بعدما أضاء ليونيل ميسي طريق برشلونة الإسباني نحو نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعرض رائع خلال الفوز 3 - صفر على ليفربول في ذهاب قبل النهائي، لا يستطيع أي شخص تقريبا أن يقول إن النجم الأرجنتيني لا يسير في طريقه لتنفيذ وعده باستعادة اللقب.
وفي أول تصرف بعد ارتداء شارة القيادة أبلغ ميسي المشجعين عند خوض مباراة ودية أمام بوكا جونيورز قبل انطلاق الموسم في أغسطس (آب) الماضي أنه مع زملائه «سيحاولون فعل كل شيء ممكن حتى تعود الكأس الأوروبية الجميلة والمرغوبة إلى نو كامب».
ولم يحرز برشلونة اللقب الأوروبي منذ 2015 واضطر إلى متابعة غريمه ريال مدريد يسيطر على الكأس منذ ذلك الحين لكن إصرار ميسي على إنهاء الغياب أربع سنوات كان واضحا في الأدوار السابقة.
وبعدما افتتح الأوروغواياني لويس سواريز التسجيل لبرشلونة في مرمى فريقه السابق، هيمن سحر ميسي على ما عداه في ربع الساعة الأخير، ليوجه ضربة قاسية لآمال ليفربول بتسجيله ثنائية في الدقيقتين 75 و82.
وبالهدف الثاني الذي حمل الرقم 600 له مع برشلونة، وأتى من ركلة حرة مباشرة بعيدة نفذها بطريقة رائعة، ألحق ميسي بليفربول أكبر هزيمة في المسابقة تساويا مع التي تلقوها على يد ريال مدريد الإسباني بثلاثية نظيفة أيضا في أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
وعلى رغم هذه الأفضلية، شدد ميسي على أن الدور نصف النهائي لم ينتهِ، في انتظار حلول الفريق الكاتالوني ضيفا على رجال المدرب الألماني يورغن كلوب الثلاثاء المقبل، لمواصلة حلمه بتكرار سيناريو 2009 و2015 بإحراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين، ودوري الأبطال.
واعتبر أفضل لاعب في العالم خمس مرات أن الفوز ليس حاسما وقال: «سنذهب إلى ملعب معقد جدا (أنفيلد)، يتمتع بتاريخ كبير».
وأضاف: «تركنا أنفسنا ننساق للعب وفق إيقاعهم، كرة قدم بدنية جدا، هجمة مرتدة تلو الأخرى. لسنا معتادين على ذلك، نعتاد أن تكون الكرة معنا وأن ندفع الخصم إلى الجري. كان الأمر معقدا بعض الشيء».
وبشأن هدفه الشخصي الثاني قال: «الكرة دخلت بطريقة مذهلة، قلنا في بداية الموسم إن (دوري الأبطال) لقب سنحرزه معا... تتبقى لنا بعض المباريات، تتبقى لنا ثلاث مباريات نهائية، وسنصل (إلى أهدافنا) معا».
ويتوجب على ليفربول أن يكون أكثر فعالية على أرضه إذا ما أراد بلوغ النهائي الثاني تواليا والتاسع في تاريخه المتضمن خمسة ألقاب.
وعلق كلوب مدرب ليفربول قبل اللعب في برشلونة أن وعد ميسي إلى مشجعي فريقه «يبدو أشبه بالتهديد» وفي الوقت الذي قدم فيه ناديه عرضا رائعا في نو كامب فإنه لم يكن بوسعه ترويض المهاجم الأرجنتيني.
وهذه المرة الثالثة التي يظهر فيها ميسي بشكل رائع في ذهاب قبل نهائي دوري الأبطال بعدما سبق أن تألق في الفوز 2 - صفر على ريال مدريد في 2011 و3 - صفر على بايرن ميونيخ في 2015 وتوج برشلونة باللقب في المناسبتين.
ولم يكن أمام كلوب سوى إبداء إعجابه بميسي، وقال المدرب الألماني: «في هذه اللحظات هو غير قابل للإيقاف. لا يمكن الدفاع في الركلة الحرة... ما أجمل التسديدة. كنت أعلم قبل ذلك أن ميسي لاعب من طراز رفيع والآن شاهدت ذلك
مجددا ولا أشعر باندهاش كبير».
واعترف كلوب بأن مهمة فريقه باتت صعبة في مباراة الإياب وقال كلوب عقب المباراة: «الخسارة صفر - 3 صعبت الأمور علينا كثيراً، حينما كنا خاسرين صفر - 2 كانت لدينا فرصة للتعويض، لكن إضافة الهدف الثالث زادت من صعوبة الأمر حقاً».
وأضاف: «أنا فخور باللاعبين، لأنهم قدموا أداء جيدا للغاية ولكنهم أضاعوا الكثير من الفرص، برشلونة حاول كثيراً أن يهدئ من أسلوب لعبنا، لأننا ضغطنا عليهم بقوة».
وواصل كلوب: «أنا راض عن أداء اللاعبين رغم النتيجة، لقد بذلوا مجهوداً كبيراً، لكن ميسي كذلك سجل هدفا رائعا، لا أعرف كيف ارتفعت الكرة في الهواء مرتين، ثم استقرت في الشباك».
وقال كلوب: «هذه هي كرة القدم. الأمر يتعلق بتسجيل الأهداف وبرشلونة أحرز ثلاثة أهداف ونحن لم نسجل لكن الأداء كان جيدا جدا. لم يكن فريقي ليقدم أداء أفضل مما فعل، لكن أمام فريق مثل برشلونة فلحظات بسيطة تمنحه الفرصة. ما الذي يمكنني قوله؟ أنا سعيد بالأداء لكن بالتأكيد لست سعيدا بالنتيجة ويجب أن نتقبل ذلك فهذه هي كرة القدم ونحن نعلم ذلك. لا تحصل على درجات فقط نتيجة صعبة وعلينا تقبلها».
وعندما تأخر ليفربول 1 - صفر في الشوط الأول بهدف سواريز، عاد الفريق وسيطر على إيقاع اللقاء وحصل على فرص أيضا إذ تصدى حارس برشلونة لتسديدتين من جيمس ميلنر فيما ارتدت كرة محمد صلاح من القائم.
وقال كلوب: «بعد نهاية الشوط الأول قمنا بتحليل ما حدث وأبلغت اللاعبين ما الذي يمكن أن نقدمه بشكل أفضل وعلينا فعل ذلك مرة أخرى. لا أعلم هل كان يمكننا تقديم أداء أفضل من ذلك أم لا».
وتابع: «لكن بعد ذلك جاءت تلك اللحظة عندما ارتدت الكرة من العارضة... ثم أحرز ميسي هدفا سهلا. ثم سجل هدفا مذهلا فهذا ما حدث. بالتأكيد لم تكن هناك فرصة للتصدي لتلك الكرة. برشلونة أظهر أنه أكثر خبرة. شاهدنا ذلك في لحظات عندما أوقف إيقاعنا وقام بتهدئة اللعب لكن هذا جزء من كرة القدم».
في المقابل أشاد إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة أيضا بمهاجمه الأرجنتيني وأكد أنه دائما ما يثير اندهاشه، وقال: «ليو يفاجئني دائما، لم أكن أعتقد أنه سيسدد الكرة في نفس زاوية الحارس. لا أعرف كيف فعل ذلك لكنه دائما ما يفعل ذلك بشكل صحيح. من الأفضل عدم التفكير في هذا الأمر. إنه يتميز بالتزام كبير جدا نحو النادي وزملائه. ليفربول قوي جدا بدنيا لذا كان من المهم للاعبينا القتال على الكرة وهذا ما فعله ليو بشكل رائع. نعرف أنه إذا فعل أي شيء سيحاول الآخرون السير على خطاه».
وكان ليفربول يمني النفس بأن يعزز سجله كالفريق الإنجليزي الوحيد الذي فاز على برشلونة في معقله قاريا، وأن يكرر سيناريو موسمي 1975 - 1976 حين فاز 1 - صفر في ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، و2006 - 2007 في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال (2 - 1).
لكن برشلونة أظهر أن قوته على أرضه لا تضاهى، إذ عزز الرقم القياسي لأطول سلسلة من المباريات المتتالية في دوري الأبطال دون هزيمة بين جماهيره، برفعه إلى 32 مباراة، وتحديدا منذ الأول من مايو (أيار) 2013 حين سقط أمام بايرن ميونيخ الألماني صفر - 3 في إياب نصف النهائي، بعدما خسر ذهابا أيضا 4 - صفر.
وكما حدث قبل انطلاق الموسم تولى ميسي قيادة برشلونة ويبدو أن كل شيء يسير وفقا للخطة لانتزاع «الكأس الجميلة والمرغوبة».
ميسي «الساحر» يمهد طريق برشلونة نحو النهائي... وكلوب يعترف بصعوبة الإياب
المهاجم الأرجنتيني سجل هدفه الـ600 مع الفريق الكاتالوني واقترب من الوفاء بوعده بحصد لقب دوري الأبطال
ميسي «الساحر» يمهد طريق برشلونة نحو النهائي... وكلوب يعترف بصعوبة الإياب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة