الفريق النيابي لـ«العدالة والتنمية» المغربي يطالب بحماية نائب من تهديدات بالقتل

بعد اتهامه بإثارة النعرات العرقية

ارشيفية لنواب من «العدالة والتنمية»
ارشيفية لنواب من «العدالة والتنمية»
TT

الفريق النيابي لـ«العدالة والتنمية» المغربي يطالب بحماية نائب من تهديدات بالقتل

ارشيفية لنواب من «العدالة والتنمية»
ارشيفية لنواب من «العدالة والتنمية»

دخلت مسألة التهديدات بالقتل التي يتعرض لها النائب المقرئ أبو زيد الإدريسي، عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، متزعم الائتلاف الحكومي في المغرب، جراء روايته خلال إلقائه إحدى محاضراته في الكويت قبل أربع سنوات، نكتة حول بخل مكون أمازيغي في البلاد، منعطفا جديدا بعدما قرر عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، بعد أسبوعين من التردد، التحرك بقوة في ثلاثة اتجاهات لمحاصرة الضغوط السياسية والإعلامية الهائلة التي يتعرض له النائب الإدريسي.
وبعث بوانو بثلاث رسائل لكل من وزير الداخلية محمد حصاد وكريم غلاب رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) ومحمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) واحدة لمطالبة المسؤولين بتوفير ضمانات السلامة البدنية للنائب الإدريسي ولعائلته، وفي الوقت ذاته إبداء استنكاره لاستغلال مجلس المستشارين لقضية النائب الإدريسي في الصراع السياسي بين المعارضة والحكومة.
وطالب بوانو في رسالة إلى وزير الداخلية بتوفير الحماية الأمنية للنائب الإدريسي، وذلك بعد توالي تلقيه رسائل إلكترونية واتصالات هاتفية تتوعده بالقتل والانتقام من أسرته.
وحملت رسالة الفريق النيابي لـ«العدالة والتنمية» وزير الداخلية مسؤولية «وقوع مكروه نخشاه وتخشونه للسيد النائب ولأسرته»، مطالبة وزير الداخلية باتخاذ «ما ترونه لازما وضروريا لتوفير الحماية المطلوبة للسيد النائب وأسرته». ودعم فريق العدالة والتنمية مطالبه بحماية النائب الإدريسي برسالة ثانية موجهة لرئيس مجلس النواب، داعيا إياه إلى إبداء أي «مبادرة للتضامن معه بالأشكال المتعارف عليها بمجلسكم». وشدد بوانو على ضرورة تدخل رئيس مجلس النواب لتوفير الحماية للنائب مما قد يتعرض له من أذى بسبب «الحملة الرخيصة التي يتعرض لها».
في هذا السياق، توجه بوانو برسالة استنكار شديدة اللهجة إلى رئيس مجلس المستشارين، على خلفية إحاطة سياسية تقدم بها عبد المستشار المالك أفرياط من فريق نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل المقربة من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض خلال جلسة الأسئلة الشفوية ليوم الثلاثاء 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكان أفرياط قد أدان «سلوكات الحقد والكراهية»، وقال: «إن مسؤولا سياسيا في الحزب الذي يقود الحكومة وبرلمانيا، أطل علينا عبر قناة (الرسالة) الخليجية، وفي سابقة خطيرة تستهدف وحدة الأمة المغربية، وتنم عن عقلية الحقد والكراهية وإثارة الفتنة»، عادًّا ذلك «خرقا تاما للاتفاقية الدولية المتعلقة بمناهضة كل أشكال التمييز التي صادق عليها المغرب، التي نشرت في الجريدة الرسمية».
وقال أفرياط إن المغاربة شعب واحد أما الذين جرى استهدافهم من طرف النائب الإدريسي، فإنهم معروفون بالجد والجود والكرم والعلم. وزاد قائلا: «الفتنة نائمة لعن الله موقظها».
وحملت رسالة بوانو تدخل أفرياط مسؤولية التحريض على «إثارة نعرات الحقد والضغينة لدى أشخاص سارعوا إلى إجراء اتصالات هاتفية مع النائب المذكور للاستفسار، والسب والشتم والتهديد بالقتل له ولأسرته»، عادّة توظيف أفرياط لزلة الإدريسي من شأنه إذكاء «نعرات وعصبيات مغرضة لا يقدر على تحملها أحد من المغاربة، خاصة أنها مست قضية تعد مصدر إجماع لديهم».
ودعت رسالة بوانو الاحتجاجية رئيس مجلس المستشارين «إلى تبليغ هذا الاستنكار» لمن يهمه الأمر و«تذكيره بأخلاقيات العمل البرلماني والضوابط الواجب احترامها في أداء المهام البرلمانية بتفادي القدح واللمز الموجه لممثلي الأمة وتوجيه مجهوده لخدمة مصالح المواطنين بمراقبة عمل الحكومة وتقديم ما فيه صالح للم شمل الأمة وليس تشتيتها».
وأثارت نكتة للنائب الإدريسي عن بخل عرق أمازيغي خلال ندوة أكاديمية بالكويت قبل أربع سنوات موجة من ردود فعل غاضبة وسط الحركات الأمازيغية في المغرب متهمة إياه بـ«العنصرية وإثارة الفتنة العرقية»، فيما عدها الإدريسي «زلة لسان جرى توظيفها في حملة سياسية ضد مواقفه».
ووصلت نكتة الإدريسي إلى أروقة الأمم المتحدة بعدما طالب الحمزاوي التيجاني، عضو المجلس الجهوي لحقوق الإنسان بأكادير، عبر شكاية وجهها إلى اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة، بالتدخل العاجل في الموضوع بهدف إنصاف المتضررين، بوصفه واحدا منهم، واتخاذ ما هو مناسب «إحقاقا لحقنا في العيش بكرامة من دون تعرضنا لأي نوع من أنواع التمييز».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.