رونالدو يصارع الإصابات للاستمرار في الملاعب

بعد أن كاد عمر اللاعب الكروي أن يصبح أكبر من عمره الحقيقي

رونالدو وجائزة أفضل لاعب في أوروبا (رويترز)
رونالدو وجائزة أفضل لاعب في أوروبا (رويترز)
TT

رونالدو يصارع الإصابات للاستمرار في الملاعب

رونالدو وجائزة أفضل لاعب في أوروبا (رويترز)
رونالدو وجائزة أفضل لاعب في أوروبا (رويترز)

من المنتظر أن يغيب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف فريقه ريـال مدريد أمام فريق ريـال سوسييداد غدا، ضمن منافسات الجولة الثانية للدوري الإسباني، من أجل استعادة كامل لياقته الفنية والبدنية. وكشفت صحيفة «ماركا» الإسبانية أن رونالدو قرر التوقف نهائيا عن اللعب والتركيز على استعادة لياقته البدنية، خصوصا بعد اقتراب المباريات الدولية، حيث ستسمح له هذه الفترة باستعادة لياقته البدنية بعد مشكلات صحية وبدنية عانى منها في الأشهر الأخيرة.
من الخارج، تبدو السماء وكأنها الحدود الوحيدة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. فيوم الخميس الماضي، فاز رونالدو بلقب أفضل لاعب في أوروبا لهذا العام، ليضيفها إلى جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم التي فاز بها من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في يناير (كانون الثاني) الماضي. ومن الخارج، يبدو كل شيء مثاليا بالنسبة لكريستيانو، فهو اللاعب الأعلى أجرا في ستاديو بيرنابيو، كما أنه الآن في طريقه لأن يصبح هداف النادي الإسباني على مر العصور بتسجيله 178 هدفا للفريق الملكي خلال 166 مباراة لعبها منذ انضمامه إلى صفوفه قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي في 2009. وبعد أن أغرقه الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس اتحاد الكرة الأوروبي (ويفا)، بعبارات المديح والإشادة أثناء تسليمه الجائزة في مونت كارلو يوم الخميس قال رونالدو: «لا يكل المرء الفوز بالجوائز. لا شك في أن الجوائز الفردية أمر مميز للغاية، ويجب أن أشكر زملائي على مساعدتي في الفوز بها». وأضاف رونالدو: «هذا الموسم سأحاول أن أكون أفضل من الموسم الماضي. إنه أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا».
ولكن هل هذا الأمر ممكن حقا، بالنظر إلى سن رونالدو ومشكلاته الأخيرة مع لياقته البدنية؟ هل ما زال مستوى رونالدو الفني والبدني في صعود أم أنه مع اقترابه من الثلاثين، حيث سيحتفل بعيد ميلاده في فبراير (شباط) المقبل، قد بلغ ذروته في كل شيء بالفعل؟ وحتى مارس (آذار) الماضي، بدا رونالدو مستمرا في تطوره الذي لا يهدأ، ولكنه سرعان ما ابتعد عن الملاعب بسبب الإصابة في فخذه لمدة ثلاثة أسابيع.
وبما أنه آخر لاعب يمكنه أن يفوت على نفسه مباراة مهمة، فقد عاد رونالدو إلى الملاعب بسرعة كبيرة ليلحق بمباراة ريـال مدريد أمام بايرن ميونيخ في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال. واعترف اللاعب البرتغالي الأسبوع الماضي قائلا: «صحيح أنني ضغطت على نفسي قليلا في الموسم الماضي، وربما لم يكن يجدر بي أن ألعب كل هذا العدد من المباريات». وأضاف: «ولكنني لست نادما على ذلك على الإطلاق. فقد كان الهدف هو الفوز باللقب الأوروبي العاشر، وهذا ما حققناه بالفعل».
وبدا رونالدو غير سليم على الإطلاق من الناحية البدنية خلال نهائي دوري الأبطال أمام الجار المدريدي أتليتكو، رغم أنه سجل هدفا من ضربة جزاء في الوقت الإضافي. كما لم يبد رونالدو بحالة بدنية جيدة خلال بطولة كأس العالم بالبرازيل، حيث اكتفى بتسجيل هدف واحد للبرتغال التي ودعت البطولة من دورها الأول. ولكن رونالدو بدا وأنه استعاد لياقته البدنية بحلول 12 أغسطس (آب) الحالي عندما سجل هدفي ريـال مدريد في مرمى مواطنه إشبيلية في مباراة كأس السوبر الأوروبية، إلا أنه عاد إلى المعاناة في غضون أسبوع واحد، حيث ظل يخضع للعلاج خارج الملعب خلال مباراة كأس السوبر الإسبانية أمام أتليتكو مدريد.
لا يمكن اعتبار سن 29 عاما عمرا متقدما حقا بالنسبة للاعب الرياضي، ولكن قد يكون عمر رونالدو الكروي أكبر من عمره الحقيقي بما أنه يلعب ما يقارب الـ60 مباراة سنويا بما في ذلك المباريات الدولية مع البرتغال منذ أن بدأ مشواره الدولي كلاعب بصفوف سبورتنغ لشبونة في 2002.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».