ارتياح عراقي لبدء مسار جديد للعلاقة مع السعودية

TT

ارتياح عراقي لبدء مسار جديد للعلاقة مع السعودية

أكد عدد من السياسيين والأكاديميين في العراق، عن الارتياح للمسار الجديد للعلاقة التي تربط بغداد والرياض بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للسعودية مؤخراً.
وأوضح سياسيون أكاديميون وخبراء اقتصاد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتهم لما شهدته الزيارة من فتح آفاق جديدة للتعاون بين السعودية والعراق.
وفي هذا السياق، أوضح القيادي في تحالف الإصلاح والإعمار حيدر الملا، أن زيارة عبد المهدي والوفد العراقي الكبير الرفيع الذي يشمل وزراء ورجال الأعمال للمملكة تعد «استمرارا لمنهج عودة العراق إلى حاضنته العربية»، موضحا أنه «مثلما هو معروف أن أكبر ميزان تجاري بين العراق ودول الجوار هو مع إيران، ولكن اليوم وفي ظل الحصار الأميركي المفروض على إيران فإنه يتعين على العراق الانفتاح في مجال الطاقة وفي كثير من المجالات الاقتصادية والاستثمارية مع العمق العربي، حيث إن السعودية تعد الوحيدة التي تستطيع ملء الفراغ، لأنه لم يعد بوسع العراق بعد نهاية مهلة الاستثناء التعامل مع إيران لأنه يعد كسرا للحصار المفروض عليها وكسرا للإرادة الدولية».
وأشار الملا إلى إنه «بعد انفتاح العراق، لا سيما بالقمة الثلاثية العراقية - المصرية - الأردنية، التي عقدت في القاهرة، فإن المملكة تمثل تتويجا لهذا الانفتاح والتعامل الاقتصادي، حيث إن السعودية لاعب أساسي، وإنه من خلال البوابة الاقتصادية يمكن تعبيد الطرق في الميادين الأخرى الأمنية والسياسية التي تضمن القضاء على التطرف والإرهاب وتقويض النفوذ الإيراني». مشدداً على أنه لا توجد إشكالية لأحد مع إيران الدولة، «بل هناك مشكلة مع إيران الثورة»، حيث إن التعاون الاقتصادي كفيل بنهاية ذلك مستقبلا.
في السياق ذاته، أكد الدكتور خالد عبد الإله أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد لـ«الشرق الأوسط»، أن العراق «يريد القول كفانا مشاكل ومناكفات في المنطقة لا سيما في مرحلة ما بعد نهاية تنظيم (داعش)، وحاجة الجميع إلى أن تتوحد كلمتهم بهذا الاتجاه، خاصة أن العراق سيكون الساحة التي سوف تجري فيها محاكمة عناصر التنظيم الإرهابي، وحاجة ذلك إلى مزيد من التفاهم والتنسيق».
مبينا أن «البوابة الاقتصادية تعد مهمة جدا في هذا المجال وبخاصة للسعودية والعراق، خصوصا أن المملكة تسعى إلى تعويض سنوات القطيعة مع العراق، مستطرداً بأن العراق يريد إيصال رسائل للجميع بأنه لم يعد يقبل أن يكون ساحة لأي صراع ثنائي».
بينما أشار الخبير الاقتصادي العراقي الدكتور عبد الرحمن الشمري إلى أن المباحثات التي أجريت في السعودية خلال زيارة رئيس الوزراء وما تمخض عنها من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم «إنما هي استكمال لزيارة الوفد السعودي إلى بغداد مؤخراً، وما جرى خلالها من مباحثات بشأن كثير من القضايا المهمة بين البلدين وفي المقدمة منها ملف الطاقة». وأضاف الدكتور الشمري لـ«الشرق الأوسط»، أن مسألة تزويد العراق بالكهرباء مع نهاية فترة السماح بشأن العقوبات المفروضة على إيران، فضلا عن المنافذ الحدودية، تعد من الدعامات الأساسية في سياق العلاقات المستقبلية بين العراق والسعودية. مبينا أن «التعاون في مجال الاستثمار داخل العراق من قبل الشركات ورجال الأعمال السعوديين، عكسته رغبة الطرفين المشتركة سواء على صعيد مشاركة عدد كبير من رجال الأعمال السعوديين مع الوفد الرسمي السعودي، ونخبة رجال الأعمال العراقيين مع الوفد الرسمي العراقي برئاسة رئيس الوزراء، ويعكس كذلك رغبة بتحويلها إلى سياق ميادين ومجالات عمل مثمرة في القطاعات كافة».
وأوضح الشمري أن الثقل السعودي في مجال الأعمال «سيكون عاملا فعالا على صعيد ملء الفراغ بعد تشديد العقوبات الأميركية على إيران».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.