قائد «أفريكوم» يعد بـ 60 مليون دولار مساعدات عسكرية إلى تونس

وزارة دفاعها تنفي تحليق طائرات مجهولة جنوب البلاد

ديفيد رودريغيز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)
ديفيد رودريغيز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)
TT

قائد «أفريكوم» يعد بـ 60 مليون دولار مساعدات عسكرية إلى تونس

ديفيد رودريغيز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)
ديفيد رودريغيز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)

وعد ديفيد رودريغيز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) بتقديم مبلغ 60 مليون دولار على شكل مساعدات عسكرية إلى تونس لمواجهة مخاطر الإرهاب.
وتطرق رودريغيز لدى استقباله يوم أمس من قبل مهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية، إلى ملف الإرهاب، ووجود تونس والولايات المتحدة في نفس الخندق، وأمام نفس المخاطر التي يشكلها تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة.
وقال رودريغيز، إن تلك المجموعات المسلحة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال ضرب عملية التحول الديمقراطي والانتعاشة الاقتصادية في تونس، وذلك وفق بيان لرئاسة الحكومة التونسية. وبشأن المساعدات الأميركية المبرمجة خلال السنة المقبلة، أكد قائد قوات «أفريكوم» أنها ستكون على شكل مساعدات عسكرية وتتجسد بالخصوص في آلات كاشفة للألغام والمتفجرات يدوية الصنع وقوارب جديدة تمنح لقوات البحرية التونسية بغرض تمشيط السواحل التونسية، ومكافحة عمليات التعريب المرتبطة مع الإرهاب، بالإضافة إلى الرعاية الطبية للعسكريين المصابين أثناء المواجهات المسلحة، وتعزيز قدرات الجيش التونسي على مواجهة المخاطر الإرهابية من خلال المشاركة في دورات تدريبية مشتركة.
ومكنت الولايات المتحدة تونس من مساعدات متنوعة قدرت قيمتها المالية بنحو 100 مليون دولار منذ ثورة 2011. وكان آخر المساعدات العسكرية المقدمة لتونس عبارة عن نحو 10 أطنان من التجهيزات الأمنية المتطورة تسلمتها وزارة الداخلية التونسية، يوم 14 أغسطس (آب) الحالي، وهي عبارة عن خوذات ودروع، وصدريات واقية من الرصاص من الصنفين الثالث والرابع، ومن أنواع متطورة.
ووعد جاكوب والس، السفير الأميركي لدى تونس، الذي أشرف على حفل تسليم تلك التجهيزات إلى الجانب التونسي، بتقديم المزيد من الدعم الأمني خلال سنة 2015 لمحاربة الإرهاب، وذلك بتخصيص 6 ملايين دولار ستوظف لتنظيم دورات تدريبية لفائدة قوات الأمن، والحصول على معدات أمنية وعسكرية.
على صعيد متصل، نفى بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، بصورة قطعية، خبر تحليق طائرات مجهولة الهوية بأجواء جنوب تونس غير بعيد عن الحدود مع ليبيا المجاورة. وقال إن تلك الطائرات تابعة لسلاح الجو التونسي وهي بصدد تأدية طلعات جوية عادية لمراقبة الحدود البحرية والبرية مع ليبيا، وطارت على علو منخفض في نطاق مهام استطلاعية. وأكد الوسلاتي، على حد قوله، استحالة دخول طائرات مجهولة الهوية إلى الأجواء التونسية دون أن تكون هدفا للاعتراض من قبل وحدات الجيش التونسي. وكانت طائرات مجهولة قد شنت غارات جوية ضد الفصائل الإسلامية المتطرفة في العاصمة الليبية خلال الأيام الماضية في نطاق مواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية في المنطقة. وذكر مسؤولون أميركيون أن تلك الطائرات مصرية وإماراتية، وهو ما لم يجر تأكيده من قبل البلدين.
من ناحية أخرى، نجحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تسجيل قرابة مليون ناخب تونسي جديد خلال قرابة شهرين من «مطاردة» الناخبين المحتملين في كل المواقع. لكنها، في المقابل، فشلت في تسجيل ما لا يقل عن 3 ملايين ناخب من بين 4 ملايين ناخب كانت تستهدفهم عند بداية حملة تسجيل الناخبين يوم 23 يونيو (حزيران) الماضي. واضطرت الهيئة لفتح باب التسجيل مرتين متتاليتين تحت ضغط الأحزاب السياسية التي تخشى مشاركة سلبية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها خلال شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين.
ومن المنتظر أن تتقدم إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة نحو 1600 لائحة انتخابية تمثل قرابة 194 حزبا سياسيا حاصلا على الترخيص القانوني. إلا أن الأيام الـ4 الأولى بعد فتح أبواب تقديم الترشح يوم 22 من الشهر الحالي، لم تسجل سوى 84 لائحة انتخابية، وضمت تلك اللوائح قرابة 821 مرشحا، وهي موزعة بين 31 لائحة حزبية و32 لائحة ائتلافية و21 لائحة مستقلة.
وتوقع شفيق صرصار، رئيس هيئة الانتخابات، أن ترتفع وتيرة تقديم اللوائح الانتخابية قبل غلق أبواب الترشح يوم 29 أغسطس الحالي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».