مؤتمر «كاسبرسكي لاب» السنوي: 1.6 مليون هجوم إلكتروني يومياً في المنطقة العربية... رُبعها جديد

بلدانها جاهزة للمشاريع العملاقة من حيث البنية التحتية التقنية والأمن الرقمي

أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء
أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء
TT

مؤتمر «كاسبرسكي لاب» السنوي: 1.6 مليون هجوم إلكتروني يومياً في المنطقة العربية... رُبعها جديد

أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء
أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء

سلّطت شركة «كاسبرسكي لاب»، المختصة في الأمن الإلكتروني، الضوء على أحدث توجهات الأمن الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، وذلك في مؤتمرها السنوي الذي عقدته بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، والذي حضرته «الشرق الأوسط». وناقش خبراء الشركة والمختصون مختلف التهديدات التي تواجه المستخدمين من شركات وأفراد في الوقت الراهن، وتبادلوا الآراء والأفكار بشأن الخطوات اللازمة للحفاظ على أمنهم وأمن أنظمتهم.
وجرى التركيز في المؤتمر على أمن التقنيات الحديثة والناشئة، مثل «إنترنت الأشياء» و«بلوك تشين» والتهديدات الموجهة إلى قطاعات بعينها، والتي تُعدّ ذات تأثير مباشر في قدرة الشركات على مواصلة أعمالها التجارية بنجاح.

مخاطر مصرفية
ذكر الخبراء أن آليات التحقق من هوية المستخدم عبر إرسال رقم سري إلى هاتفه الجوال «One Time Password OTP» للدخول إلى الخدمات الإلكترونية المصرفية أو لدى شركات الاتصالات، غير مجدية، ذلك أنه توجد آلية لنقل رقم المستخدم إلى شريحة اتصال أخرى دون إذنه، يمكن من خلالها الدخول إلى حسابه المصرفي (بعد تعديل كلمة سر حسابه من خلال بيانات بسيطة يمكن جمعها عن المستخدم ووجود شريحة اتصال تحتوي على رقم هاتفه) وإدخال الرقم المرسل إلى بطاقة الاتصالات الجديدة في النظام. وتتم هذه العملية غالباً بتعاون داخلي من بعض الموظفين في شركات الاتصالات الذين لديهم مصالح مالية مع السارقين، وهي آلية تعرف باستبدال شريحة الاتصالات «SIM Swap». وعادة ما يستخدم القراصنة الشريحة الجديدة برقم المستخدم لتثبيت تطبيق «واتساب» وتفعيله عبر الرسالة النصية التي يرسلها، ومن ثم طلب إرسال حوالات مالية من الأهل والأصدقاء لحالة طارئة وتأكيد إعادة المبلغ بعد بضعة أيام؛ الأمر الذي سيجعل الطرف الثاني يثق به ويحول المبلغ المطلوب.
ويمكن للحكومات إجبار المصارف على عدم إجراء أي عملية مصرفية عبر الإنترنت أو الهاتف الجوال إلا بعد التأكد من شركات الاتصالات بأن شريحة الاتصال الخاصة بالمستخدم الذي يطلب العملية، قديمة أو لم يتم استبدالها في آخر 48 إلى 72 ساعة، أو رفض العملية إن كانت البطاقة جديدة وطلب الذهاب إلى مقر المصرف للتأكد من هوية المستخدم شخصياً، وذلك بهدف حماية المستخدمين في ظل تبادل التهم بين شركة الاتصالات والمصرف والمستخدم وضياع مدخراته المصرفية. وغالباً ما يتم استهداف المشاهير ورجال الأعمال وحتى كبار السن في هذه العمليات الاحتيالية.

