«الكتائب» و«المردة» يبحثان رفع مستوى التعاون والتنسيق

في رد على «استئثار التيار» بالمواقع المسيحية

TT

«الكتائب» و«المردة» يبحثان رفع مستوى التعاون والتنسيق

تُوجت المشاورات واللقاءات المستمرة منذ فترة بين حزب «الكتائب اللبنانية» الذي يرأسه النائب سامي الجميل وتيار «المردة» الذي يتزعمه النائب السابق سليمان فرنجية بزيارة قام بها الأخير، يوم أمس، على رأس وفد موسع إلى بيت «الكتائب» في منطقة الصيفي، وسط بيروت، وقد بدا واضحاً أن الطرفين يسعيان لرفع مستوى التعاون والتنسيق بينهما استعداداً لاستحقاقات مقبلة، وللتصدي لما يقولان إنه سعي للاستئثار بالقرار المسيحي.
وبدا لافتاً، بعد اللقاء، وَضع فرنجية فريقه السياسي في موقع وسط ما بين المعارضة والسلطة قائلاً: «من موقعهم في حزب (الكتائب) كمعارضة، ومن موقعنا كنصف معارضة ونصف موالاة، بحثنا في مجمل المواضيع، وكان الحوار غنياً وشمل كافة الأمور بالحاضر والماضي والمستقبل».
وأقرّ الجميل بحرصه على جذب فرنجية إلى صف المعارضة، قائلاً: «نحاول شدّ فرنجيه إلى المعارضة، ونعتبر أنه يمكن للتطورات أن توصلنا لتموضع استراتيجي سياسي بيننا».
ولا تزال الخلافات حول العلاقة مع سوريا وسلاح «حزب الله» تظلل العلاقة بين الحزبين وتمنع تطورها باتجاه تحالف سياسي، فإن عملية خلط الأوراق التي بدأت مع تبني تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وما تبعها من تحالف سياسي بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، تم إنهاؤه، دفعت مختلف الفرقاء لمحاولة فتح قنوات تواصل مع باقي القوى السياسية.
وكانت لقاءات «المردة» - «الكتائب» تفعّلت بعد ما تم تسريبه في العامين الماضيين من اتفاق «معراب» الذي وقّعه «القوات» و«الوطني الحر»، في عام 2016، وأخيراً بات حزب «القوات» أيضاً يعبّر عن خوفه من استئثار «التيار» بالحصة المسيحية في السلطة، بعد تفاقم الخلاف بين الطرفين حول تقاسم المقاعد الوزارية والتعيينات.
ويضع النائب في حزب «الكتائب» إلياس حنكش لقاء الصيفي، يوم أمس، في إطار استكمال سلسلة اللقاءات التي بدأت منذ فترة، كما في السياق الطبيعي للتواصل المستمر منذ زمن.
وأشار حنكش إلى «رمزية» زيارة رئيس «المردة» سليمان فرنجية إلى بيت «الكتائب»، التي تأتي تتويجاً لعلاقة طويلة بين الطرفين، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن البحث تناول بشكل أساسي الملفات والقضايا التي تشكل أرضية مشتركة يمكن الانطلاق منها للتعاون والتنسيق بما يحقق مصلحة البلد الذي يمرّ بأدق أزمة في تاريخه الحديث.
أما مصادر «المردة»، فأشارت إلى أن التواصل مع «الكتائب» هدفه تفعيل الأمور التي «نرى فيها قواسم مشتركة، وإن كنا على يقين بأن هناك خلافاً سياسياً فيما بيننا بالتعاطي مع بعض الملفات»، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن لقاء الصيفي ليس موجهاً ضدّ أي من القوى السياسية الأخرى، كما أنه غير مرتبط على الإطلاق بالانتخابات الرئاسية المقبلة.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.