تصاميم جديدة لسيارات طائرة

إحداها «حوامة» من «تـويوتا»

تصاميم جديدة لسيارات طائرة
TT

تصاميم جديدة لسيارات طائرة

تصاميم جديدة لسيارات طائرة

جامعو التحف الأذكياء يستثمرون في التحف الذكية في وقت مبكر، مقارنة بالشباب الفقراء الذين يودون الحصول عليها بعدما يصبحون كبارا في السن وأغنياء. وقبل 15 سنة مضت، كان الوقت مناسبا لشراء سيارة «كورفيت» طراز 1967.
وكل هؤلاء المستثمرين يفضلون تطوير التقنيات الكلاسيكية القديمة، أي الاختراعات التي اعتقد عالم الأمس أنها ستسود عالم الغد، عالم روبوتات المنازل، وهواتف الفيديو، والسيارات الطائرة.
واليوم بمقدورنا القول إن الروبوتات تستطيع تنظيف المنازل وكنسها، وأجهزة الكومبيوتر تؤمن خدمات «سكايب». أما السيارات الطائرة فما تزال فكرة غريبة جدا، تعود إلى برنامج الرسوم المتحركة التلفزيوني العجيب الذي كان يعرض في الستينات من القرن الماضي، فحتى السيارات التي تطمح إلى الحصول عليها، وإلى حسن أدائها، قد تكون رديئة، فماذا تتوقع من سيارة طائرة؟ الاسم الرائد في عالم السيارات الطائرة هي «تيرافيوجيا» التي مقرها ولاية ماساتشوستس في أميركا، التي تأسست عام 2006. وقيل آنذاك إنها ستبيع مئات من هذه السيارات في غضون سنتين، لكن مهندسي معهد المهندسين الأميركيين يقولون عكس ذلك، وكانوا على حق. واليوم، تتحدث الشركة عن بيع طراز للعام المقبل، أو العام الذي يليه، الذي سيبدو أقل شبها بسيارة طائرة بسعر 200 ألف دولار.
وتوحي السيارة - المركبة هذه بأنها قادرة على السير على الطرق العادية المستقيمة، لكنها تجد صعوبات لدى الانعطاف. وهذا الأمر قد يشكل نهاية لهذه الضجة الطويلة، والسبب قد يكون في حدثين حصلا أخيرا. فقد قامت «تويوتا» الشركة الرائدة في صناعة السيارات بإبلاغ نشرة «جالوبنك» أنها تعمل على سيارة حوامة. كذلك، ذكرت شركة إلون ماسك لصحيفة «إندبندنت» البريطانية أن السيارات الطائرة ليست بعيدة عن المعادلة. وهذا أمر يسير بالنسبة إلى الشركة التي اقترحت في العام الماضي نقل المسافرين من مدينة إلى أخرى، في أنابيب مفرغة من الهواء.
ولنكن واضحين، فـ«تويوتا» لا تتحدث عن سيارة تحلق عاليا، بل إن مهندسيها ينظرون في إمكانية إنتاج وسادة رقيقة من الهواء بين السيارة والرصيف، بغية التخلص كليا من الاحتكاك، ومن ثم توفير الوقود.
لكن، كيف سيقومون بذلك، فهذا ليس واضحا. فقد يستدعي الأمر وضع حواف حول أطراف السيارة السفلى واستخدام المراوح لدفع الهواء في الحيز لتكون أشبه بالحوامات البحرية، لكن هذا قد يستهلك المزيد من الوقود مما توفره إجراءات منع الاحتكاك، أو قد يجري الاعتماد على جسم ذي شكل خاص لضخ الهواء تحت المركبة، غير أنه قد يجري الحصول على رفع بسيط عن الأرض في السرعات العالية. وفي كل الحالات، لن تكون قوائم المركبة على الأرض، مما يصعب توقيفها فجأة، أو الاستدارة بها.
وكانت سيارات سباقات «فورمولا1» قد استغلت الهواء الصادر عن المراوح، ومن الأشكال الخاصة الموجودة تحت الهيكل، لتأسيس ما يسمى التأثيرات الأرضية. والفكرة هنا ليست رفع المركبة عن الأرض، بل لصقها بقوة بها، لكي تبقى العجلات تحرك السيارة كما هو المقصود منها.



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً