مقتل 274 شخصا خلال أسبوع.. وارتفاع حصيلة القصف الجوي لـ600 منذ ديسمبر الماضي

جبهة النصرة تدعو لوقف القتال مع مقاتلي المعارضة والمسلحين في سوريا

مقتل 274 شخصا خلال أسبوع.. وارتفاع حصيلة القصف الجوي لـ600 منذ ديسمبر الماضي
TT

مقتل 274 شخصا خلال أسبوع.. وارتفاع حصيلة القصف الجوي لـ600 منذ ديسمبر الماضي

مقتل 274 شخصا خلال أسبوع.. وارتفاع حصيلة القصف الجوي لـ600 منذ ديسمبر الماضي

قتل 274 شخصا على الاقل بينهم مدنيون في المعارك الدائرة منذ الجمعة بين تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية من جهة، ومسلحين من الدولة الاسلامية في العراق والشام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الثلاثاء.
واوضح المرصد ان القتلى هم 46 مدنيا، و129 عنصرا من الكتائب الاسلامية وغير الاسلامية المقاتلة، و99 عنصرا من الدولة الاسلامية في العراق والشام ومجموعة مسلحة موالية لها.
من جهته، دعا أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم "جبهة النصرة" في تسجيل صوتي بث اليوم الثلاثاء، الى وقف المعارك مع المقاتلين المعارضين والعناصر المسلحة في سوريا، حيث اندلعت منذ ايام معارك بين "جبهة النصرة" وتشكيلات من المقاتلين السوريين المعارضين من جهة، وعناصر "الدولة الاسلامية في العراق والشام".
وقال الجولاني ان "هذه المبادرة قد قبل بها بعض الأطراف وعلق بعضهم موافقته على موافقة الاطراف الاخرى وماطل البعض في الاجابة"، مؤكدا في الوقت عينه ان "الفرصة لا تزال سانحة لانقاذ الساحة بهذه المبادرة او غيرها او التعديل عليها".
على صعيد آخر، أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية اليوم الثلاثاء عن نقل الدفعة الاولى من الترسانة السورية على متن سفينة الى المياه الدولية، وذلك بحسب الاتفاق القاضي بتدمير هذه الترسانة.
وأكدت البعثة في بيان تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه، انه "تم نقل مواد كيميائية من موقعين (في سوريا) إلى مرفأ اللاذقية (غرب) للتحقق منها ومن ثم تم تحميلها على متن سفينة دنماركية اليوم"، مشيرة الى ان "السفينة غادرت مرفأ اللاذقية الى المياه الدولية وستبقى في عرض البحر بانتظار وصول مواد كيميائية اضافية الى المرفأ".
على صعيد آخر، اشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء الى اعادة فتح معبر بين سوريا والعراق في اقليم كردستان للسماح بمغادرة نحو 2500 لاجىء سوري.
وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مليسا فليمينغ في مؤتمر صحافي، ان معبر بيشكابور الواقع على نهر دجلة ما زال نقطة العبور الوحيدة المفتوحة بين سوريا والعراق في الوقت الحاضر.
وعلى اثر فتح هذا المعبر الحدودي يوم الاحد الماضي تمكن 2519 لاجئا من اجتياز النهر الى داخل الاراضي العراقية.
في غضون ذلك، افاد المرصد السوري بارتفاع حصيلة قتلى القصف الجوي على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال) منذ منتصف ديسبمر (كانون الاول)، الى اكثر من 600 شخص بينهم 172 طفلا.
وتعرضت مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها خلال الاسابيع الماضية لقصف مكثف بالطيران الحربي والمروحي، إلا ان حدته تراجعت في الايام الماضية، بحسب المرصد، الذي اشار الى ان الطيران الحربي قصف اليوم حي الانذارات في كبرى مدن الشمال السوري.
وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية النظام باستخدام "البراميل المتفجرة" في القصف. وتلقى هذه البراميل المحشوة بمادة "تي ان تي"، من الطائرات من دون نظام توجيه يتيح لها اصابة اهدافها بدقة.
ونفى مصدر أمني سوري في وقت سابق استخدام هذه البراميل، مشيرا الى ان الطيران يستهدف مقرات لمقاتلي المعارضة، عازيا ارتفاع الحصيلة الى وجود هذه المراكز في مناطق مدنية سكنية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».