مسيرة لقادة الطوائف الدينية الثلاث في بروكسل... «معاً ضد الكراهية»

في أعقاب هجمات استهدفت دور عبادة

مسيرة تضامنية شارك فيها المسلمون مع قيادات دينية وسياسية ومدنية في بلجيكا بعد أيام قليلة  من هجمات بروكسل في مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)
مسيرة تضامنية شارك فيها المسلمون مع قيادات دينية وسياسية ومدنية في بلجيكا بعد أيام قليلة من هجمات بروكسل في مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)
TT

مسيرة لقادة الطوائف الدينية الثلاث في بروكسل... «معاً ضد الكراهية»

مسيرة تضامنية شارك فيها المسلمون مع قيادات دينية وسياسية ومدنية في بلجيكا بعد أيام قليلة  من هجمات بروكسل في مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)
مسيرة تضامنية شارك فيها المسلمون مع قيادات دينية وسياسية ومدنية في بلجيكا بعد أيام قليلة من هجمات بروكسل في مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)

تحت عنوان: «معاً ضد الكراهية»؛ تشهد بروكسل، اليوم الثلاثاء، مسيرة تشارك فيها شخصيات دينية تمثل الطوائف الثلاث: الإسلامية واليهودية والمسيحية؛ ومنهم قيادات منظمات دينية مثل «مركز المجتمع اليهودي الأوروبي»، و«الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا»، و«منظمة كنائس أوروبا»، وسوف تتحرك المسيرة في عدد من الشوارع لتصل في نهايتها إلى مقار المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي.
وجاءت الدعوة إلى هذه المسيرة في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد المسيحيين واليهود والمسلمين في أنحاء مختلفة من العالم في الأشهر الأخيرة، ولهذا «قرر الزعماء الدينيون وممثلو المجتمع المدني ورجال الفكر من المقيمين في بروكسل تنظيم هذه المسيرة لإظهار الوحدة والوقوف صفاً واحداً في وجه الكراهية».
وتأتي هذه المسيرة بعد أسابيع قليلة على الهجوم الذي استهدف كنائس في سريلانكا ومسجدين في نيوزيلندا، كما سبق أن تعرضت دور عبادة يهودية لاعتداءات إرهابية؛ كان أبرزها المتحف اليهودي في بروكسل في مايو (أيار) 2014.
وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال المنظمون: «نحن ممثلي الديانات والمعتقدات المختلفة نشعر بقلق بالغ إزاء صعود الكراهية في مجتمعنا، كما أن استطلاعات الرأي والانتخابات الأخيرة في بعض مناطق العالم، والتي جرت قبيل الانتخابات التشريعية الأوروبية، كلها تشير إلى صعود الشعبوية، والتطرف، على طرفي الطيف السياسي، وهذا يعكس وجود رفض لمجتمع منفتح ومتسامح وشامل... ولكن نحن المشاركين في هذه المسيرة نرفض هذا الأمر، ومن واجبنا رفع الوعي بخطر التطرف، ومن واجبنا أن نقول بصوت عال وواضح إن اليهود والمسيحيين والمسلمين يقفون معاً متضامنين، ولنؤكد التزامنا بالتنوع، وسنشارك معاً في مسيرة ضد الكراهية». كما سيشارك في المسيرة شخصيات سياسية ومسؤولون في الاتحاد الأوروبي، وستكون فرصة للجميع للتعبير عن التضامن والعلاقة القوية والتصميم والالتزام بالاحترام المتبادل والقيم الديمقراطية؛ بحسب ما جاء في البيان.
وفي الشهر الماضي اعترفت الحكومة البلجيكية بتنامي أعداد المنظمات المتشددة في البلاد.
وجاء ذلك على لسان وزير العدل جينس كوين، خلال رده على استجواب من عضو البرلمان ليونيل بيغارت، ولكن الوزير شدد على أن التشدد لا يقتصر فقط على المنظمات الإسلامية؛ بل يشمل فعاليات أخرى.
وسبق أن حذرت فعاليات أمنية وسياسية في بلجيكا ودول أوروبية أخرى، من تنامي التطرف في أوساط أتباع اليمين واليسار المتشدديْن، وأن منهم من يلجأ إلى العنف في التعبير عن موقفه.
يأتي ذلك في وقت جرى الإعلان فيه عن وجود نشاط لنحو مائة منظمة إسلامية متطرفة، ولها تأثير على الآلاف من المسلمين، وذلك وفقاً لجهاز أمن الدولة البلجيكي، ويتعلق الأمر هنا، وفقاً لما نقلت وسائل إعلام محلية في بروكسل، بمساجد ومراكز ومدارس إسلامية.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تقرر توسيع لائحة الإرهاب، التي تصدر عن «مركز تحليل المخاطر الإرهابية وإدارة الأزمات» في بلجيكا، ولن تقتصر فقط على المتشددين الإسلاميين أو الذين تورطوا في الذهاب إلى مناطق الصراعات في سوريا والعراق للقتال في صفوف «داعش»، وتقررت إضافة 16 شخصاً من أنصار اليسار المتشدد في البلاد، بالإضافة إلى 7 أشخاص من أنصار اليمين المتشدد.
وقالت وسائل إعلام محلية في بروكسل إنه لوحظ في الآونة الأخيرة وجود فوضويين يلجأون إلى العنف من جماعة «لاكفال» في المنطقة الناطقة بالفرنسية من البلاد، وتجري محاكمة البعض منهم من جانب مكتب المدعي العام الفيدرالي، بعد أن قاموا بمنع بناء سجن في بلدية هارين التابعة للعاصمة بروكسل.
وفي الجزء الفلاماني توجد مجموعة من أنصار اليمين المتشدد في شرق البلاد؛ ومن بينهم شخص يدعى توماس بونتس، وسبق أن صدر ضده حكم بالسجن 4 سنوات في ملف له علاقة بالإرهاب، كما تتم حالياً دراسة إمكانية إضافة بعض الشخصيات المعروفة في هذا الصدد؛ ومنهم دريس فانلانجتهوف، مؤسس منظمة «شيلد آند فريندز». ووفقاً لما ذكرته بعض الصحف البلجيكية، فقد تم إدراج أسماء نحو 20 متشدداً من اليمين المتطرف واليسار المتطرف في قائمة المراقبة الخاصة بجهاز تنسيق وتحليل التهديدات الإرهابية. وجرى توسيع القائمة بموجب مرسوم ملكي، حيث لم تعد قاعدة البيانات تركز بشكل حصري على المسلمين المتطرفين، وهذا يعني أنه تمت إضافة 23 اسماً جديداً إلى القائمة، ويشمل هؤلاء 16 من المتعاطفين مع اليسار المتطرف، و7 من المتعاطفين مع اليمين المتطرف.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.