بريطانيا وجهتي المفضلة ومطاعم السوشي أول ما أبحث عنه في كل بلد

رحلة مع الفنانة المصرية حورية فرغلي

فى لندن
فى لندن
TT

بريطانيا وجهتي المفضلة ومطاعم السوشي أول ما أبحث عنه في كل بلد

فى لندن
فى لندن

حورية فرغلي من الفنانات القليلات اللاتي خُضن مجالات كثيرة. فإلى جانب كونها من نجمات السينما والدراما، وعضو في مجلس إدارة الاتحاد المصري للفروسية، باعتبارها إحدى بطلات مصر في لعبة الفروسية، كانت أيضاً في يوم من الأيام ملكة جمال مصر، ومثلتها بالفعل في أكثر من مسابقة دولية. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، كشفت حورية فرغلي عن جانب آخر يتعلق بحبها للمرح والسفر، وتحدثت فيه عن تجارب ومغامرات شيقة عاشتها وأغنت حياتها، حيث تقول:
> السفر بالنسبة لي مثل الماء والهواء، فأنا لا أستطيع أن أجلس لفترات طويلة دون أن أسافر، عندما لا أكون مرتبطة بالعمل. ففي هذه الحالة، أشد أمتعتي وأتوجه إلى أي مكان، سواء في الخارج أو في مصر. المهم أن أسافر لأتخلص من الروتين، وأيضاً لأوسع فكري. فالسفر يعلمنا أموراً كثيرة، ربما لن نكتشفها لو بقينا لفترات طويلة بين أحضان الأسرة والأصدقاء.
> سافرت إلى عشرات الدول في مختلف قارات العالم، لكن الوجهة المفضلة لديّ من دون منازع هي بريطانيا، وبالتحديد عاصمتها لندن. كل شيء فيها يشدني، من الحياة وطقسها المتقلب الذي يشتكي منه أغلب الناس. وبحكم أني أمتلك فيها إسطبل خيل، فإني أسافر إليها بانتظام. قد يتفاجأ البعض من قولي إني أعشق حتى طقسها، فهؤلاء تروق لهم أجواء فرنسا وإسبانيا مثلاً أكثر، لكن بريطانيا بالنسبة لي تتمتع بنكهة لا مثيل لها، ليس في لندن وحدها، بل في كل مدنها وريفها.
> أما فيما يتعلق بالبلدان العربية، فإن أقربها إلى قلبي تونس، وبالتحديد مدينة سيدي بوسعيد التي تدخل قلبك وأنت تمشي في شوارعها الضيقة المرصوفة بالحجارة. أذكر أنني خلال زيارتي لها، اشتريت عشرات الهدايا التذكارية من الباعة والأكشاك المتناثرة في شوارعها. السبب أن كل البائعين فيها يتعاملون مع السياح بضمير، ولا يحاولون استغلالهم برفع الأسعار. الصور التي التقطتها للمدينة، بما فيها المدينة القديمة وقصر دار نجمة الزهراء الذي كان مليئاً باللوحات والآلات الموسيقية التاريخية، تشهد على جمالها. وإلى الآن، وكلما عُدت إلى هذه الصور، أتذكر ألوانها والمناظر التي لن تراها إلا في تونس.
> آخر رحلة لي كانت لمدينة الجونة، بالبحر الأحمر في مصر، فأنا من عشاق المدن الساحلية عموماً، لهذا اعتدت السفر إلى الجونة منذ زمن طويلة، وقبل أن تُصبح وجهة سياحية تجذب معظم المصريين والعرب. فيها أجد راحتي، وأعيش حياتي بشكل طبيعي. في الماضي، كنت أمارس فيها رياضة الفروسية، بشكل فردي أو بمشاركتي في مسابقات هواة، لكني بسبب إصابتي في العمود الفقري، بعد أن سقطت في إحدى المرات، أصبحت الآن أسافر إليها للاستمتاع ببحرها وساحلها، أولاً وأخيراً.
> من أجمل الرحلات التي قمت بها مؤخراً زيارة إلى المملكة السعودية لأداء مناسك العمرة. ورغم أني كنت أسمع دائماً عنها، وكيف أن أداء مناسكها يغير من الحالة النفسية للإنسان، ويرقى به روحانياً، فإني لم أكن أتصور مدى هذا التغيير. فقد وجدت أن الصلاة في مكة والمدينة تجعلك تخشع أكثر، وتمنحك راحة وسلاماً نفسياً لا مثيل لهما. وأتمنى أن أعيد التجربة مرات ومرات.
> عشقي للسفر، وتعودي عليه، لا يمنع من أني أتعرض لمشكلات عدة، من تأخر إقلاع الطائرة أو تأجيلها إلى ضياع حقائبي. ومع ذلك، أردد دائماً أن هذه الأمور عادية، لا يجب أن أشغل بالي بها كثيراً، حتى لا أعكر الجو على نفسي. ومع الوقت، تعلمت كيف أتفاداها. مثلاً، لا آخذ معي كل أغراضي، من باب أنه بإمكاني شراء ما أحتاجه من البلد الذي أتوجه إليه، لا سيما إذا كان في أوروبا. فهذه فرصة للتسوق.
> أول شيء أبحث عنه لدى وصولي لأي بلد جديد مطاعم السوشي، فأنا عاشقة للسوشي، ولا أحب أن أتناول شيئاً غيره في البلدان التي لا يعجبني مطبخها المحلي. ولا بأس من الإشارة هنا إلى أني جربت هذا الطبق في بلدان كثيرة، ولم أجد أفضل منه في مصر.



