حركة النهضة التونسية تكشف أسماء مرشحيها للانتخابات البرلمانية

اعتمدت على العنصر النسوي والكفاءات العلمية البارزة

حركة النهضة التونسية تكشف أسماء مرشحيها للانتخابات البرلمانية
TT

حركة النهضة التونسية تكشف أسماء مرشحيها للانتخابات البرلمانية

حركة النهضة التونسية تكشف أسماء مرشحيها للانتخابات البرلمانية

كشف عبد الحميد الجلاصي، القيادي في حركة النهضة التونسية ورئيس الحملة الانتخابية، عن أسماء رؤساء اللوائح الانتخابية المرشحة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبل. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة التونسية إن عملية تجديد الترشح لم تشمل سوى 33 نائبا برلمانيا من أعضاء المجلس التأسيسي (البرلمان) الحالي، البالغ عددهم 89 نائبا (نسبة 37 في المائة)، وإن أغلب المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة من بين العاملين في قطاع التعليم، إذ أن 84 في المائة من مرشحي الحزب لهم مستوى جامعي. وأشار الجلاصي، الذي قاد بنجاح انتخابات 2011. إلى اعتماد حركة النهضة على الكفاءات العلمية البارزة في دوائرها الانتخابية عند اختيار المرشحين، إذ تضمنت لوائح المرشحين 47 أستاذا جامعيا و11 معلما، ومثلهم من رجال القانون، وستة أطباء وعدة مهندسين في الفلاحة والإعلام، ومختصين في العلوم الاقتصادية.
وتضمنت اللوائح الانتخابية المقدمة لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي حضرت بأعداد كبيرة، عشرة وزراء سابقين، أغلبهم رؤساء لوائح انتخابية والبقية ضمن المرشحين. كما اعتمدت حركة النهضة تكتيكا مختلفا عن انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) 2011، من خلال اعتمادها على تسعة رجال أعمال معروفين في الجهات التونسية، ومثل حضور المرأة في تلك اللوائح الانتخابية نسبة 46 في المائة، إلا أن الرئاسة لم تسند سوى لثلاث نساء من بين إجمالي 33 دائرة انتخابية في الداخل والخارج، وهذا لا يمثل إلا نسبة تسعة في المائة من رؤساء اللوائح الانتخابية، فيما قدرت نسبة الشباب من بين المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة بنحو 18 في المائة فحسب.
وبشأن اللوائح الانتخابية المرشحة للمنافسة في الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم 26 أكتوبر المقبل، قال الجلاصي إن الاختيارات الداخلية للحركة راعت ضمن شروط الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة الظروف التي ستدور فيها تلك الانتخابات، وسط جو يطبعه الغليان السياسي والأمني، عادا أن صمام الأمان بالنسبة لتونس هو النجاح في إرساء الديمقراطية وتنظيم الانتخابات. وتابع الجلاصي موضحا وجود مسارين متضادين في البلاد، يتنازعان منذ أكثر من سنة، وقال: إن المسار الأول يراهن على إرباك الوضع السياسي وإفشال تجربة الانتقال الديمقراطي، ومسار ثان يعمل بجد على إنجاح المسار الديمقراطي، ويضع نصب أعينه تنظيم انتخابات يشارك فيها الجميع ولا يشكك فيها أحد.
وأشار الجلاصي إلى أن نجاح المسار الانتقالي في البلاد يعد أكثر من أي مكسب من المكاسب التي ستحصدها الأحزاب السياسية، ودعا التونسيين إلى مشاركة قياسية في الانتخابات المقبلة. كما تطرق الجلاصي إلى كيفية اختيار المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا إلى أنها اعتمدت مقاييس شفافة أقرها مجلس شورى الحركة في اجتماعه يومي 12 و13 يوليو (تموز) الماضي بشكل يضمن المنافسة وكذلك تكافؤ الفرص.
وأضاف الجلاصي أن مراجعات عدة ما تزال تخضع لها اللوائح الانتخابية على مستوى أسماء المرشحين، وليس رؤساء اللوائح الانتخابية، وذلك قبل إقرار 75 في المائة منها بصفة نهائية، موضحا أن أكثر من 100 من قيادات حركة النهضة ساهمت بآرائها في الأسماء المرشحة ضمانا للمناخ الديمقراطي داخل الأحزاب السياسية.
في غضون ذلك، صرح عامر العريض، رئيس الدائرة السياسية في حركة النهضة لوسائل إعلام تونسية أن حزبه سيفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن حركة النهضة لها ثقة في الناخبين، وفيما ستفرزه صناديق الاقتراع.
على صعيد متصل، أظهر استطلاع للرأي أجرته منظمة «أنا يقظ» (منظمة حقوقية مستقلة)، ونشرت نتائجه نهاية الأسبوع الماضي أن نسبة 50 في المائة من الشباب التونسي لا يثق في الطبقة السياسية، وأن 51 في المائة من شباب تونس يرغب في مناقشة ملف البطالة مع القيادات السياسية ونواب المجلس التأسيسي، بينما لا يرغب سوى 16 في المائة منهم في التطرق إلى ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب وارتفاع الأسعار.
من جهته، أشار منير التليلي، وزير الشؤون الدينية التونسي، إلى أن 25 مسجدا ما تزال خارج سيطرة الوزارة، وقال في مؤتمر علمي نظم أمس بالعاصمة التونسية حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة أن تعاونا وثيقا يجري بين وزارة الشؤون الدينية ووزارتي الداخلية والعدل بهدف تحييد المساجد، وإنقاذها من قبضة دعاة التكفير ومناصري الأفكار الإرهابية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة على حد قوله.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».