أمل بوشوشة: لدي شغف كبير بتناول الطعام على اختلافه

أمل بوشوشة
أمل بوشوشة
TT

أمل بوشوشة: لدي شغف كبير بتناول الطعام على اختلافه

أمل بوشوشة
أمل بوشوشة

رغم حبها لتناول الأكلات اللذيذة فإن الممثلة أمل بوشوشة تحافظ على لياقتها البدنية المعروفة عنها. وهي إلى جانب كونها طبّاخة ماهرة تجيد تحضير أكلات من بلدها الأم الجزائر فإنها مغرمة أيضاً بالمطبخ الإيطالي الذي تعيره كل اهتمام، وتحاول اكتشافه في مطاعم جديدة تقدمه في مختلف دول العالم.
- لا يمكنني أن أحدد طبقاً واحداً أحبه، فأنا «بطني كبير»، وأجد نفسي نهمة. فلا أفوّت تذوّق أكلات من المغرب العربي وكذلك من بلاد الشام وأوروبا. وما يمكنني تأكيده هو حبّي لتناول أطباق السوشي في أي زمان ومكان، وهو ما أفعله مرة واحدة في الأسبوع.
- مطعمي المفضّل في لبنان هو «تافولينا» في شارع مارمخايل المختص في تقديم الأطباق الإيطالية. فهو يحضّرها ببساطة ومع مكونات طازجة يسيل لها اللعاب. كما هناك مطاعم أخرى في لبنان تلفتني وأزورها بين وقت وآخر، وتتنوع ما بين المكسيكي والياباني.
- في حال رغبت في دعوة أصدقاء لي إلى مطعم معيّن فإني أحرص على أن يكون من اختيارهم. فهم ضيوفي وأترك لهم هذا القرار كي لا أفرض عليهم مطبخاً معيناً قد لا يحبّذونه بالمجمل.
- خلال السفر أبحث عن المطاعم الشعبية الخاصة بالبلد الذي أزوره. فهذا النوع من المطاعم يحمل تقاليد المطبخ الأصيل للبلد، ويقصده الناس من شرائح مختلفة ولا سيما من العمّال والمسنين وربّات المنازل وغيرهم. فهؤلاء الناس يشكّلون أهل البلد الحقيقيين ويعرفون بأسرار مطبخهم. أما في حال رغبت في التغيير فتريني أتوقف عند أول مطعم إيطالي أصادفه، وأيضاً أمام مطعم مختص بأطباق السوشي.
- آخر مطعم زرته هو «سوشي بار» في بيروت، فأطباقه لذيذة جداً وأحياناً أقصده أكثر من مرة في الأسبوع الواحد. وأجد جلساته شبابية وعائلية معاً تليق بمختلف الأعمار من كبار وصغار. كما أن أسلوب تقديم الطعام فيه ديناميكي ولديهم خدمة جيدة.
- لا أفرق بين تناولي لأطباق محضّرة من لحم البقر أو الدجاج والسمك. فجميعها أحبها برغم أنني في فترة حملي بابنتي «ليا» تحوّلت إلى المطبخ النباتي بصورة غير مباشرة. فكنت لا أتناول اللحوم بتاتاً وصرت ملمّة بأنواع الخضار المطبوخة بشكل أكبر.
- علاقتي بالمطبخ جيدة جداً، فأنا أهوى تحضير الطعام، خصوصاً أثناء دعوة الأصدقاء إلى العشاء أو الغداء في المنزل. وعادة ما أحرص على أن تتضمن لائحة الأطباق واحداً من بلدي الأم. وليس من الضرورة أن يكون «الكوسكوس» بل أي سلطة جزائرية وغيرها من أطباق الـ«طاجين» والـ«حريرة» وما إلى هنالك من أطباق معروفة في بلادي. كما أنني أجيد تحضير أكلات من مطابخ عالمية فرنسية وإيطالية وغيرها. وعندما أدخل المطبخ أنسى نفسي تماما وأذوب في مكوّنات كل طبق إذ أحضّرها بحب وشغف. فكمية الحب هذه برأي هي التي تحدث الفرق بين مائدة وأخرى لدى ربّة المنزل.
- إذا ما خيّرت بين السكريات والموالح فأختار الأولى دون تردد؛ فأنا أحب الكاتوهات على أنواعها ولا سيما تلك المأخوذة من الباتيسري الفرنسية التي أعشقها. كما أنني أحب تناول الشوكولاته وجميع مشتقاتها في المثلّجات والحلويات.
- ليس هناك من مكوّن معيّن لا أحب تذوقه أو حتى أن أشتم رائحته. وكما ذكرت سابقاً تغيرت حالتي هذه أثناء فترة حملي بابنتي ليا، إذ ثابرت على تناول الباستا والخضار بشكل دائم فزاذ وزني نحو 18 كيلوغراماً. وحدها رائحة بهارات القرفة التي بقيت معي من رواسب حملي، فأنا أكره أن أشتمّها وأن أتذوقها في طبق معين. وأتمنى أن أشفى من هذا الشعور مع الوقت، لأنني أحب البهارات كثيراً وعلى أنواعها ولا سيما القرفة.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».