شيفيلد يونايتد يستعد للعب مع الكبار

صعود الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز يعود أولاً إلى جهود لاعبه السابق ومدربه الحالي كريس ويلدر

جاك كونييل بعد هدفه الثاني في مرمى ايبسويتش
جاك كونييل بعد هدفه الثاني في مرمى ايبسويتش
TT

شيفيلد يونايتد يستعد للعب مع الكبار

جاك كونييل بعد هدفه الثاني في مرمى ايبسويتش
جاك كونييل بعد هدفه الثاني في مرمى ايبسويتش

هناك فيديو مشهور تعشقه جماهير شيفيلد يونايتد يظهر فيه كريس ويلدر وهو يتحدث لقناة إذاعية محلية أثناء احتفالات النادي بقلب المدينة بصعوده من دوري الدرجة الثانية عام 2017، يقول فيه: «أحتاج إلى قص شعري كل ثلاثة أسابيع». وتبدو على ويلدر في الفيديو أنه كان مستمتعاً للغاية بذلك اليوم المميز. وفي الفيديو، يضيف ويلدر: «أترك سيارتي عند متجر كول برذرز. وأسير متجاوزاً وسط المدينة، بينما أرتدي سروالاً قصيراً للغاية اعتدت الخروج به مساء كل سبت. وأسير هناك باتجاه النافورة القديمة وأتجاوز متجر جوزفينز، بينما تساورني التساؤلات حول عدد المرات التي كنت فيها هنا، وعدد المرات التي حرمنا فيها من الدخول عندما كنا لاعبين».
يحمل الفيديو مشاعر جياشة وعميقة ويعبر بصدق عن حجم الارتباط الوثيق بين ويلدر ومدينته وناديه. أما الفكرة الأساسية التي يريد توصيلها من خلال حديثه هذا أنه كل ثلاثة أسابيع وفي طريقه إلى الحلاق، وبينما يتمشى في شوارع المدينة ويمر أمام معالم بارزة فيها وصولاً إلى وسط المدينة، يراوده في تلك اللحظة سؤال: «ماذا سيحدث في مايو (أيار)، ماذا لو أننا نجحنا». الآن، يقف ويلدر في انتظار احتفال آخر أكبر.
المؤكد أن هذه المشاعر الجياشة وهذه الرابطة العميقة تشكل عنصراً محورياً في نجاح ويلدر داخل النادي منذ أن اجتاز أبوابه للمرة الأولى ومزق الملصقات التحفيزية التي كانت معلقة على الجدران حول غرفة تغيير الملابس في صيف 2016. وجاء انضمام ويلدر إلى النادي على خلفية أقل مركز ينهي به الفريق أي موسم كروي خلال 33 عاماً... المركز الـ11 في دوري الدرجة الثالثة، ومنذ ذلك الحين حقق النادي جولتي صعود خلال ثلاثة مواسم، وعاد للدوري الممتاز للمرة الأولى منذ ما يزيد على العقد، في قصة نجاح أقل ما يقال عنها إنها استثنائية.
أما توجه ويلدر الصريح في التعبير عن مشاعره، فلا ينبغي استغلاله في رسم صورة فريقه باعتباره مجرد مجموعة من اللاعبين الذين يحاولون باستمرار ودأب. جدير بالذكر أن آخر فريقين لشيفيلد يونايتد يفوزان بالصعود إلى الدوري الممتاز هما الفريق الذي قاده ديف باسيت موسم 1989 - 1990 والآخر الذي قاده نيل وارنوك موسم 2005 - 2006.
وكان ويلدر جزءاً من الفريق الذي قاده باسيت كمدافع، وفي تلك الفترة اعتاد قضاء الأمسيات بالخارج والتنزه عند النافورة، لكن أداء فريقه كان بعيداً تماماً عن الأسلوب المباشر. جدير بالذكر أن الهدف الأول الذي أحرزه الفريق في إطار فوزه الصعب أمام إبسويتش، السبت، الذي ضمن له الصعود جاء بفضل معاونة من جانب جاك أوكونيل، أي من قلب الدفاع.
أيضاً، يعود جزء كبير من الفضل وراء مستوى أداء الفريق إلى مساعد ويلدر، آلان نيل. وبينما كان ويلدر يتحدث عن روتينه المتعلق بقص الشعر، بمقدور الجميع النظر إلى نيل، وهو يطل بهدوء باتجاه الحشود المحتفلة وينهمك في التفكير بخصوص تشجيع هذه الحشود المحتفلة عند تسديد الكرات الثابتة. بعد الفوز أمام إبسويتش، اضطر ويلدر، ولم تكن هذه المرة الأولى، إلى دفع نيل دفعاً باتجاه ملعب شيفيلد يونايتد، حيث كانت الجماهير تشدو باسمه. بوجه عام، يبدو أن مزيج النار والثلج المتمثل في ويلدر ونيل عمل بصورة ممتازة.