اختراقات «إنترنت الأشياء»
أما بالنسبة للمنازل الذكية، فأصبح من السهل دخول القراصنة إلى الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت في منزل المستخدم واستخدامها؛ إما لمراقبة المستخدم وابتزازه (من خلال الكاميرات المدمجة في التلفزيونات والمساعدات الذكية وكاميرات مراقبة الأطفال)، أو استخدام تلك الأجهزة لشن «هجوم الحرمان من الخدمة» Denial of Service DoS على مستخدمين آخرين من خلال تلك الأجهزة، أو أخذ تلك الأجهزة رهينة وطلب فدية لقاء تفعيلها، مثل التحكم بالقفل الإلكتروني لمنزل المستخدم وسيارته الكهربائية بعد عودته من السفر.
وصعد طفل عمره 13 عاماً إلى المسرح واستعرض كيفية اختراق شبكة «واي فاي» وقطع اتصال تطبيق على الهاتف الجوال بطائرة مُسيّرة عن بُعد (درون) تجارية يمكن شراؤها من أي متجر، حيث أوقف الاتصال بين تطبيق الطائرة على الهاتف الجوال والطائرة نفسها، ومن ثم ربط كومبيوتره بها من دون معرفة كلمة السر، وذلك باستغلال بروتوكولات اتصال غير آمنة تستخدمها الطائرة، ومن ثم التحكم بها بالكامل، بما في ذلك تفعيل بث الفيديو من الكاميرا المتصلة بالطائرة واستقباله على كومبيوتره وحفظه. واستطاع «روبين بول» الملقب بـ«النينجا الرقمي» Cyber Ninja القيام بذلك في أقل من 10 دقائق ومن خلال بضعة أوامر كتبها أمام الحضور، الأمر الذي يكشف عن الحجم المهول لفجوات الأمن الرقمي في الأجهزة المتصلة بالإنترنت والتدابير الأمنية المتدنية بشكل غير مقبول لملايين الأدوات والأجهزة الذكية المستخدمة يومياً. ويمكن تخيل الآثار السلبية جراء استهداف ملايين القراصنة المحترفين الأجهزة اللاسلكية المتصلة بالإنترنت الموجودة بين أيدي كثير من المستخدمين دون علمهم بأن مستويات الأمن الرقمي فيها شبه معدومة. وأكد ابن الثالثة عشرة أن ثمة حاجة ماسة إلى وضع تصاميم ونماذج جديدة للأمن الإلكتروني، «لأن ما نقوم به حتى الآن ليس كافياً»، وأنه «من المهم للمصنعين تطبيق ضوابط أمنية صارمة على أجهزتهم حرصاً على عدم تعريض المستهلكين للخطر. وحذر روبين من تحول «إنترنت الأشياء» إلى «إنترنت التهديدات» في ظل وجود 7 مليارات جهاز متصل بالإنترنت اليوم، وازدياد هذا العدد في كل عام.

التهديدات في المنطقة العربية
تم خلال الحدث تسليط الضوء على المعلومات ذات الصلة بمشهد التهديدات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا خلال الربع الأول من عام 2019؛ حيث أبلغت الشركة عن وقوع أكثر من 150 مليون هجوم ببرمجيات خبيثة في الربع الأول وحده، وهو ما يمثل نحو 1.6 مليون هجوم يومياً بزيادة قدرها 8.2 في المائة عن الربع الأول من عام 2018. واجتذبت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا حصة كبيرة من هجمات البرمجيات الخبيثة التي تستهدف الهواتف الجوالة بسبب اشتمال المنطقة على واحد من أعلى معدلات انتشار الهواتف الجوالة في العالم. وتجاوز عدد الهجمات بالبرمجيات الخبيثة على الهواتف الجوالة في المنطقة خلال الربع الأول من العام الحالي 368 ألف هجوم، بمعدل 4.098 هجوماً في اليوم، وبارتفاع قدره 17 في المائة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
وكشفت الشركة عن أنها تتعرف حالياً على 360 ألف هجوم جديد كلياً بشكل يومي؛ بمعدل 4 فيروسات في كل ثانية، بينما كان هذا العدد فيروساً واحداً في الساعة في عام 1994، وازداد ليصبح فيروساً في كل دقيقة في عام 2006، ومن ثم فيروساً في كل ثانية في عام 2011، وأن مشهد الهجمات الرقمية يتكون من هجمات تقليدية على أجهزة المستخدمين بنسبة 90 في المائة، و9.9 في المائة من الهجمات التي تستهدف المؤسسات، و0.1 في المائة تستهدف الأسلحة الرقمية للحكومات.
وواجهت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا خلال الربع الأول من 2019 هجمات مستمرة في مجالات تشمل: البرمجيات الخبيثة الخاصة بتعدين العملات الرقمية والتي بلغت 3.16 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 35 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 146 في المائة عن الربع الأول من 2018. و«هجمات التصيد» التي بلغت 5.83 مليون هجوم؛ بمعدل يومي قدره 64 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 334 في المائة عن الربع الأول من 2018. بالإضافة إلى «هجمات طلب الفدية» التي بلغ عددها 193 ألف هجوم، بمعدل يومي قدره 2.1 ألف هجوم، وانخفاض بنسبة 18 في المائة عن الربع الأول من 2018.
وكشفت الشركة كذلك عن التهديدات التي تواجهها البلدان في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، حيث تُظهر النظرة المقربة أن مشهد التهديد ليس هو نفسه دائماً، وأن بعض الدول تشهد أنواعا معينة من التهديدات أكثر من غيرها. فعلى سبيل المثال، شهدت السعودية 1.6 مليون «هجوم تصيد» في الربع الأول من العام الحالي، و38 مليون «هجوم خبيث»، وأكثر من 70 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة. بينما شهدت الإمارات 1.1 مليون «هجوم تصيد»، و23 مليون «هجوم خبيث»، وأكثر من 52 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة. أما مصر، فشهدت 600 ألف «هجوم تصيد»، و19 مليون «هجوم خبيث»، وأكثر من 86 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع أمير كنعان، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في «كاسبرسكي لاب»، الذي قال إن كثيراً من بلدان المنطقة العربية جاهزة للمشاريع العملاقة من حيث البنية التحتية التقنية والأمن الرقمي، مثل مشاريع «نيوم»، و«المدينة الإدارية» الجديدة في مصر... وغيرها، «ذلك أن الحكومات تدمج تقنيات الأمن الرقمي خلال مرحلة تطوير البنية التحتية، ولا تضيف تقنيات الأمن الرقمي بعد اكتمال البنية التحتية».
من جهته أشار أمين حاسبيني، رئيس فريق البحث والتحليل العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في الشركة، إلى الانخفاض في «هجمات طلب الفدية» مما يعني أن الاهتمام قد تحول إلى مجال آخر، وأن التهديدات المالية التي تواجه الأفراد والمؤسسات تزداد بشكل كبير.

