اشتعلت معركة شمال سوريا أمس في ثلاث جبهات، تبدأ من شمال حماه حيث اشتبك مقاتلو القوات الحكومية مع «جبهة النصرة»، فيما ساعد طيران الجيش النظامي مقاتلي «النصرة» أنفسهم في شمال حلب، بقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ«داعش» الذي يشتبك مع قوات «النصرة» في شمال حلب، في حين أفشلت القوات الحكومية هجمات متتالية نفذتها قوات داعش للسيطرة على آخر معاقل النظام في الرقة، في مطار الطبقة العسكري.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن اللافت في المعارك المتجددة شمالا «صدام القوات النظامية و(جبهة النصرة) في معركة، وتوافق المصالح بينهما في موقع آخر، وتحديدا في شمال حلب التي أرسلت إليها (النصرة) رتلا عسكريا لقتال (داعش)، في حين نفذ الطيران الحربي النظامي غارات جوية استهدفت معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال حلب». وأوضح أن طيران النظام «قصف محيط مارع وأخترين وأرشاف ومنبج، وهي مناطق تقاتل الدولة للسيطرة عليها، أو تسيطر عليها مثل منبج، بهدف منع تقدمها للسيطرة على كامل المنطقة، وتحديدا مارع وأعزاز». ورأى أن تدخل النظام لصالح «النصرة» «يأتي بهدف استمرار التوازن في القوة بين (الدولة) و(النصرة)، لأنه ليس من صالح النظام أن يحكم أي طرف من الأطراف المنطقة».
وفي المقابل، أكد عبد الرحمن أن «جبهة النصرة» دفعت بتعزيزات إلى حلفايا في شمال غربي حماه لقتال القوات النظامية «والسيطرة على مواقعها في حلفايا، ما يشكل ضغطا كبيرا على النظام»، مؤكدا أن الهدف الثاني من الهجوم الذي بدأ أمس «ربط مناطق حماه بريف إدلب الجنوبي».
وكان المرصد أعلن مقتل عسكري في لواء إسلامي خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها بالقرب من قرية الشيحة، بينما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في جنوب مدينة حلفايا الذي شهد اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر.
في غضون ذلك، أرسلت «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) تعزيزات عسكرية من عتاد ومقاتلين إلى منطقة حلفايا، التي تشتبك فيها مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث أرسلت خلال اليومين الماضيين رتلين من محافظة حلب إلى ريف حماه، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة مورك التي شهدت اشتباكات بين المعارضة والنظام.
وعلى جبهة مناطق ريف حلب الشمالي الحدودية مع تركيا، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين مقاتلي تنظيم داعش من جهة، والكتائب المقاتلة ولواء «جبهة الأكراد» والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، بالقرب من احتيملات في ريف حلب الشمالي، في محاولة من مقاتلي الكتائب التقدم باتجاه احتيملات التي يسيطر عليها «داعش»، وسط قصف متبادل بين الطرفين. وفيما صعّد تنظيم داعش من وتيرة القصف، إذ قصف مناطق في مدينة مارع بريف حلب الشمالي الشرقي، قصف الطيران الحربي مناطق بالقرب من مدينة مارع، في المنطقة الفاصلة بين مقاتلي الكتائب ولواء جبهة الأكراد ومقاتلي تنظيم داعش.
وعلى خط موازٍ، واصل الطيران المروحي التابع للنظام إلقاء البراميل المتفجرة، استهدفت مخيم حندرات شمال حلب، العويجة وأحياء قاضي عسكر والنيرب ومساكن هنانو ومناطق في حلب القديمة والشعار وطريق الباب وحي الصاخور.
في غضون ذلك، قتل 70 مقاتلا من تنظيم داعش على الأقل منذ الأربعاء في معارك عنيفة ضد القوات النظامية السورية في محافظة الرقة (شمال)، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتدور المعارك في محيط مطار الطبقة العسكري، آخر معقل للنظام في المحافظة الواقعة بمجملها تقريبا تحت سيطرة التنظيم المتطرف الذي يزرع الرعب في سوريا والعراق.
واشتدت حدة المعارك التي اندلعت في منتصف أغسطس (آب)، منذ مساء الثلاثاء، بعد هجوم عنيف شنه التنظيم في محيط المطار، وتخللهما تفجيران انتحاريان فجر الخميس، لكنه لم يتمكن من إحراز تقدم على الأرض، بحسب المرصد.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن مقتل 70 مقاتلا من تنظيم داعش جراء القصف العنيف من قوات النظام على مناطق في محيط مطار الطبقة، استخدم فيه الطيران الحربي والعبوات المزروعة من موقع القتال، نافيا ما قاله النظام إن عدد قتلى «داعش» ناهز الـ140 قتيلا.
وأرسل النظام الخميس تعزيزات من الجنود الذين تم نقلهم على متن طائرات مروحية وهبطوا في مطار الطبقة.
ويسيطر تنظيم داعش على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة أخرى في شمال سوريا وشرقها، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور.
وتمكن تنظيم داعش من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، اللواء 93 والفرقة 17 في يوليو (تموز)، بعد معارك قتل فيها أكثر من مائة جندي سوري. وعمد النظام على الأثر إلى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع «داعش» في الرقة ومناطق أخرى في سوريا.
مصالح «النصرة» والنظام تلتقي في حلب.. وتصطدم في حماه
«داعش» يفشل في السيطرة على مطار «الطبقة» في الرقة
مصالح «النصرة» والنظام تلتقي في حلب.. وتصطدم في حماه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة