إسرائيل تبحث تصعيد الاعتداءات على اليهود... وقائد يميني يهنئ حزباً للنازية

TT

إسرائيل تبحث تصعيد الاعتداءات على اليهود... وقائد يميني يهنئ حزباً للنازية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، أنه «على ضوء تزايد حدة الاعتداءات المعادية للسامية في كل أنحاء العالم سيعقد، هذا الأسبوع، جلسة خاصة لمناقشة هذه التطورات بمشاركة جميع الجهات المختصة».
وقد جاء هذا الإعلان إثر الاعتداء الإجرامي الذي نفذ، يوم الأول من أمس، على الكنيس اليهودي في ولاية كاليفورنيا، حيث قام مواطن أميركي يكره المسلمين واليهود بإطلاق الرصاص على المصلين فقتل واحدة منهم وجرح العشرات. وقد أدان نتنياهو هذا الاعتداء واعتبره «ضربة في قلب الشعب اليهودي». وقدم التعازي إلى عائلة القتيلة لوري غيلبرت كاي وأمنيات الشفاء العاجل للجرحى. وقال إنه «يجب على المجتمع الدولي أن يشدد الإجراءات لمكافحة معاداة السامية».
وقال مصدر مقرب منه إن «زيادة الاعتداءات على مواطنين يهود ومؤسسات دينية واجتماعية يهودية في العالم، تستدعي جهوداً دبلوماسية وأمنية مختلفة من إسرائيل. فهي دولة اليهود ومكلفة بالدفاع عن اليهود في أي مكان في العالم. والأمر الأول الذي يجب فعله هو مكافحة مظاهر اللاسامية ومحاربة الأحزاب والتنظيمات التي تحارب اليهود لمجرد كونهم يهوداً ساميين».
بيد أن هذا الموقف، الذي يبدو صارماً ضد اللاساميين، لم يمنع رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، إيلي حزان، من أن يكتب في حسابه على «تويتر» إنه يكن تقديرات لقادة حزب اليمين المتطرف في إسبانيا (فاكس)، المعروف بأنه يضم كوادر عديدة معادية للسامية وتنكر وقوع الكارثة النازية ضد اليهود. وقد اعتبره حزان «حزباً شقيقاً لليكود، نخوض المعارك معاً في دول الاتحاد الأوروبي». وقد أثارت هذه التغريدة نقاشات حادة في الشبكات الاجتماعية وأغضبت يهود إسبانيا، الذين احتجوا على حزان لدى ننتنياهو. فاضطر حزان إلى التراجع، وكتب: «أخطأت وفهمت خطأي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.