عون يرفض أي تدخلات تؤثر على التحقيقات المرتبطة بالقضاء

الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه أمس مع لجنة متابعة تطبيق القوانين برئاسة النائب ياسين جابر (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه أمس مع لجنة متابعة تطبيق القوانين برئاسة النائب ياسين جابر (دالاتي ونهرا)
TT

عون يرفض أي تدخلات تؤثر على التحقيقات المرتبطة بالقضاء

الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه أمس مع لجنة متابعة تطبيق القوانين برئاسة النائب ياسين جابر (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه أمس مع لجنة متابعة تطبيق القوانين برئاسة النائب ياسين جابر (دالاتي ونهرا)

شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على «ضرورة تنقية الجسم القضائي والاحتكام إلى النصوص القانونية التي ترعى عمل القضاة والمساعدين القضائيين»، مؤكدا «رفض أي تدخلات من شأنها التأثير على مجرى التحقيقات الجارية».
وعرض عون مع وزير العدل القاضي ألبرت سرحان، أوضاع الوزارة والتحقيقات الجارية في إطار مكافحة الفساد والرشا. وأوضح الوزير سرحان أن الرئيس عون «ركز على ضرورة إسراع المحاكم في إصدار الأحكام وقيام القضاة والمساعدين القضائيين بواجباتهم كاملة، والتشدد في منع المخالفات والتجاوزات التي تسيء إلى سمعة القضاة وتعرقل سير العدالة».
وفي الإطار نفسه، استقبل الرئيس عون رئيس هيئة التفتيش القضائي بركان سعد، الذي أطلعه على عمل الهيئة في ضوء المسؤوليات المحددة لها في القانون.
في غضون ذلك، أبلغ عون أعضاء اللجنة النيابية المكلفة متابعة تطبيق القوانين التي تصدر عن مجلس النواب، أنه سيجدد طلبه إلى الوزراء بـ«الإسراع في إعداد المراسيم التطبيقية التي تحتاج إليها القوانين الصادرة، أو إجراء تعديلات طفيفة حيث يجب»، مؤكدا أن «أي تأخير في هذا الإطار يؤدي إلى تجميد تطبيق قوانين صدرت وبالتالي لا مبرر له».
وقال رئيس اللجنة النائب ياسين جابر: «في عهد الحكومة الماضية زرنا الرئيس وكان عدد هذه القوانين 33 قانونا، أما اليوم فقد قدمنا لائحة بنحو 52 قانونا، أي أن المشكلة تتفاقم. وهذا أمر لا يوحي بالثقة أمام الرأي العام، لأنه عندما يقوم المجلس النيابي بالتشريع، فمن واجب الحكومة بحسب الدستور، ومن واجب كل وزير أن يقوم بتطبيق القوانين التي تصدر عن المجلس النيابي».
وأوضح جابر أن «التأخير يحصل لسببين: إما هناك قرار سياسي بعدم تطبيق القوانين، أو أن هناك تأخيرا أو إهمالا في إعداد المراسيم التطبيقية التي تسهل تطبيق قوانين أخرى. فلبنان يجب أن يكون دولة قانون والمجلس النيابي يعمل اليوم كخلية نحل ليصدر تشريعات وقوانين جديدة، فلا يجوز أبدا أن تقوم السلطة التنفيذية بالتفرد وبإهمال الالتزام بما يصدره المجلس النيابي».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.