يمثل غداً الخميس أمام محكمة الإرهاب بمدينة سلا المجاورة للرباط 24 متهماً في قضية مقتل سائحتين إسكندنافيتين منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي في متنره جبلي قرب مراكش.
وتضم المجموعة أربعة متهمين رئيسيين ظهروا في شريط فيديو يصور عملية قتل السائحتين، وفي شريط ثان يعلنون فيه بيعتهم لتنظيم «داعش»، إضافة إلى سويسري من أصل إسباني، لم يشارك مباشرة في عملية القتل، غير أنه كان على علاقة وثيقة بالخلية الإرهابية وأيضاً بمتشددين آخرين في سويسرا وسوريا.
وتضم هذه الخلية محكومين سابقين في قضايا تتعلق بالإرهاب في المغرب من بينهم عبد الصمد الجود، أمير الخلية ومؤسسها. ويظهر الجود في شريط الفيديو وهو يقتل إحدى السائحتين، ويسمع صوته بوضوح. كما يظهر في شريط البيعة لتنظيم «داعش» وسط المجموعة التي نفذت العملية، وهو يتلو بيان البيعة. وبدأت قصة الجود مع التطرف قبل 10 سنوات، وكان عمره آنذاك 15 سنة، وخلال تردده على أحد المساجد بهدف حفظ القرآن في ضاحية مراكش تعرف على متشددين لتبدأ رحلة غسل دماغه وصولاً إلى قرار التخطيط للسفر إلى سوريا في سنة 2014 مع ثلاثة أشخاص آخرين للالتحاق بـ«داعش». غير أن الأمن المغربي أحبط هذه العملية، وحكم على الجود بثلاث سنوات حبساً، خففت فيما بعد إلى 13 شهراً.
وفي السجن التقى الجود أشخاصاً آخرين، من بينهم أحد أعضاء الخلية التي ستبدأ محاكمتها الخميس على خلفية مقتل السائحتين الإسكندنافيتين. وبعد خروجه من السجن في 2015 ظل على اتصال مع زملائه المسجونين وربط علاقات جديدة.
وخلال سنة 2016 التقى الجود مع كيفن زوار غيرفوس، الإسباني - السويسري، وعمره أيضاً 25 سنة، الذي جاء للمغرب قصد تحسين إسلامه بعدما كان قد أشهر إسلامه في سويسرا سنة 2011. واستقطبه متطرفون في أحد مساجد جنيف، وحاولوا تجنيده للذهاب إلى سوريا. إلا أنه فضل التريث والسفر إلى بلد إسلامي قصد التعرف على الإسلام بشكل أفضل. وفي 2015 حل بمراكش حيث تعرف على طالب في الدراسات الإسلامية، ومن خلاله وصل إلى جماعة الجود.
في عام 2017 مع اشتداد حملة التحالف الدولي ضد «داعش» تغيرت خطط الجود وخليته. فبدل التفكير في طريقة للسفر إلى سوريا أصبح الهدف هو التخطيط لعمليات إرهابية في المغرب. وتوالت الاجتماعات والتنسيقات بين أعضاء الخلية، ونوقشت كثير من الأهداف، من بينها ضرب كنيسة في مراكش، وقاعدة عسكرية هناك باستعمال متفجرات، وتسميم السياح، ومهاجمة المصطافين في شاطئ البحر بآسفي (غرب مراكش).
وخلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي عقدت مجموعة تتكون من خمسة أشخاص، ضمنهم الجود، لقاءات في منطقة إمليل الجبلية قرب مراكش. وفي خلال أسبوع أصدرت شريط بيعة لـ«داعش»، ونفذت عملية ذبح السائحتين وصورتها. وكانت بطاقة هوية الجود، التي أضاعها خلال العملية في مكان قرب الضحيتين، هي العلامة التي قادت الأمن إلى اعتقال أمير الخلية وبقية عناصرها.
المغرب يبدأ محاكمة 24 متهماً في قضية قتل سائحتين إسكندنافيتين
المغرب يبدأ محاكمة 24 متهماً في قضية قتل سائحتين إسكندنافيتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة