قضاة «الجنائية الدولية» يرفضون طلب فتح تحقيق بشأن أفغانستان

سحب الولايات المتحدة تأشيرة دخول المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة بسبب احتمال فتح تحقيق حول الجنود الأميركيين في أفغانستان (أ.ف.ب)
سحب الولايات المتحدة تأشيرة دخول المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة بسبب احتمال فتح تحقيق حول الجنود الأميركيين في أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

قضاة «الجنائية الدولية» يرفضون طلب فتح تحقيق بشأن أفغانستان

سحب الولايات المتحدة تأشيرة دخول المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة بسبب احتمال فتح تحقيق حول الجنود الأميركيين في أفغانستان (أ.ف.ب)
سحب الولايات المتحدة تأشيرة دخول المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة بسبب احتمال فتح تحقيق حول الجنود الأميركيين في أفغانستان (أ.ف.ب)

رفض قضاة المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الجمعة)، طلباً من المدعية العامة لهذه المحكمة بفتح تحقيق حول جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب قد تكون ارتكبت في أفغانستان منذ 2003. واستناداً إلى المعلومات التي قدمتها المدعية العامة، خلص القضاة إلى وجود «أساس منطقي يتيح اعتبار أن جرائم تعود إلى اختصاص المحكمة الجنائية الدولية قد تكون ارتكبت في أفغانستان»، لكن «الوضع الراهن في أفغانستان يجعل من الصعب جداً نجاح مثل هذا التحقيق أو إجراء ملاحقات». وقالت المحكمة التي يوجد مقرها في لاهاي، في بيان، إن «القضاة قرروا أن تحقيقاً حول الوضع في أفغانستان في هذه المرحلة لن يخدم مصالح العدالة». ويأتي هذا القرار بعد أسبوع فقط على سحب الولايات المتحدة تأشيرة دخول للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودة، بسبب احتمال فتح تحقيق حول تجاوزات قد يكون ارتكبها جنود أميركيون في أفغانستان. والولايات المتحدة غير الموقعة على الاتفاقية المؤسسة للمحكمة (اتفاقية روما) أعلنت الشهر الماضي عن قيود على تأشيرة الدخول لمحاولة منع أي تحقيق تجريه المحكمة بحق عسكريين أميركيين.
وكانت بنسودة قد أعلنت في 2017 أنها ستطلب من القضاة إذناً بفتح تحقيق حول جرائم حرب يشتبه في أنها ارتكبت في إطار النزاع الأفغاني، خصوصاً من قبل الجيش الأميركي. وكان مكتب المدعية قد فتح تحقيقاً أولياً في 2006.
وقبل أسبوع، قالت المحكمة إن الولايات المتحدة قد ألغت تأشيرة دخول بنسودة، بسبب تحقيق محتمل حول أعمال جنود أميركيين في أفغانستان. وقال مكتب بنسودة، في بيان: «يمكننا أن نؤكد أن السلطات الأميركية ألغت تأشيرة دخول المدعية إلى الولايات المتحدة»، مضيفاً أن المدعية العامة ستواصل مهامها «من دون خوف أو محاباة».
وتأتي هذه الخطوة ضد بنسودة بعد أسابيع على إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن قيود على موظفي المحكمة الجنائية الدولية الذين يحققون حول موظفي الولايات المتحدة أو حلفاء لها. وأضاف مكتب المدعية، في بيان: «ما يمكننا تأكيده هو أن السلطات الأميركية سحبت تأشيرة دخول المدعية إلى الولايات المتحدة»، وتابع أنه بموجب «اتفاقية روما» لعام 2002، تحظى المدعية بـ«تفويض مستقل حيادي»، وأضاف أن «المدعية ومكتبها سيواصلان أداء هذا الواجب القانوني بأقصى درجات الالتزام والمهنية من دون أي خوف أو محاباة». ومن غير المرتقب أن يؤثر القرار الأميركي على بنسودة، إذا توجهت إلى الأمم المتحدة في نيويورك، حيث تطلع مجلس الأمن الدولي بانتظام حول التحقيقات، كما أوضح المكتب.
وكان رئيس المحكمة، القاضي شيلي إيبوي أوسوجي، قد دعا الولايات المتحدة في الأول من أبريل (نيسان) الحالي إلى دعم المحكمة، والانضمام إلى «اتفاقية روما» التي أسستها. وحض الولايات المتحدة على «الانضمام إلى أقرب حلفائها وأصدقائها، إلى طاولة اتفاقية روما»، ودعم المحكمة «التي تتوافق قيمها وأهدافها مع أميركا وقيمها».


مقالات ذات صلة

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».