سيرك «كني» السويسري يحتفل بيوبيله المئوي

أكثر من 300 عرض في 30 موقعاً بأنحاء البلاد

سيرك كني
سيرك كني
TT

سيرك «كني» السويسري يحتفل بيوبيله المئوي

سيرك كني
سيرك كني

يبدو الطقس عاصفاً في الخارج، وترتج جدران الخيمة وتتأرجح تحت ضربات الرياح، ولكن في الداخل يختلف الأمر، فلا يهتز طرف عين لكل من مايكول وجويدو إيراني وهما يواصلان إجراء البروفة النهائية للعرض وسط خلفية من الأضواء المبهجة.
وكل دقيقة لها أهميتها، حيث لم يبقَ سوى أيام قليلة على افتتاح الجولة الكبرى التي يقدم خلالها «سيرك كني» السويسري عروضاً متنوعة احتفالاً باليوبيل المئوي لإنشائه. وخلال الأشهر المقبلة، سيقدم السيرك نحو 320 عرضاً، يجوب بها أكثر من 30 موقعاً في مختلف أنحاء سويسرا.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن قصة عائلة «كني» تعود إلى زمن أبعد من عمر السيرك، فترجع السجلات الأولى للعائلة لأكثر من 200 عام، وتمتد بداياتها إلى لاعب المشي على الحبال فريدريتش كني.
ووفقاً لأسطورة ترددها العائلة، اختطف فريدريتش فتاة تدعى أنتونيا، كان أبيها يخفيها عن أعين المسافرين داخل دير، وتم الاختطاف في عملية سرية عام 1807، وبذلك أسس معها سلالة أسرة كني.
واليوم، يدير عروض السيرك الجيل الثامن من عائلة كني، ومن بينهم جيرالدين التي تزوجت من أحد العارضين بالسيرك، ويدعى مايكول، الذي يقوم مع شقيقه جويدو بالتدريب داخل حلبة السيرك على كثير من عمليات التسلق والصعود والقفز والتوازن والشقلبة الخطرة.
ويدير السيرك والد جيرالدين، ويدعى فريدي كني الصغير، ويبلغ من العمر 72 عاماً. ويقول فريدي «إن الجيل التاسع يعد جيداً حقيقة، وأنا أعمل مع أحفادي لأنقل إليهم معلوماتي وخبرتي». ويجلس فريدي داخل عربة للسيرك بين فترات البروفات في بلدة رابيرسفيل المطلة على بحيرة زيوريخ.
ولا توجد نمور أو فيلة في سيرك كني منذ عام 2014. ويقول كني: «منذ 50 عاماً أو 100 عام، لم يكن الناس يعلمون كيفية التعامل مع الحيوانات بشكل أفضل، أما الآن فهم يعلمون كيف يمكن الاحتفاظ بالحيوانات بطريقة مناسبة لها. ومن هنا، فإننا لا نحتفظ في السيرك بهذه النوعية من الحيوانات».
ومع ذلك، لا يزال السيرك يحتفظ بخيول وخنازير وببغاوات، أما الأفيال التي كانت تقدم عروضاً بالسيرك فهي الآن تستمتع بأوقاتها بعد التقاعد داخل حديقة حيوانات للأطفال في رابيرسفيل، تمتلكها العائلة أيضاً.
وتتوالد الفيلة أيضاً في هذه الحديقة، ويتم إمداد حدائق الحيوانات الأخرى بالأفيال المولودة، ويعتقد كني أن الاقتراب الوثيق مع الحيوانات على أرض الواقع يساعد الأطفال على تعلم احترام هذه المخلوقات، وأيضاً البيئة.
وكانت العروض الأولى لعائلة كني تتمثل في المشي على الحبال، وتقام في الهواء الطلق، وقد اشترت العائلة أول خيمة لها منذ مائة عام.
ويضم السيرك الآن 230 من ممارسي الألعاب البهلوانية والفنانين والمهرجين وحارسي الحيوانات والمساعدين الذين يعدون جزءاً من أطقم السيرك في أثناء جولاته.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.