منصور أول رئيس مصري يهنئ الأقباط بعيد الميلاد في الكاتدرائية

السفير بدوي: الزيارة للمقر البابوي تقديرا لدور المسيحيين الوطني

البابا تواضروس الثاني خلال استقباله الرئيس المصري المستشار عدلي منصور بالكاتدرائية المرقسية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
البابا تواضروس الثاني خلال استقباله الرئيس المصري المستشار عدلي منصور بالكاتدرائية المرقسية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

منصور أول رئيس مصري يهنئ الأقباط بعيد الميلاد في الكاتدرائية

البابا تواضروس الثاني خلال استقباله الرئيس المصري المستشار عدلي منصور بالكاتدرائية المرقسية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
البابا تواضروس الثاني خلال استقباله الرئيس المصري المستشار عدلي منصور بالكاتدرائية المرقسية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

قام الرئيس المصري عدلي منصور بزيارة إلى المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة) أمس، التقى خلالها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، وذلك لتهنئته الأقباط بعيد الميلاد المجيد.
وأكد الرئيس المصري خلال الزيارة أن وحدة أبناء الوطن من مسلمين ومسيحيين ستظل صامدة باقية تعبر عن نبض قلب واحد ولا تقبل التبديل، مشددا على أن البلاد بحاجة إلى التكاتف والتلاحم، و«إننا سنظل دوما أمة واحدة، لا يقوى أحد أن يفرق جمعها المصري».
فيما رحب البابا تواضروس الثاني بالرئيس المصري، قائلا: «باسم كل آباء الكنيسة والمجمع المقدس والمجلس الملي نرحب بسيادتكم، وسعداء بهذه الزيارة التي نعتز بها، وسيادتكم في بيتكم ومكانكم، وإن المشاعر الطيبة والود بين القادة تقدم رسالة جميلة للناس». وأضاف البابا تواضروس أنه سعد «كثيرا بزيارة الرئيس منصور والتهنئة بعيد الميلاد»، لافتا إلى أنها كانت زيارة طيبة تحمل كل مشاعر المحبة والود.
وقالت مصادر كنسية، إن «هذه هي المرة الأولي التي يأتي فيها رئيس الدولة بنفسه ليقدم التهنئة بالعيد في المقر البابوي».
وكان في استقبال الرئيس المصري، الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، والأنبا يؤانس الأسقف العام، والأنبا أرميا، والقمص سرجيوس وكيل البطريركية، والقمص بيجول السرياني، والقس إنجيلوس إسحق سكرتارية البابا، والقس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعدد من أعضاء المجلس الملي العام.
وجرى وضع حجر أساس كاتدرائية العباسية في 24 يوليو (تموز) عام 1965 بحضور الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس، وألقى الرئيس عبد الناصر خطابا وقتها، حث فيه على المحبة والمساواة وتكافؤ الفرص لبناء المجتمع الصحيح السليم الذي نادت به الأديان.
وأضافت مؤسسة الرئاسة في بيان لها عقب الزيارة أمس، أن «الرئيس عدلي منصور حرص على أن تكون تهنئته للإخوة المسيحيين في مقرهم البابوي، وبما يترجم اعتزاز الوطن بهم وبدورهم الوطني في مواجهة محاولات بث روح الفرقة والشقاق بين المصريين، والإرهاب الذي لم يفرق بين مسلم ومسيحي، وبين مسجد أو كنيسة».
وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن «زيارة الرئيس للمقر البابوي، جاءت تعبيرا عن تقدير الدولة المصرية لمواطنيها المسيحيين الذين قدموا الكثير - جنبا إلى جنب - مع إخوتهم المسلمين من أجل رفعة الوطن وصون مقدراته ومستقبل أبنائه».
من جانبها، أكدت مستشارة الرئيس المصري لشؤون المرأة، سكينة فؤاد، أن «الزيارة ترجمة لروح مصر، وترجمة للأصول والتواصل المصري والنسيج الوطني الواحد الذي عشنا عليه عبر تاريخ من تواد واحترام وتواصل ومحبة بين جميع أبناء الوطن».
في السياق نفسه، أعربت قوى سياسية في مصر عن سعادتها وتقديرها لزيارة الرئيس عدلي منصور للكاتدرائية، مؤكدة أن الزيارة تبرز معاني الوحدة الوطنية والمساواة، وقال أحمد بهاء شعبان، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أمين عام الحزب الاشتراكي، إن «الزيارة تؤكد أن المصريين جميعا يتمتعون بحقوق المواطنة، ولا تفرقة بينهم بسبب الدين»، مضيفا: أن «الزيارة تعطى نوعا من الطمأنة للمسيحيين ببدء عهد جديد بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) الماضي، والتأكيد على الوحدة الوطنية والابتعاد عن الأفكار المتعصبة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».