وتماهى مع روسيا في اعتبارها أن تطلعات كييف للانضواء في التكتل هو أحد أسباب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في عام 2022.

خلال المفاوضات الأوكرانية الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس في قاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«ثقة» بقبول روسي للاتفاق

وأعرب مسؤول أميركي آخر عن ثقته بقبول روسيا بالاتفاق. وقال هذا المسؤول: «أظن أن الأوكرانيين سيقولون لكم، وكذلك سيقول الأوروبيون، إن حزمة البروتوكولات الأمنية هذه هي الأكثر متانة التي اطلعوا عليها على الإطلاق. إنها حزمة قوية جداً جداً».

وتابع: «أعتقد، ونأمل، أن الروس سينظرون إليها ويقولون في قرارة أنفسهم، لا بأس، لأن لا نية لدينا لانتهاكها»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنه شدّد على أن «أي انتهاكات ستُعالَج من خلال حزمة الضمانات الأمنية».

وأقرّ المسؤول الأول بعدم التوصل لاتفاق بشأن الأراضي. ويتحدّث ترمب عن حتمية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي تماماً.

وقال المسؤول الأميركي الأول إن الولايات المتحدة ناقشت مع زيلينسكي طرح «المنطقة الاقتصادية الحرة» في المنطقة المتنازع عليها عسكرياً في الوقت الراهن.

وأضاف: «أمضينا وقتاً طويلاً في محاولة تحديد ما سيعنيه ذلك وكيف سيُطبَّق. وفي نهاية المطاف، إذا تمكّنا من تحديد ذلك، فسيكون الأمر متروكاً للأطراف لحلحلة القضايا النهائية المتّصلة بالسيادة».

وقاد الوفد الأميركي المفاوض في برلين المبعوث الخاص لترمب ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر.