تشير دراسة أُجرِيَت على توائم في أستراليا إلى أن العوامل البيئية تبدو مسؤولة بشكل أكبر من الجينات عن إصابة أسنان الأطفال بالتسوس.
ولإجراء الدراسة، تابع الباحثون 345 من التوائم منذ مرحلة الحمل عند 24 أسبوعاً، وحتى بلوغهم ست سنوات من العمر، حيث خضعوا جميعاً لفحص الأسنان. وبوصولهم لسن السادسة أصيب 32 في المائة من الأطفال بالتسوس، فيما أصيب 24 في المائة بتجاويف في الأسنان.
ولمعرفة مدى تأثير الجينات الوراثية في احتمالات الإصابة بالتسوس، فحص الباحثون نسبة تكرار إصابة التوائم المتطابقة في المجموعة، وبالتالي لديهما الخريطة الجينية ذاتها، مقارنة بالتوائم غير المتطابقة التي يشترك الطفلان فيها في العادة في نصف خريطة الجينات.
وخلص الباحثون إلى أن احتمالات إصابة طفلين توأمين، متطابقين أو غير متطابقين، بالتسوس وتجاويف الأسنان كانت متساوية تقريباً، بما يشير إلى أن الجينات لا تفسر الكثير فيما يتعلق بصحة الفم والأسنان.
وقالت ميهيري سيلفا، كبيرة الباحثين في الدراسة من جامعة ملبورن عبر البريد الإلكتروني: «بناءً على ذلك تُعتبر العوامل المؤثرة بيئية في أغلبها ويمكن تعديلها... هذا قد يدحض فكرة أن الأفراد مقدَّر لهم جينياً أن تكون أسنانهم ضعيفة، ويدفعنا للتوصل إلى طرق لمعالجة عوامل الخطر التي نعلم أنها مهمة لصحة الإنسان».
وأشار الباحثون في الدراسة التي نُشِرت في دورية طب الأطفال «بدياتركس» إلى أن ما يتراوح بين 60 و90 في المائة من الأطفال في سن المدرسة حول العالم يعانون من تسوس الأسنان، مما قد يتسبب في ألم والتهاب ودخولهم للمستشفى. ويمكن أيضاً لألم الأسنان أن يتسبب في الغياب عن المدرسة وسوء التغذية، بما يؤثر سلباً على نمو الأطفال وتطورهم، ويؤثر سلباً أيضاً على جودة حياة الأطفال والآباء على السواء. كما أضاف فريق الدراسة أن صحة الأسنان في الطفولة هي أقوى مؤشر على صحتها لدى البالغين.
وبدا أن ثلاثة عوامل بيئية لها تأثير على زيادة احتمالات الإصابة بالتسوس والتجاويف، وهي السمنة لدى الأم، والعيوب في مينا الأسنان، وقلة المياه المعالجة بالفلوريد.
وقالت سيلفا: «بناءً على تلك النتائج من كل الأبحاث المتاحة، بما فيها دراستنا، على الوالدين والأسر التركيز على ممارسة العادات الصحية بشكل عام، بما يشمل النظام الغذائي قليل السكريات وتنظيف الأسنان بانتظام».
العوامل الوراثية لا علاقة لها بتسوس أسنان الأطفال
العوامل الوراثية لا علاقة لها بتسوس أسنان الأطفال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة