مصر لتشغيل أنفاق استراتيجية ضمن مخطط لتنمية سيناء

حُفرت أسفل قناة السويس... والسيسي يفتتحها اليوم

TT

مصر لتشغيل أنفاق استراتيجية ضمن مخطط لتنمية سيناء

يفتتح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، أنفاقاً استراتيجية تربط بين المحافظات المصرية المختلفة، وشبه جزيرة سيناء، وتمر أسفل قناة السويس، بهدف زيادة حركة النقل بين الجانبين ودفع حركة التنمية في شمال وجنوب سيناء.
وتعول مصر كثيراً على تنمية محافظات القناة (بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس) لخلق تجمع اقتصادي متكامل، وبما يساعد في تحويل محافظة شمال سيناء (المضطربة بفعل العمليات الإرهابية منذ سنوات) إلى موقع جاذب للاستثمار، وقال السيسي، في فبراير (شباط) 2018، إن عملية التنمية الشاملة بسيناء تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 275 مليار جنيه.
وكانت حركة النقل بين سيناء وبقية المحافظات المصرية، تعتمد على نفق الشهيد أحمد حمدي الذي يمر أسفل قناة السويس وكوبري السلام العلوي المار بأعلاها، فيما تفيد البيانات الرسمية، بأن النفقين الجديدين يضم كل منهما اتجاهاً مرورياً واحداً يحتوي على حارتين، كما يبلغ قطر النفق الخارجي 12.6 متراً، بينما يبلغ القطر الداخلي 11.40 متر، كما أن طول النفق الواحد يبلغ نحو 4830 متراً، ويصل إلى 6830 متراً بالمداخل والمخارج، والمسافة بين النفقين الشمالي والجنوبي تبلغ 12 متراً، كما يضم كل نفق 10 ممرات للطوارئ بواقع ممر كل 500 متر.
وتقدر مساحة محافظة شمال سيناء بنحو 27.5 ألف كيلومتر مربع، يعيش فيها نحو نصف مليون شخص، بحسب أحدث إحصائية متاحة، غير أن معظمهم يقيمون في المناطق القريبة من الشريط الساحلي المطل على البحر المتوسط.
وأفادت صحيفة «الأهرام» الرسمية المملوكة للدولة، أمس، بأن «القدرة الاستيعابية لعبور السيارات تصل إلى 50 ألف سيارة في اليوم بواقع 100 ألف سيارة في النفقين، كما يضم النفق أحدث منظومة لإطفاء الحرائق على مستوى العالم». وتضم قائمة المشروعات التي يفتتحها الرئيس المصري، اليوم، «مدينة الإسماعيلية الجديدة» وتضم 57 ألف وحدة سكنية على مساحة 10 ملايين متر مربع، وكوبريين عائمين، فضلاً عن نادٍ اجتماعي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.