إلا أنه في الوقت الذي كانت مشاهد حشود السبت مثيرة للبهجة، لم يكن التفاؤل مسيطراً على المزاج العام للفريق خلال الصيف الماضي. جدير بالذكر أن الموسم الماضي خاض شيفيلد يونايتد معركة حامية الوطيس خلال الخريف للفوز بالصعود، لكنه أخفق فيها على نحو مزرٍ. وبالنظر إلى تحقيقه فوزين فقط خلال المباريات التسع الأخيرة التي خاضها، لم يكن ثمة ما يدعو للاعتقاد بأنه قد ينجح في الصعود، وانتهى الموسم بإطلاق ويلدر تهديدات بالانسحاب من الفريق إذا لم تجر تسوية بعض الصراعات الدائرة داخل النادي. وبالفعل، تم إقرار هدوء مؤقت.
من ناحية أخرى، أتاح بيع ديفيد بروكس لبورنموث مقابل نحو 11 مليون جنيه إسترليني مساحة للمناورة داخل سوق الانتقالات، لكن النادي لم ينفق أمواله سوى على ضم جون إيغان، لاعب قلب وسط منتخب جمهورية آيرلندا القادم من برنتفورد وأصبح الصفقة القياسية في تاريخ النادي بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني، وكذلك أوليفر نوروود القادم من برايتون. أما ديفيد مغولدريك ومارتن كريني وكونور واشنطن، فقد انتقلوا في إطار صفقات حرة، بينما انضم حارس المرمى دين هندرسون على سبيل الإعارة قادماً من مانشستر يونايتد. وقد كان خمسة من الاختيارات الأولى في التشكيل الأساسي للفريق هذا الموسم من المشاركين بانتظام في الفريق في دوري الدرجة الثانية.
وتفاقم الشعور بعدم الارتياح عندما خسر الفريق في أول مباراتين له بالموسم أمام سوانزي سيتي وميدلزبره. بعد ذلك، تعافى أداء الفريق، لكن بحلول أعياد الكريسماس كان شيفيلد يونايتد في المركز الـ6، وتفصله 7 نقاط عن ليدز يونايتد الذي كان يحتل المركز الثاني، و9 نقاط عن الأول - نوريتش سيتي - إلا أنه منذ ذلك الحين، قدم شيفيلد يونايتد أداءً استثنائياً، وذلك بفوزه في 15 مباراة وتعادله في خمس من إجمالي 22 مباراة، وهو سجل أفضل عن أي فريق آخر بالدور نفسه.
الملاحظ أن عمق الفريق خلق اختلافاً محورياً. ويمكن تحديد النقطة التي انهارت خلالها حملة الفريق الموسم الماضي باللحظة التي كسرت خلالها ساق لاعب خط الوسط بول كوتس في ملعب فريق بورتون ألبيون في نوفمبر (تشرين الثاني). أما هذا الموسم، فقد نجح الفريق في التكيف بصورة رائعة مع العثرات التي واجهته في طريقه، خصوصاً الفوزين اللذين حققهما خلال موسم عيد الفصح رغم غياب قائد الفريق والهداف الأول به بيلي شارب، الذي عاد لفترة ثالثة في النادي عام 2015، وأحرز لاحقاً 89 هدفاً في 175 مباراة، ما جعله أسطورة في تاريخ النادي.
ومن غير الواضح بعد ما إذا كان هذا الفريق قادرا على كتابة فصل جديد في تاريخ النادي بنجاحه في ضمان البقاء الموسم المقبل. الآن، ينتظر الفريق صيفاً يعج بالتوقعات والتطلع نحو المستقبل والمشاركة في الدوري الممتاز، وربما مجد جديد.
جدير بالذكر أن بيلي شارب قائد شيفيلد يونايتد قضى معظم مسيرته بعيداً عن الدوري الإنجليزي الممتاز، لذا استمتع بشعور مميز بعد الصعود لدوري الأضواء الأحد. وسجل شارب 24 هدفاً في 41 مباراة مع شيفيلد بجميع المسابقات هذا الموسم، وسبق له أن خاض مباراتين فقط في الدوري الممتاز مع ساوثهامبتون بموسم 2012 – 2013، والآن بدا متحمسا للعودة للأضواء مع نادي صباه.
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أود الاستمتاع بالتجربة مع بقية الفتية»، لكنه توقع أن يضم النادي لاعبين يتمتعون بخبرة في الدوري الممتاز خلال انتقالات الصيف. وأضاف: «نفتقر للخبرة في الدوري الممتاز. أنا لعبت مباراتين فقط وكذلك كريس باشام واندا ستيفنز لذا سنحتاج لإضافة بعض اللاعبين من أصحاب الخبرات والكفاءة من أجل البقاء في أفضل مسابقة دوري في العالم».
ويتطلع الحارس دين هندرسون (22 عاماً)، المعار من مانشستر يونايتد، للبقاء مع شيفيلد يونايتد بعد أن خاض كل مباريات دوري الدرجة الأولى وعددها 45 مباراة. وقال هندرسون: «الأمر يتعلق بالمال بالتأكيد، لكنني أتوق للعودة (إلى شيفيلد) في الموسم المقبل. «تأثرت عاطفياً بعودة النادي إلى المكان الذي يستحقه. إنه ناد رائع ويستحق اللعب في الدوري الممتاز».


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».