36 ساعة في تورينو الملقبة بـ«باريس الصغيرة»

‪مدينة تورينو الإيطالية (نيويورك تايمز)
‪مدينة تورينو الإيطالية (نيويورك تايمز)
TT

36 ساعة في تورينو الملقبة بـ«باريس الصغيرة»

‪مدينة تورينو الإيطالية (نيويورك تايمز)
‪مدينة تورينو الإيطالية (نيويورك تايمز)

مع وجود خلفية كجبال الألب، تعدّ تورينو، رابع أكبر مدينة في إيطاليا، أنيقة وجذابة وغنية بالتاريخ. تكثر الميادين الكبرى والقصور الملكية السابقة في هذا المعبر الحدودي الشمالي الإيطالي، الذي أطلق عليه اسم «ليتل باريس أو باريس الصغيرة»، والذي كان لفترة وجيزة أول عاصمة لإيطاليا بعد توحيد البلاد عام 1861. والمدينة غارقة في الملذات الدنيوية. وقد تم اختراع شوكولاته «جياندوجا» هناك، ويمكن تذوقها بين المقاهي التاريخية، ومتاجر الشوكولاته. ومما يكتسب أهمية خاصة في فصل الشتاء، وجود تشكيلة متزايدة من المعارض والمتاحف الآخذة في الاتساع -بما في ذلك واحدة من أكبر مجموعات الآثار المصرية في العالم، ومتحف للفاكهة المزيفة، ومركز جديد للفن المعاصر على مضمار سباق على أسطح المنازل- يوفر الراحة من البرد، وهو غذاء للروح.

‪مدينة تورينو الإيطالية (نيويورك تايمز)

التنزه سيراً على الأقدام إلى كنيسة أعلى التل

إذا كان تسلق جبل حقيقي يبدو شاقاً، فإن السير لمدة 15 دقيقة صعوداً إلى جبل مونتي دي كابوتشيني، قمة التل الذي تعلوه كنيسة من القرن السابع عشر، سوف يمنحكم على الأقل إطلالات جبلية رائعة. أما في الغرب، فإن شبكة شوارع تورينو من المباني الباروكية وأبراج الجرس تمتد لأميال، يتخللها برج وقبة مولي أنطونيليانا، وهو صرح بارز من الطوب يعود إلى القرن التاسع عشر بُنيَ في الأصل ليكون معبداً يهودياً، ولكن تم تغيير الغرض منه ليكون نصباً تذكارياً لتوحيد إيطاليا. (حتى عام 1861، كانت إيطاليا خليطاً من الممالك المستقلة والدوقيات ودول المدن). واليوم، يضم «مولي أنطونيليانا» المتحف الوطني للسينما. خارج منظر المدينة، تشكل جبال الألب جداراً طويلاً مثلجاً مسنناً بقممه السامقة.

