تقرير أميركي يكشف روابط بين قطر وخبراء في «سي إن إن»

مقر شبكة «سي إن إن» الأميركية في مدينة أطلانطا الأميركية (أ.ف.ب)
مقر شبكة «سي إن إن» الأميركية في مدينة أطلانطا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

تقرير أميركي يكشف روابط بين قطر وخبراء في «سي إن إن»

مقر شبكة «سي إن إن» الأميركية في مدينة أطلانطا الأميركية (أ.ف.ب)
مقر شبكة «سي إن إن» الأميركية في مدينة أطلانطا الأميركية (أ.ف.ب)

كشف تقرير أميركي نُشر أمس (الثلاثاء) أن العديد من «خبراء» الأمن القومي الذين تستضيفهم شبكة «سي إن إن» الأميركية كل ليلة، لديهم روابط مباشرة مع دولة قطر التي قال التقرير إنها «دولة قمعية تعمل دائماً على دعم الإرهاب في الشرق الأوسط وتشن حرباً ضد أهم حلفاء أميركا الإقليميين».
وأشار التقرير الذي نشر على موقع «كونسيرفاتيف ريفيو» الأميركي إلى أنه لا يمكن أبداً معرفة هذه الروابط لأن الضيوف الدائمين لـ«سي ان ان» لا يذكرون إطلاقا روابطهم المالية أو المؤسسية مع قطر خلال استضافتهم.
وأضاف أن هؤلاء الضيوف يقومون بالدفاع عن قطر باستمرار، ويهاجمون بشدة الدول التي تعاديها قطر، لكن من دون البوح بحقيقة تمويلها لهم.
ونشر التقرير أسماء 4 أشخاص يظهرون بشكل مستمر على شاشة «سي إن إن»، موضحاً ارتباطهم بقطر، وهم:
1 - علي صوفان:
علي صوفان هو المدير التنفيذي لأكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية (QIASS)، ومقرها الدوحة، ويقوم النظام القطري بتمويلها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قيادة المؤسسة القطرية التي تسيطر عليها الدولة متطابقة تقريباً مع قيادة «مجموعة صوفان» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، وهو ما اعتبره التقرير أمراً غريباً.
ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن صوفان لديه «علاقة شخصية» مع القيادة العليا في قطر، وقد اشتهر بمهاجمته للسعودية وترويجه للعديد من الشائعات ضدها.
2 - مهدي حسن:
مهدي حسن هو مقدم برامج سابق بقناة «الجزيرة» التي تسيطر عليها الدوحة، وقد كانت الشبكة المفضلة لزعيم القاعدة المتوفى أسامة بن لادن. وكان ديفيد ريبوي، الباحث الأميركي في مجموعة الدراسات الأمنية قد كتب في مقال نشرته صحيفة «واشنطن تايمز» الأسبوع الماضي أن «السيد حسن يعمل لصالح قناة الجزيرة، وهي مؤسسة إعلامية مملوكة لقطر تعزز مصالح الدولة والأسرة الحاكمة. لذلك فهو يعتبر بمثابة متحدث رسمي باسم الحكومة. لكن الحكومة التي يمثلها دأبت على الترويج لجماعة الإخوان المسلمين، وساعدت القاعدة وطالبان في جمع التبرعات، وهي معادية بشدة للمصالح الأميركية».
3 - جولييت القيم:
القيم هي عضو في مجلس إدارة المركز الدولي للأمن الرياضي (ICSS) الذي يعتبر مجرد واجهة لمجموعة تسيطر عليها قطر، تعمل على الدفاع عنها وتأمين استضافتها لكأس العالم 2022.
ويتزعم المركز الدولي للأمن الرياضي محمد حنزاب، الذي عمل كمتخصص في الاستخبارات والدفاع في الجيش القطري. وقد شغل حنزاب سابقاً منصب رئيس أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية التي تضم أيضاً علي صوفان.
وتستخدم القيم حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لانتقاد الدول التي تعاديها قطر. وعند مناقشة القضايا المتعلقة بسياسة الشرق الأوسط على «سي إن إن»، لا تكشف القيم مطلقا أنها عضو في مجلس إدارة مؤسسة قطرية تديرها الدولة.
4 - بيتر بيرغن:
على عكس الأفراد الآخرين المدرجين في هذه القائمة، لا يبدو أن لبيتر بيرغن صلة مباشرة بمؤسسة حكومية قطرية. ومع ذلك، فإن بيرغن، الزائر المنتظم لقطر، يروّج بشدة لهذه الدولة عندما يتعلق النقاش بشؤون الشرق الأوسط.
وسبق أن كتب بيرغن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مقالاً في موقع إخباري قطري تديره الدولة كان يبدو وكأنه دعاية للدوحة، وقد قال فيه إن قطر تعد «حليفاً طبيعياً» للولايات المتحدة أكثر من دول أخرى كثيرة.
ويحاضر بيرغن بشكل متكرر في مؤسسات تمولها الدوحة مثل فرع جامعة «جورج تاون» في قطر. وفي العام الماضي، ترأس لجنة في «منتدى الدوحة»، الذي عقد تحت رعاية النظام القطري. بالإضافة إلى ذلك، فإن بيرغن أستاذ في جامعة ولاية أريزونا، التي تضم أكبر عدد من الطلاب القطريين من بين باقي الجامعات الأميركية وبالتالي تعتمد على الأموال القطرية بشكل كبير.
ويعتبر هذا الكشف التوثيق الأحدث لسلسلة من المحاولات القطرية لاختراق وسائل إعلام دولية بالمال، كان آخرها ما نشرته جريدة «واشنطن بوست» عن اختراق مديرة «مؤسسة قطر» لقسم الرأي في الجريدة وتوليها كتابة مقالات لكتاب يحرضون على السعودية وتوجيههم لزيادة جرعة الهجوم على الرياض.
وكان لافتاً أن الابن الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترمب جونيور تلقف هذا التقرير عن الاختراق القطري لـ«سي ان ان»، ونشره مؤكداً أن قطر «دولة قمعية»، ما يشير إلى أن ألاعيب النظام القطري الإعلامية باتت مكشوفة أمام الدائرة المقربة من الرئيس نفسه.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».