شن «داعش» سلسلة هجمات على قوات النظام السوري وميليشيات موالية لها تدعمها طهران في البادية وسط البلاد، هي الأعنف منذ خسارة التنظيم لمناطق شرق البلاد في 23 من الشهر الماضي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إنه «في ظل العجز الروسي والقوات الإيرانية رفقة قوات النظام والميليشيات الموالية لهم عن تنفيذ عمليات عسكرية ضمن البقعة الجغرافية ذات المساحة الواسعة التي يسيطر عليها (داعش) في البادية السورية، التي تمتد من جبل أبو رجمين شمال شرقي تدمر، وصولاً إلى ريف دير الزور الغربي، ضمن مساحة تصل إلى اربعة ألاف كلم مربع، يعمد التنظيم إلى الذهاب نحو مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية من جنسيات سورية وغير سورية في مناطق متفرقة من البادية السورية، منفذاً هجمات وناصباً كمائن غير آبه بتحصيناتها وتكتلاتها والدعم الصاروخي والجوي لها، ما سجل تصعيداً كبيراً في هجمات تنظيم (داعش) وخلاياه ضمن مناطق متفرقة غرب نهر الفرات وفي البادية السورية منذ إعلان التحالف الدولي و(قوات سوريا الديمقراطية) الانتصار على التنظيم في شرق الفرات في 23 الشهر الماضي».
وتابع «المرصد» أن «داعش» عمد منذ إعلان الانتصار الرسمي عليه شرق الفرات، إلى توصيل رسائل إلى المجتمع الدولي عبر تصعيد هجماته في شتى بقاع الأراضي السورية و«على الرغم من تراجع حدة عمليات الثأر لدى التنظيم في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، فإن مناطق غرب الفرات والبادية السورية شهدت تصعيداً واسعاً خلال الفترة آنفة الذكر على مساحة تصل إلى نحو 40 ألف كلم مربع، حيث هاجم التنظيم قوات النظام والمسلحين المحليين الموالين لها في منطقة الكراع ضمن بادية السويداء الشمالية الشرقية، ولم يمنعه القصف الجوي الذي تعرض له هناك من تنفيذ هجوم آخر على المنطقة ذاتها، ليعقبها هجوم آخر استهدف منطقة بقرص عند ضفاف الفرات الغربية حيث قوات النظام والميليشيات الموالية لها، ولم يكتفِ التنظيم بهذه الهجمات بل صعّد منها ضمن باديتي حمص ودير الزور، حيث نصب كمائن للمسلحين الموالين لقوات النظام في بادية الميادين الجنوبية، وهاجم قوات النظام في بادية دير الزور الجنوبية الشرقية، ولعل الهجوم الأخير على منطقة الكوم ومحاصرته كتيبتين كان الأعنف من بين الهجمات الأخيرة، التي راح فيها العشرات بين قتيل وجريح من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، سبقه هجوم للتنظيم على بادية القورية شرق دير الزور موقعاً قتلى وجرحى منهم».
وتم توثيق «خسائر بشرية فادحة خلال الفترة الممتدة من 24 من شهر مارس (آذار) و20 الشهر الحالي، حيث قتل ما لا يقل عن 69 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، ومن ضمن المجموع العام اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لتسعة من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قُتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم (داعش) في غرب الفرات وبادية دير الزور وحمص والسويداء، كما وثّق المرصد السوري مقتل 22 من (داعش) ممن قُتِلوا خلال الفترة ذاتها، خلال الهجمات والقصف والاستهدافات».
وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» أعدّت، أول من أمس، تقريراً أفادت فيه بأن هجمات شنتها فصائل متطرفة في مناطق عدة في سوريا أوقعت 61 قتيلاً على الأقل في صفوف قوات النظام ومسلحين موالين لها، قتل أكثر من نصفهم خلال اليومين الماضيين جراء هجمات لتنظيم «داعش» تُعد الأعنف منذ إعلان هزيمة التنظيم في مناطقه.