توعية إلكترونية
وترى الشركة أن «جدار الحماية البشري» يتكون من التوعية والثقيف الإلكتروني لبناء حماية مستدامة لأي شركة، «ذلك أن الهجمات أصبحت تتمحور حول المستخدم، فتركيز مجرمي الإنترنت يزداد أكثر اليوم على الموظفين، لأنه من الأسهل بكثير اختراق تدابير الدفاع الإلكتروني من الداخل، عبر الاستفادة من الموظفين الذين يفتقرون إلى الوعي اللازم. وأطلقت الشركة منصة جديدة لتثقيف المستخدمين وفقاً لخبراتهم ومهاراتهم ومناصبهم في العمل، تحت اسم (منصة تدريب كاسبرسكي للتوعية الأمنية الإلكترونية) Kaspersky Automated Security Awareness Platform، والتي تهدف إلى مساعدة الشركات من جميع الأحجام في معالجة الفجوات المهارية والمعرفية في الأمن الإلكتروني لدى الموظفين، وتعزيز الوعي الأمني الإلكتروني للموظفين، ورفع كفاءة التدريب، مع تقديم تعليم مختص من خلال تقديم الدروس التدريبية والتعليمية بصيغ مختلفة، والتعزيز المستمر لقدرات الموظفين ومهاراتهم، وهي منصة تدعم اللغة العربية بالكامل. كما يجب توعية الأهل والمدارس والأطفال بالمخاطر الموجودة في الإنترنت؛ تماماً مثل عدم قبول الأهل تركهم في المدينة في منتصف الليل، فكيف يقبلون تركهم في الفضاء الإلكتروني مع الغرباء في منتصف الليل؟!».
وأظهرت إحصاءات الشركة أن 27.3 في المائة في المعدل من جميع المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا قد تأثروا خلال الربع الأول من عام 2019 بحوادث مرتبطة بتهديدات الإنترنت، الأمر الذي يبرز الحاجة المستمرة إلى تعزيز الوعي والتثقيف الأمنيين. وضمت السعودية أكبر عدد من المستخدمين المتأثرين بهذه التهديدات بنسبة 35.9 في المائة، في حين كانت ناميبيا أقل الدول تأثراً بنسبة 18.5 في المائة. وأبلغ نحو نصف المستخدمين في المنطقة عن تهديدات محلية، مثل تلك التي تنتشر في الشبكات المحلية عبر الأقراص المدمجة أو وحدات التخزين المحمولة «يو إس بي».



بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».