اكتشاف سر هواتف تلقيها الأمواج على الشاطئ الفرنسي

أجزاء من هواتف غارفيلد البلاستيكية التي عثر عليها في منطقة بلورزيل بغرب فرنسا (أ.ف.ب)
أجزاء من هواتف غارفيلد البلاستيكية التي عثر عليها في منطقة بلورزيل بغرب فرنسا (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف سر هواتف تلقيها الأمواج على الشاطئ الفرنسي

أجزاء من هواتف غارفيلد البلاستيكية التي عثر عليها في منطقة بلورزيل بغرب فرنسا (أ.ف.ب)
أجزاء من هواتف غارفيلد البلاستيكية التي عثر عليها في منطقة بلورزيل بغرب فرنسا (أ.ف.ب)

لا يكاد يمر يوم طوال الثلاثين سنة الماضية إلا ويعثر عمال النظافة في الشاطئ الفرنسي على عدد من الهواتف الأرضية طراز «غارفيلد» برتقالية اللون، والمصممة على شكل لعب أطفال، وقد طفت لتستقر على الرمال لتزداد حيرتهم يوما بعد آخر.
كثيرا ما مال سكان بلدة «فينسيتر» الساحلية بشمال فرنسا إلى فرضية أن مصدر تلك الهواتف التي اتخذت أشكالا عدة مستوحاة من شخصيات أفلام الكرتون التي يعشقها الأطفال والتي دأبت الأمواج أن تهديها إليهم يوما بعد آخر لعقود، ربما كان حاوية غارقة.
من جانبها، أفادت كلير سايمون، رئيسة طاقم عمال نظافة الشاطئ التابع لشركة «آر فيلتانسو»، بأن «فريق النظافة يعمل هنا منذ 18 عاما، وطوال هذه الفترة كنا نعثر على أجزاء من هواتف غارفيلد في كل مرة ننظف فيها الشاطئ».
استمر اللغز يحير ألباب السكان وعمال النظافة على حد سواء، إلى أن كشف أحد سكان المدينة السر الذي يعلمه منذ ثمانينات القرن الماضي ولم يطلع عليه أحدا، وهو أن حاوية قد تعرضت للغرق نتيجة لعاصفة قوية هبت في البحر في تلك الفترة وأدت إلى انقلاب الحاوية من فوق ظهر سفينة مارة لتستقر في كهف بعمق 30 مترا لا يمكن دخوله إلا في حالة انخفاض الجزر. وأضافت سايمون: «أبلغنا الرجل مؤخرا بمكان الكهف. المكان بالغ الخطورة، واصطحبنا بعثة لاستكشافه. عثرنا على الكهف وبه فجوة بعمق 30 مترا وفي قاعه استقرت بقايا الحاوية».
استطردت سايمون: «وعثرنا أسفل الصخور على 23 جهاز هاتف كاملة بمعداتها وأسلاكها كانت مبعثرة في كل مكان». وبحسب فابين بولو، مدير «متنزه للأحياء البحرية» بمدينة فينيستر: «اللغز لم يحل بالكامل، حيث لا نزال نجهل تفاصيل ما حدث ومن أين جاءت الحاوية ومن أي قارب سقطت، وما إذا كانت حاوية واحدة أو أكثر».
كانت المرة الأولى التي ظهرت فيها الهواتف الأرضية التي صممها المهندس جيمس ديفيس على شكل لعب أطفال، تحديدا القطط، وكان ذلك في نهاية السبعينات من القرن الماضي. وظهر الهاتف العجيب في مسلسل تلفزيون من بطولة الممثل بيل ماري وكان الجرس بصوت مواء قطة. حقق الهاتف انتشارا كبيرا بعد ذلك، وكان المسلسل فألا حسنا لصناع الجهاز الجديد حيث ولدت إمبراطورية تجارية كبيرة أدرت مئات للملايين من الدولارات سنويا.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.