وبعد ثماني سنوات من نزاع مدمر، تسيطر قوات النظام حالياً على نحو ستين في المائة من مساحة البلاد، بينما لا تزال مناطق عدة خارج سيطرتها، أبرزها مناطق سيطرة الأكراد في شمال وشرق البلاد، ومحافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، بينما يحتفظ تنظيم «داعش» بانتشاره في البادية الممتدة من ريف حمص الشرقي (وسط) حتى الحدود العراقية.
وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أول من أمس (السبت)، مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام ومقاتلين موالين لها، جراء «هجوم عنيف شنّه (جيش أبو بكر الصديق) التابع لـ(هيئة تحرير الشام)، فجر السبت، على حواجز ونقاط تابعة لقوات النظام عند الأطراف الغربية لمدينة حلب» شمالاً. وكانت حصيلة أولية أفادت بمقتل 13.
واندلعت إثر الهجوم «معارك عنيفة»، قتل خلالها وفق المرصد ثمانية من عناصر الفصيل.
وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، قُتل خمسة عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد، جراء «كمين» نفذه فصيل جهادي منضوٍ في صفوف هيئة تحرير الشام، فجر السبت.
وتحتفظ فصائل إسلامية وجهادية بسيطرتها على ريف حلب الغربي الذي يشكل مع محافظة إدلب المجاورة وأجزاء من محافظتي اللاذقية (غرب) وحماة (وسط)، منطقة يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة في سبتمبر (أيلول). وينص على إقامة «منطقة منزوعة السلاح» بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل الجهادية على رأسها هيئة تحرير الشام. ولم يتم استكمال تنفيذه بعد.
وجاءت هذه الهجمات، وفق «المرصد»، بعد قصف صاروخي ومدفعي لقوات النظام استهدف، بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، مناطق في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي الشرقي.
على جبهة أخرى في سوريا، أحصى المرصد السبت مقتل 35 على الأقل من قوات النظام ومسلحين موالين لها جراء هجمات لتنظيم «داعش» منذ الخميس في البادية السورية.
وقتل 27 منهم، بينهم أربعة ضباط كبار في ريف حمص الشرقي، في وقت قتل ثمانية بينهم ضابطان في هجوم مماثل شنّه التنظيم الخميس في بادية مدينة الميادين شرقاً.
وتبنى التنظيم عبر بيان نشرته وكالة «أعماق» الدعائية التابعة له على تطبيق «تلغرام» تنفيذ هجوم حمص. وأفاد عن «كمين» بدأ الخميس «عندما حاولت قوات النظام تقفي أثر مجموعات من مقاتلي (داعش)»، مشيراً إلى «مواجهات» استخدمت فيها «شتى أنواع الأسلحة» و«استمرت لنحو 24 ساعة».
ويُعدّ هذا الهجوم، وفق «المرصد»، الأعنف الذي يشنه التنظيم منذ إعلان «قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية في 23 مارس (آذار) القضاء التام على مناطق «داعش». وقال إن «حصيلة القتلى هي الأعلى» التي يوقعها التنظيم منذ انتهاء «الخلافة».
ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا، لا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية الأطراف الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود العراقية.
ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن القضاء على مناطق التنظيم لا يعني أن خطر التنظيم قد زال مع قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.
وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، الشهر الماضي، بدء مرحلة جديدة من القتال بالتنسيق مع التحالف الدولي، تستهدف خلايا التنظيم النائمة التي تقوم بعمليات خطف وزرع عبوات ناسفة وتنفيذ اغتيالات وهجمات انتحارية تطال أهدافاً مدنية وعسكرية على حد سواء.
«داعش» يصعد من هجماته في البادية السورية
الأعنف منذ القضاء على مناطقه شرق الفرات
«داعش» يصعد من هجماته في البادية السورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة