البنتاغون يدعم جدار ترمب الحدودي بمليار دولار

TT

البنتاغون يدعم جدار ترمب الحدودي بمليار دولار

أعلن البنتاغون أنّ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان سمح بصرف مبلغ مليار دولار من ميزانية الوزارة لبناء جزء من الجدار الحدودي، الذي يسعى الرئيس دونالد ترمب لتشييده على الحدود مع المكسيك، في أول دفعة مخصّصة للمشروع في إطار إعلان الطوارئ.
وطلبت وزارة الأمن الداخلي من البنتاغون بناء سياج بطول 92 كيلومتراً وارتفاع 5.5 متر، وبناء طرق وتحسينها وإنارتها دعما لإعلان ترمب حالة الطوارئ، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان صدر في وقت متأخر الاثنين، إنّ شاناهان «أذن لقائد لواء الهندسة في سلاح البرّ بالبدء في تخطيط وتنفيذ ما تصل قيمته إلى مليار دولار لدعم وزارة الأمن الداخلي».
وبرّر شاناهان رصد هذا المبلغ بقانون فيدرالي، يمنح البنتاغون صلاحيات واسعة لإقامة بنى تحتية «عبر الحدود الدولية للولايات المتحدة، دعما لأنشطة وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية في مكافحة المخدرات». ونشرت الوزارة بيان شاناهان قبل يوم من توجّهه إلى الكونغرس لعرض مشروع موازنة وزارته والدفاع عنه.
وعرض البيت الأبيض مقترحا طموحا لموازنة عام 2020، يشمل تمويلا جديدا للجدار بقيمة 8.6 مليار دولار، وهو رقم أعلى من 5.7 مليار دولار سعى إليه ترمب للعام الحالي. وإزاء رفض الكونغرس الموافقة على تمويل بناء الجدار الذي يطالب به الرئيس، أعلن ترمب في 15 فبراير (شباط) «حالة طوارئ وطنية» على الحدود.
وأشار البيت الأبيض إلى أنه سيعيد توظيف نحو ستة مليارات دولار من ميزانية الجيش، دون تحديد برامج البنتاغون التي سيتم خفض مخصصاتها. وأثار التحرك تنديدا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء، إذ حذّرا من أن ما يقوم به ترمب هو استغلال لسلطاته الرئاسية ويخلق سابقة خطيرة.
وجعل ترمب من أمن الحدود ملفا بالغ الأهمية على الصعيد الداخلي، مشيرا إلى أنه سيبقى في محور أجندته في مسعاه للفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2020. ورغم تزايد عدد القادمين من العائلات والأطفال، انخفضت عمليات الاعتقال إجمالا عند الحدود بشكل كبير، مقارنة بما كان الوضع عليه قبل عقد أو أكثر.
وكشفت وثائق حصلت عليها صحيفة «ذي لوس أنجليس تايمز» عن هواجس في صفوف الجيش، بما في ذلك لدى قائد فرقة المارينز الجنرال روبرت نيلر الذي حذر الأسبوع الماضي من أن نشر الجنود على الحدود مع المكسيك يشكل «خطراً غير مقبول» على العناصر.
وفي مذكرات وجهها إلى شاناهان ووزير البحرية ريتشارد سبينسر، كتب قائد المارينز أنه أُجبر على إلغاء أو خفض مستوى تدريبات في خمس دول، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن الإعلان يعني أنه لن يكون بمقدور الجنود إعادة بناء القواعد التي دمرتها الأعاصير في ولايتي كارولاينا الشمالية وجورجيا. وكتب نيلر أن «موسم الأعاصير بات على بعد ثلاثة أشهر فقط (...) لدينا عناصر من المارينز وبحارة ومدنيون يعملون في مبان معرضة للخطر».
ورفعت 16 ولاية دعوى قضائية على الإدارة الأميركية الشهر الماضي، معتبرة أن أمر ترمب يتنافى مع بنود دستورية تحدد الإجراءات التشريعية التي تعتبرها الكونغرس «الحكم النهائي فيما يتعلق بالشؤون المالية العامة للدولة». وشكّكت الدعوى كذلك في تصنيف ترمب لعبور الحدود بشكل غير شرعي أنه حالة طوارئ وطنية، مشيرة إلى أن المعلومات الصادرة عن الإدارة الأميركية ذاتها تدحض ذلك. وبإمكان القضية أن تصل إلى المحكمة العليا، ما يفتح الباب أمام مواجهة غير مسبوقة في مسألة فصل السلطات.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.