تورينو رابع أكبر مدينة في إيطاليا (نيويورك تايمز)

الانغماس في المطبخ المحلي

حي سان سالفاريو، الذي كان ذات يوم منطقة رثة بالقرب من محطة القطار المركزية، يعج الآن بالمقاهي والحانات من كل نوع. يبدو مطعم سكانابيو، وهو مطعم محبوب للغاية افتتح في عام 2008، بأنه أقدم من 100 عام على الأقل بسبب مراياه المصطنعة بالطلاء المذهب، وصور مناظر المدينة بلونها البني الداكن، وأطعمة بييمونتي اللذيذة والعريقة.

زيارة سوق واسعة

تعدّ سوق «ميركاتو دي بورتا بالازو»، الواقعة في ساحة الجمهورية الكبرى، واحدة من أكبر الأسواق في أوروبا، وهي مثيرة من حيث الحجم والتمدد. وتنقسم السوق مربعات، لكل منها تخصصه الخاص. في أحد هذه المواقع، تتدفق الدكاكين بالخيرات الزراعية للبلاد، بما في ذلك الليمون الصقلي، والخرشوف السرديني، والفلفل البوليزي. وربع ثانٍ مخصص للنظارات الشمسية، والحقائب، والبيجامات، وقمصان كرة قدم الإيطالية، والملابس، والإكسسوارات الأخرى رخيصة الثمن. أما الربع الثالث فيضم قاعة «أنتيكو تيتويا ديل أوروليو»- وهي سوق مغطاة بالزجاج والمعادن تعج بمتعهدي القهوة والجبن واللحوم المشفاة والخبز والزيتون وغيرها من الأطعمة الإيطالية الكلاسيكية، في حين أن الربع الأخير يحتوي على مطعم «ميركاتو سنترال تورينو»، وهو عبارة عن صالة واسعة مخصصة للأطعمة المنزلية الحديثة. إذا كنت لا تزال في مزاج التسوق، فإن سوق «إل بالون» المفضلة في تورينو، يُقام من الاثنين إلى السبت (ساعات العمل متفاوتة) في شبكة من الشوارع القريبة، لا سيما عبر بورغو دورا.

من أسواق الخضراوات والفاكهة التقليدية في المدينة (نيويورك تايمز)

احتضان التاريخ

يدور مشهد من تاريخ تورينو حول ساحة سان جيوفاني، وهي ساحة مركزية. وإلى الشمال، انظروا مدخل بورتا بالاتينا، وهي بوابة من الطوب الروماني ترجع إلى العصر الروماني للمدينة. إلى الشرق، وأسفل بعض السلالم، تخفي آثار مدرج روماني (الدخول مجاني) في ظل متحف غاليريا سابودا (15 يورو)، وهو متحف كلاسيكي جديد يضم الفنون التي جمعها دوقات وملوك آل سافوي، السلالة الملكية التاريخية. بجانب المتحف، يحلّق برج الجرس الطويل في كاتدرائية القديس يوحنا من عصر النهضة فوق المبنى الرئيسي المنفصل، الذي تضم كنيسته كفن تورينو، وهو قطعة قماش يبلغ طولها 14 قدماً تحمل صورة باهتة لرجل ملتح يعتقد البعض أنه يسوع المسيح. لا يتم عرض القماش للعامة، ولكن متحف الكفن (8 يوروات)، الذي يبعد مسافة قصيرة، يشرح تاريخه وبعض الدراسات العلمية التي أجريت للوقوف على أصوله.

مدينة غنية بالتاريخ والأماكن الأثرية (نيويورك تايمز)

التسوق

بالنسبة إلى الأشخاص العصريين الذين يخشون أغطية الشتاء المرهقة التي تغلف الجسم، فإن نزهة التسوق بين القصور الأنيقة في وسط تورينو هي بمثابة تعليم مشجع على الطراز الشتوي. وهناك متجران راقيان يبرزان في هذا السياق. «دانبول»، بالقرب من حديقة سامباير، هو متجر معاصر، حيث يمكنك الجمع بين سترة مموهة من «باربيد»، وسترة من صوف الكشمير من «فيديلي»، وأحذية رياضية راقية سوداء من «بوشمي» مع أبازيم ذهبية للحصول على مظهر إيطالي بالكامل. يقع خلف ساحة المتحف والمطاعم المصطفة على الجانبين متجر «بيازا سان كارلو» من عام 1973، وهو عبارة عن متجر من الملابس النسائية المعاصرة.

ابدأ يومك بالشوكولاته

لا يمكنك إلقاء حبة من الكاكاو من دون أن تصطدم بمتجر للشوكولاته في تورينو، موطن شوكولاته «جياندوجا» الفخري، مزيج من الشوكولاته ومعجون البندق. يمكن العثور على نوعين من الشوكولاته الكثيفة والداكنة على شارع «فيا بو»، وهو شارع فاخر توفر أروقته المقببة الحماية من المطر والثلوج؛ مما يجعله مثالياً لنزهات فصل الشتاء. ولا توجد مقاعد وسط العلب الزجاجية المليئة بالفطائر والكعك والبسكويت في متجر «باستيكيريا غيغو» للحلويات الذي افتتح عام 1870؛ لذا فإن السكان المحليين يحتشدون على المناضد لاحتساء الشوكولاته الساخنة الغنية (4.50 يورو). لمزيد من الراحة، انضم إلى مأدبة واستمتع بالأقمشة الحمراء الفاخرة والسجاد الفخم وورق الجدران الأصيل في «كافيه فيوريو» من القرن الثامن عشر، الذي كان من بين زبائنه الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه خلال إقامته في تورينو. تتبخر شوكولاته «جياندوجا» الساخنة السميكة (5.50 يورو) في الكأس مثل الصهارة الداكنة.

تشتهر تورينو بمطبخها المميز (نيويورك تايمز)

الوصول إلى المكان الصحيح

لا توجد علامة تجارية أكثر ارتباطاً بتورينو من «فيات»، التي كان مصنعها في مقاطعة لينغوتو الجنوبية ينتج السيارات من عشرينات القرن العشرين حتى الثمانينات. يضم المبنى متعدد الأغراض (الذي تم ترميمه من قِبل المهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو) معرض «بيناكوتيكا أنيللي» (10.60 يورو)، وهو معرض فني يعرض نحو عشرين لوحة فنية - من قِبل الفنانين، بما في ذلك إدوارد مانيت، هنري ماتيس، أميديو موديلياني، وبابلو بيكاسو - جمعها أعضاء من عائلة أنيللي، مؤسسي شركة «فيات». كانت الإضافة الأكثر إثارة للإعجاب في المصنع السابق هي «لابيستا 500» (2.10 يورو)، وهي مساحة فنية في الهواء الطلق افتتحت عام 2022 على ممشى بيضاوي الشكل أعلى سطح المبنى كان يستخدم في وقت من الأوقات كمسار اختبار لسيارات «فيات». وتغطي هذه الدائرة آلاف النباتات والأعمال الفنية الكبيرة في الهواء الطلق، بما في ذلك لوحة إعلانية مصورة للفنانة الإيرانية شيرين علي آبادي، ولافتة نيون للفنانة السويسرية سيلفي فلوري مكتوب عليها «نعم للجميع». لكن الجاذبية السحرية الرئيسية هي منظر جبال الألب ذات القمم البيضاء المكسوة بالثلوج. التقط صورة أخيرة وقل «وداعاً».

* خدمة «نيويورك تايمز»